خلال متابعة الواقع الاقتصادي المحلي نجد مفارقات غريبة حيث ارتفاع الدخل الوطني مع ارتفاع في تكاليف المعيشة وارتفاع في درجات التذمر من الغلاء؟ ويصاحب كل ذلك انخفاض غير مبرر في مستوى معيشة المواطن رغم التعليمات الدائمة والحرص الكبير من ولاة الأمر خاصة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله. بعض تلك المفارقات واقع لابد من التعايش معه باعتبار انه جزء من حالة غلاء عالمية ولكن بعض ذلك الغلاء يمثل خصوصية سعودية؟ السؤال هل من الضروري ان يتم تصدير الحديد والاسمنت للخارج الا في حالة وجود فائض عن الحاجة المحلية؟ وهل هناك ما يمنع من إنشاء مصانع أخرى للحديد والاسمنت لتستطيع تغطية الاحتياج المحلي؟ لأن أسعار أدوات البناء أصبحت ناراً تحرق كل من يفكر من ذوي الدخل المحدود ببناء سكن خاص، ولعل الشاهد على ذلك غير موقف، من أهمها ارتفاع نسبة القروض التي باتت تمثل دخلاً مميزاً لبنوكنا وهي أيضاً شاهد على الخصوصية السعودية، إذ يتساءل كثيرون لماذا تصر مؤسسة النقد ان تكون في صف البنوك ضد المواطن الذي لن يقترض إلا لحاجة، ولعل وضع ضوابط الحماية تراعي نوع القرض فمن يقترض لشراء سكن أو علاج ليس كمن يقترض للسفر أو تغيير سيارته هل يعقل ان تكون الفائدة واحدة لهذا وذاك؟ عموماً نعود إلى أساليب معالجة بعض الغلاء اعتقد ان على الجهات المختصة وضع ضوابط تمنع تصدير بعض المنتجات ما دام السوق المحلي يحتاج إليها سواء كان في أدوات البناء أو المنتجات الزراعية حيث الغلاء أيضاً بات شبحاً يهدد الأسر البسيطة بشكل مخيف فيما بعض منتجات مزارعنا تباع في أسواق الدول المجاورة؟ هل يعقل ان يكون التمر بهذا السعر في دولة يفترض انها دولة منتجة على مستوى عالمي؟ تصدير المنتج أمر اقتصادي ولكن عادة لا يأتي على حساب الاحتياج المحلي ولعل الشاهد على ذلك قيام أكثر من دولة بمنع تصدير بعض منتجاتها لمصلحة ارتفاع مستوى معيشة أفراده وانخفاض الغلاء كما فعلت مصر مع الأرز المصري وأيضاً تايلند وكذلك الهند؟. السؤال أليس من الأفضل الحد من تصدير بعض منتجاتنا إلى ان يتشبع السوق المحلي خصوصاً أن تصدير الاسمنت والحديد على سبيل المثال جاء على حساب كثير من المشاريع المهمة لتشكيل البنية التحتية لكثير من المدن.. فعلى سبيل المثال تضرر المواطن كثيراً من توقف بعض مشاريع الطرق في مدينة الرياض بسبب غلاء المواد الأولية التي يتم تصديرها للدول المجاورة؟ المعروف عالمياً ان الاحتياج المحلي دائماً هو الهدف الأساسي لأي مصنع ثم يأتي التصدير كهدف ثان.. أم ان هناك أيضاً خصوصية سعودية في الأمر.