حمل التابوت الذي صدر مؤخرا عن دار نشر بيسان في لبنان للأديب إبراهيم مضواح الألمعي (25) قصة قصيرة بدأها بالقلق واختتمها بأوشال حزينة.. تميز المؤلف خلال هذا الإصدار بالاعتماد على مرجعيته الثقافية وذوقه الفني والشخصي وأفكاره وتأملاته المبدعة.. وقد برز في المشهد القصصي للمؤلف الألمعي إمكانياته الجمالية والخطابية المتعددة كالتكثيف والاختزال. والقارئ الناقد لهذه المجموعة الحديثة يلحظ بوضوح روح الكاتب في البحث عن الحياة المتجددة والبعد عن التماثل الذي يمثل السكون والموت... كذلك تعدد اللوحات الفنية التي تُعد قيمة فنية مسترسلة تحكم التقطيع في البناء بشكل ملموس.. الحدث المؤلم في هذه المجموعة الرائعة يتمثل في رحيل أجمل وأحلى صورة للخير والجمال والمحبة والصبر والبذل والإيثار.. في ذكرى الوداع الأخير لرحيل (أم) الأديب إبراهيم مضواح.. أفرد المؤلف المساحة الأكبر في إصداره الذي عنونه (بأوشال حزينة) بإلقاء سلام الله ورحمته ورضوانه على جنته التي غابت عنها آلامها كغيابها إذ يقول رحلت أمي كما ترحل الشمس، وتعود الشمس ولا تعود أمي، ويطول غيابها، أرفع سماعة الهاتف لأحدثها، لأبشرها لأخبرها، لأسألها، فتصفعني ذاكرتي، ويندلق الغبار على وجهي، فتموت البشارة، وتحار الأسئلة ولا إجابات، ويأتي رمضان ولا تأتي أمي، ويأتي العيد، ولا يأتي عيدي الذي كنت أراه في وجهها، وتغيب البهجة وأمي، وتغيب رائحة الطيب الذي يُضمِّخ رأسها، وتُقفر أحواض الرياحين، وتذبل ورودها في كل زوايا الدار، وتيبس الزهور في أوانيها ولا من يُبدلها، ويعلو الغبار، وتغيب ملامحها ويخبو الجمال، ويعلو الغبار وأعيش بنصف وجه، وتهطل الدموع فيسكن الغبار، وتتماهى صورتها في سحابة بيضاء تملأ السماء، وتبدو واضحة كلما سكن الغبار تحت وشل الدموع.. تجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعة التي أصبحت متواجدة حديثا داخل المكتبات ودور النشر السعودية هي الإصدار الثامن للمؤلف حيث سبق ذلك العديد من المجموعات القصصية والمؤلفات الأدبية المختلفة ومنها من طيبات أبي الطيب، روائع الطنطاوي، الفوائد الطنطاوية، الطنطاوي بعيون مختلفة، قطف الأشواك، على رصيف الحياة، عندما كان للكبار تلامذة.