مع إشراقة شمس كل صبيحة يوم عمل فإذا بما يسمى بالميكروباص المستخدم "للنقل المدرسي - نقل الطالبات - نقل المعلمات.... إلخ" والخاص بالقطاع الخاص ينتقل بسرعة جنونية في الشوارع مستغلاً هدوء الحركة المرورية في هذا الوقت ولكنه متناسياً مصير الأنفس التي معه من معلمات أو طلبة وطالبات من فلذات أكبادنا والتي نسعى جميعاً لراحتهم وتعليمهم والحفاظ عليهم ولكن سائق هذه المركبة أخذه الطمع والجشع في كسب المال وضايقه الوقت المحدد لبدء الدراسة مع ما لديه من كثرة عملاء متفرقين في بعض الأحياء، فتراه تارة في أيمن الطريق وتارة في شماله وفي بعض الأحيان يقوم بعكس بعض الممرات من أجل الوصول للطريق الأقرب وما أشبهه بسيارة "الليموزين" متناسياً بذلك قواعد السلامة المرورية التي قد تحميه وتحمي من معه بعد الله سبحانه وتعالى عند تطبيقه لها. والأسوأ من ذلك هو حال تلك المركبات التي أصواتها وأبواقها توقظ النائم من نومه ودخانها يلوث البيئة فلنسأل أنفسنا: هل جميع هذه المركبات قد صرح لها تحت اسم مؤسسة معروفة وطبقت قواعد المرور والسلامة على المركبة من "فحص دوري وتأكد بأن السائق تحت كفالة المؤسسة ولديه رخصة قيادة سارية المفعول" أم هو عامل قد لا يكون سائقاً أصلاً أو هارباً من كفيله فنأتمنه على أبنائنا وبناتنا رغم عدم مقدرته القيادية أو مخالفته لنظام الإقامة، وما ضحايا المعلمات والطالبات التي نسمع عنها ونشاهدها بصفة شبه دائمة في الحوادث ما بين المدن والمحافظات إلا من بعض تلك الأسباب والتي تتمثل في "صيانة المركبة - فحص الإطارات - تطبيق السائق لقواعد السلامة المرورية وغيرها...". وأخيراً ليس آخراً لماذا لا نتقن أعمالنا ونحد من هذه الظاهرة بتحديد الشركات والمؤسسات ومنحهم التصاريح اللازمة طبق قواعد وأنظمة محددة على ألا يكون قد مضى على صنع تلك المركبة أكثر من ثلاث سنوات ويوضح رقم التصريح "الترخيص" على المركبة ورقم المركبة حسب تسلسلها بين مركبات تلك الشركة أو المؤسسة وذلك للحد ممن يقوم بالنقل دون ترخيص مسبق وتسهيل مهمة التعرف عليها من النواحي الأمنية، ونكون بذلك قد حفظنا أماناتنا الملقاة على عاتقنا جميعاً من الله أولاً ثم من البشر ثانياً كما تم ذكره وليس حصره فقد قال تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً)، "سورة الأحزاب آية: 72".