أشاد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بجهود المملكة الداعمة لحل الأزمة في بلاده، مؤكداً أن السعودية تدعم المبادرة العربية. وقال السنيورة - في مؤتمر صحافي عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له أمس الأحد بالقاهرة: إن المبادرة العربية هي الأمر الوحيد الموجود على الطاولة الذي يمثل الفكرة الجدية التي علينا أن ندعمها بقدر ما نطرح مسألة العلاقات اللبنانية - السورية. وأكد السنيورة مجدداً أهمية الموقف العربي الضاغط من أجل ايجاد حل لمشكلة لبنان التي يؤدي استمرارها لادخال المنطقة العربية ككل في مخاطر غير محسوبة. ودعا السنيورة الى ضرورة المسارعة لتنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة في بلاده ومعالجة الخلل الواضح في العلاقات اللبنانية - السورية حتى لا تزداد الامور سوءاً ويكون لبنان مدخلاً للمزيد من المغامرات التي يقوم بها آخرون ضد لبنان وضد المصالحة العربية ككل. وحول موقف لبنان من تطورات مناقشة الاوضاع في لبنان في مجلس الامن وأيضاً التحرشات الاسرائيلية على الحدود السورية، قال السنيورة "نحن لم نسع يوماً ولا نقبل على الاطلاق أن نوافق على اللجوء للحلول العسكرية من أية جهة كانت، فنحن عرب وسنظل عرباً وأي اعتداء من أية جهة ضد لبنان أو ضد سوريا أو بلد عربي فإن موقف لبنان سيكون الوقوف ضد هذا العمل وبجانب الاشقاء العرب وبجانب سوريا وبالتالي نحن لا نلجأ ولا نحبذ وندين أي عمل عسكري ونحن ضد المغامرات التي تقوم بها اسرائيل حالياً". وأضاف ان لبنان ناشد القوات الدولية بأن تكون على بينة ويقظة مما يجري حتى لا تتخذ اسرائيل ذلك ذريعة لخرق الاجواء اللبنانية والاعتداء على لبنان، وكذلك كانت هناك تعليمات للجيش اللبناني ليكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تطور في الموقف. وأكد على أهمية دور مجلس الامن في منع اية اختراقات والتأكيد على الاسراع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ورداً على سؤال بشأن ما تقترحه فرنسا للدعوة لعقد اجتماع في باريس لبحث الازمة اللبنانية، قال رئيس وزراء اللبناني: "نحن مع أي جهة تقدم اقتراحاً عملياً ولكننا نؤكد على الدور العربي. وهذا هو هدف هذه المشاورات بدءاً من القاهرة ثم في عدد من الدول العربية للاستماع الى وجهة نظرهم وشرح وجهة نظر لبنان في محاولة لتقديم الدعم اللازم للبنان لتعزيز صموده وتمكينه من انجاز عملية انتخاب رئيس الجمهورية بأسرع وقت ممكن مما يفسح المجال لعودة المؤسسات الدستورية الى عملها لأن توقف هذه المؤسسات يؤدي الى تحاور اللبنانيين في الشارع "وبلغة الشارع وهذا أمر غير صحي". وحول ما أعلنه من أن المبادرة العربية هي الحل في ضوء رفض بعض الاطراف اللبنانية لها.. قال السنيورة: ان "الاطراف تتأثر ببعض الضغوط الآتية من خارج لبنان مما يمنع تنفيذ هذه المبادرة ويحول دون العملية الديمقراطية وتسلط الاقلية على رأي الاغلبية".. مؤكداً على ضرورة اصلاح الخلل في العلاقات السورية - اللبنانية. وأوضح أن عدم حضور لبنان القمة العربية كان بهدف أن يوصل صوته بشكل مدو، ويناشد أشقاءه العرب من أجل رأب الصدع في العلاقات العربية ومعالجة مسألة العلاقات السورية - اللبنانية والتي وضعها مجلس وزراء الخارجية العرب لدى اجتماعه الاخير في مقدمة أولوياته لانها تسبب مشكلة تتطلب ايجاد حل لها. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أجرى أمس الأحد مباحثات مع رئيس الوزراء اللبناني بشأن استمرار أزمة انتخاب رئيس جديد للبنان. وقال مسؤولون مصريون إن مبارك والسنيورة استعرضا آخر التطورات على الساحة اللبنانية وجهود إنهاء الأزمة السياسية وإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان. حيث ما يزال منصب رئيس الجمهورية شاغراً منذ 24(تشرين الثاني) نوفمبر الماضي.