سعادة الأستاذ/ تركي السديري - حفظه الله رئيس تحرير جريدة "الرياض" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، اطلعنا على ما نشرته جريدكم الموقرة في عددها الصادر رقم (14508) بتاريخ 1429/3/6ه، الموافق 2008/3/14م تحت عنوان "بعد أن أخفقت 6مرات.. مقيم سوداني يتكفل بإفطار زملائه في العمل ابتهاجاً بنجاح (الكراسيدا)". وقد جاء في تفاصيل الخبر بأن تفاجأت مجموعة من الموظفين في أحد القطاعات بمدينة الرياض بدخول زميلهم المقيم من الجنسية السودانية فرحاً ومبتهجاً وأنه سيتكفل بإفطار الجميع في ذلك اليوم على حسابه الشخصي، وذلك بسبب أن سيارته الكراسيدا (موديل 84) قد نجحت أخيراً في اجتياز اختبارات الفحص الدوري بعد عدة محاولات باءت جميعها بالفشل.. وقد تضمن الخبر بأن صاحب المركبة قد أدخل سيارته لمحطة الفحص الدوري ست مرات وفي كل مرة تظهر النتائج سلبية، وبأن هناك عدداً من المشاكل والأعطال الفنية ما زالت في السيارة ولا بد من إصلاحها والعودة مرة أخرى لإجراء الاختبار.. وفي المرة السابعة جاءت البشرى بالنبأ السعيد وذلك باجتياز سيارته للاختبارات، فما كان منه إلا أن سجد في المحطة شكراً لله ونذر بأن يقدم لزملائه وجبة إفطار ابتهاجاً بنجاح الكراسيدا. مما لا شك فيه بأن هذا الخبر الجيد شهادة نعتز بها وتؤكد على حقيقة وهي بأننا في الإدارة العامة للفحص الفني الدوري للسيارات ملتزمون التزاماً كاملاً بمعايير السلامة مهما كانت الإجراءات التي يجب علينا اتخاذها، وإننا في محطات الفحص الفني الدوري للسيارات لا نهتم سوى بالمصلحة العامة، ولا تأخذنا أي اعتبارات أخرى مثل التساهل مع أي مركبة مهما كان موديلها، فالأهم الذي نعمل من أجله هو فقط بأن تتوفر في جميع المركبات أدنى مقومات السلامة لتحقق السلامة المرورية على الطريق، فكم من روح أزهقت، وكم من شخص أعيق بسبب حوادث المركبات، وهذا ما جعل محطات الفحص تعطي جميع النتائج المرجوة منها. وحيث إننا وبفضل الله نملك مركز معلومات متكامل فبعد الرجوع إلى سجل السيارة الكرسيدا، تبين بأنها راجعت محطة الفحص الفني الدوري في مدينة الرياض خمس مرات منها أربع مرات لم تجتز وفي المرة الخامسة اجتازت المركبة، وهذا خلاف ما ذكر بأن المركبة راجعت محطة الفحص سبع مرات!؟ وكانت المركبة لا تجتاز في المرات السابقة بسبب تهريب زيوت ونقص في مسامير الشاصيه، ليات الفرامل متآكلة، صدأ واهتراء، عدم اجتياز بالنور الأمامي، عدم اجتياز الفرامل، ومع الأسف بأن صاحب المركبة في كل مرة يعيد الفحص دون إصلاح مستفيداً من الفحص المجاني الذي يمنح وهو ما جعل صاحب المركبة يستغل ذلك في مرتين وأكثر. ونود أن نشير إلى أن مشروع الفحص الفني الدوري الحالي بالمملكة يعد أحد الإنجازات الحضارية، ولقد أثبت هذا البرنامج بعد دراسة النظم المطبقة في دول مختلفة وإجراء المقارنات بأنه رائد وناجح بكل المقاييس، وهو من بين أفضل البرامج المطبقة حتى الآن بجميع أنحاء العالم، وقد استطاع تحقيق الأهداف المرجوة من خلال تحقيقه كافة المتطلبات في تطبيق برنامج الفحص الفني الدوري للسيارات من رفع مستوى السلامة المرورية على الطريق والحد من حوادث المرور وما يترتب عليها من نتائج سلبية وكذلك المحافظة على البيئة من التلوث الناجم مما تنفثه عوادم المركبات بمختلف أنواعه من غازات سامة. ومن أبرز فوائد الفحص الدوري بالإضافة إلى ما ذكر تحديد الخلل الموجود بالفعل في السيارة وكذلك تحديد الأعطال وشيكة الحدوث، واطالة عمر السيارة وبالتالي التقليل من استيرادها مما يوفر بدوره آلاف الملايين للاقتصاد الوطني، كما من فوائد الفحص زيادة الوعي لدى قائد المركبة بأهمية المحافظة على رفع مستوى سلامة المركبة وعلى الاهتمام بالصيانة والإصلاح. كما ساعد الفحص في اخفاء السيارات المشوهة وغير الصالحة للسير التي تقطع الطريق ذهاباً وإياباً وتسبب الحوادث.. مما ينتج عن ذلك الانسيابية في حركة المرور والمركبات على الطرقات مما يقل من الاختناقات المرورية التي تنعكس على الاقتصاد سلباً بالإضافة إلى الحد من تجول المركبات الخربة المشوهة للوجه الحضاري للمملكة. وأخيراً نود أن نشير إلى أمر هام جداً يغفله العديد من المواطنين والمقيمين بأن من بين المميزات والفوائد العديدة لمحطات الفحص تأكد صاحب وقائد المركبة من الإصلاح الجيد من قبل الورش، فهناك العديد من المركبات التي تراجع محطات الفحص وخلال الزيارة يتم الاكتشاف بأن الإصلاح غير سليم مما يضطر صاحب المركبة لاعادة الفحص بعد التأكد من الإصلاح.. وهنا نهيب بجميع قائدي المركبات الإصلاح الجيد عبر ورش ذات سمعة جيدة وتملك عمالة فنية مؤهلة. هذا ما أردنا توضيحه، مع أملنا بنشره للمصلحة العامة.. والله يحفظكم ويرعاكم،،، عبدالكريم بن يوسف الحميد مدير العلاقات العامة