لماذا أشعر أننا معزولون عما يحدث في العالم من حولنا رغم كل ما نملكه من وسائط اتصال وإعلام متطورة تقنياً؟ أحد أقرب الأمثلة على العزل الإعلامي الذي نعيشه فعالية "ساعة الأرض" التي شهدتها مئات المدن العالمية وملايين البشر ممن يسكنونها، وغطتها وسائل الإعلام الشرقية والغربية على حد سواء دون أن يكون لإعلامنا دور في ذلك سوى بخبر أخير في إحدى نشرات الأخبار!. ساعة الأرض هي ساعة سنوية تقوم فيها المدن الكبرى في العالم بإطفاء كل الإضاءة والأجهزة الكهربائية غير الضرورية لمدة ساعة واحدة مع تشجيع الأفراد للمشاركة من خلال عمل ذات الشيء في بيوتهم كنوع من الشعور بالمسؤولية تجاه كوكب الأرض الذي يزداد احتباسه الحراري بإنتاج المزيد من الكهرباء!. المملكة من الدول التي تحرز وللأسف مراكز متقدمة في نتائج التلوث العالمية سنوياً، ومع ذلك نشهد من إعلامنا الحكومي والخاص تجاهلاً مرتاح الضمير لقضية البيئة!. ألم تتساءل عزيزي القارئ يوماً على سبيل المثال عن سر ازدياد نسبة الإصابة بأمراض السرطان في المنطقة الشرقية من المملكة رغم قلة عدد سكانها نسبياً؟ أليس للتلوث البيئي دور ولو يسيراً في ذلك؟ بالمقابل كم دقيقة يخصصها إعلامنا الذي يزعم انطلاقه من مواطن اهتمام الناس لمناقشة همّ بيئي أو تقديم فقرة معرفية أو معلوماتية عن البيئة؟ كم ملحقاً في صحيفة أو فقرة في إذاعة أو إعلاناً مدفوع الثمن أو منهجاً دراسياً أو محاضرة دينية أو عملاً فنياً تطرق للبيئة ولو باهتمام عابر مقابل قضية قيادة المرأة للسيارة على سبيل المثال!. رغم أن مسؤولية البيئة مسؤولية جماعية ومشتركة بين الحكومة والأفراد على حد سواء، إلا أن مسؤولية الإعلام هي قدح شرارة الاهتمام تلك، وجعل الهم البيئي هماً حاضراً في أذهان متلقيه كما نجح في جعل "شاعر المليون" هما قبلياً وشعبياً تُدفع في سبيله الملايين.!