تسبب الغبار الكثيف الذي شهدته المنطقة الشرقية أمس (الجمعة) في ارتفاع مراجعي المستشفيات، إذ علمت "الرياض" أن بعض أقسام الطوارئ في المستشفيات الخاصة والحكومية استقبلت أعدادا متزايدة من مرضى الربو، ما اضطر الأطباء لتنويم بعض الحالات التي وصفت حالتها الصحية ب"المتقدمة". وعلى رغم من تأكيد العاملين في أقسام الطوارئ على استعداد المستشفيات لاستقبال مرضى الربو في مثل هذه الظروف الجوية غير الصحية، إلا أن وضع المرضى يضطرهم للبقاء في المنزل، إذ لا يستطيعون مغادرته حتى يزول الغبار من الجو، ما يعطلهم عن أشغالهم وارتباطاتهم الاجتماعية. ولم تقتصر أضرار الغبار على العجزة والشبان والأطفال، إذ أفاد عاملون في أقسام المرور عن وقوع حوادث مرورية شهدتها المنطقة الشرقية أمس، ودعا رجال المرور السائقين إلى توخي الحذر قدر الإمكان في مثل هذه الأجواء، وبخاصة أن الغبار حجب الرؤية على بعد أمتار عدة، ما يستوجب في بعض المناطق التوقف التام عن القيادة. وعلى رغم من تزامن الغبار مع الإجازة الرسمية لدى معظم القطاعات، الا أن بعض العاملين في يوم الجمعة اضطروا لتخفيف ساعات عملهم، نظرا للظروف الجوية التي وصفوها ب"السيئة جدا". إلى ذلك رأى مختصون في الأحوال الجوية أن المنطقة الشرقية في مثل هذا الوقت من العام تشهد تكرر أيام الغبار الذي تتفاوت كثافته من مرة لأخرى، وينصح أطباء مختصون مرضى الربو بتجنب الخروج في الأجواء المغبرة لئلا يصاب جهازهم التنفسي بأزمة تنفس حادة، قد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة (لا سمح الله)، مشددين على ضرورة عدم خروج الأطفال المرضى (ما دون الخمس سنوات) وذلك في شكل قطعي. يشار إلى أن العام الماضي شهد أجواء مغبرة صاحبتها ظواهر مناخية تحدث لأول مرة في المنطقة الشرقية كحلول العواصف الهوائية والممطرة والرعدية في محافظة الجبيل، والتي أزاحت حاويات حديدية تستخدم لتخزين البضائع، بلغ وزنها أطنان عدة، كما اقتلعت الرياح بعض لوحات الإعلانات المثبتة في الطرقات، ما سبب بعض الحوادث المرورية، كما شهدت محافظات الأحساء ورأس تنورة والنعيرية أجواء مناخية مشابهة لما حصل في الجبيل، بيد أن محافظة القطيف لم تشهد مثل تلك الأجواء.