عدت سورية تصريحات المسؤوليين الإسرائيليين تفوح منها رائحة البارود وتحفل بعبارات تدور حول كلمة واحدة هي الحرب واعتبرت صحيفة تشرين الرسمية أن الفكر الصهيوني هو النقيض الكامل للسلام، وبناء على ذلك استنتجت بأن أي حديث إسرائيلي عن السلام، ليس إلاّ للتضليل والخداع وذر الرماد في العيون وذكرت الصحيفة "لو كان الإسرائيليون جادين في حديثهم بين فترة وأخرى عن السلام لما رفضوا منذ عام 2002أول مبادرة سلام عربية يتبناها العرب بالإجماع في قمة بيروت العربية" ونوهت الصحيفة إلى أن القبول بقرارات الأممالمتحدة من قبل العرب يعتبر قمة التنازل، والخط الأحمر الأخير الذي لا يجوز تجاوزه، ومع ذلك، فإن (إسرائيل) ومن يدعمها ويرعاها، ليسوا راضين عن ذلك. وذكرت الصحيفة "الكذبة الكبرى التي يخدعون العالم بها أن فلسطين هي أرض الميعاد، وأن الصهاينة عادوا إلى هذه الأرض التي يمتلكونها منذ آلاف السنين، مع أن التاريخ يؤكد لنا أنه لم تقم دولة لليهود في المشرق العربي إلاّ لفترة صغيرة لا تتجاوز القرن، وعلى جزء صغير من هذا المشرق العربي، في حين أن التاريخ نفسه يؤكد أن العرب هم أصحاب الحضارة والأرض والتراث وهم الذين بنوا وزرعوا أرضهم على مدى أكثر من عشرة آلاف سنة". ورأت الصحيفة أن حديث الحرب الإسرائيلي قابله على مدى سنوات طويلة حديث السلام العربي، ومثل هذا "الحوار" لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة، خاصة أن القوى الكبرى في العالم، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة الأميركية، تتكلم باللغة الإسرائيلية وتفكر على الطريقة الإسرائيلية وتحتكر لغة الحرب على امتداد العالم . من جهتها ذكرت صحيفةالسفير اللبنانية الصادرة السبت ، استنادا الى مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في نيويورك ، أن الجيش الاسرائيلي طلب من قيادة قوة حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني، ابلاغ الحكومة اللبنانية أن المناورةغير المسبوقة التي ستنفذ في (إسرائيل) غير موجهة ضد لبنان ولا ضد حزب الله وأن المناورة ستكون داخلية ولن تشمل منطقة الحدود. وقالت مصادر في اليونيفيل لصحيفة "السفير" إنه تم رصد حركة استنفار في صفوف حزب الله جنوب نهر الليطاني وشماله، كما في صفوف الجيش اللبناني، وتمت مراجعة الطرفين وكان الجواب أن الاستنفار القائم هو عبارة عن اجراء روتيني اعتيادي ربطا بالمناورة الاسرائيلية لا أكثر ولا أقل. وأكدت مصادر عسكرية لبنانية بارزة ل "السفير" ان قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان طلب وضع جميع ألوية ووحدات الجيش المنتشرة في الجنوب في حالة استنفار قصوى اعتبارا من يوم أمس وحتى انتهاء المناورة الاسرائيلية، وأعطى سليمان أوامر للعسكريين بوجوب التصدي لأي خرق اسرائيلي لل "الخط الأزرق" وأي استهداف للمدنيين. وأعلن الجيش اللبناني وقوة الاممالمتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) السبت انهما على "يقظة" عشية تمرين على الدفاع المدني في اسرائيل، بهدف درء أي "توتر" على حدود البلدين. وصرح ناطق باسم الجيش لوكالة فرانس برس "حين يقوم العدو بمناورات من الطبيعي ان يكون الجيش على يقظة". واضاف "في أي حال الجيش في حالة جهوزية منذ شهرين" لمواجهة أي احتمال "بسبب التوتر في المنطقة وفي لبنان". من جهته اعلن الناطق باسم اليونيفيل ان القوة "ستكثف نشاطاتها" في جنوب البلاد وعلى الأخص على الحدود، من دون اعلان حال الطوارئ. وقالت ياسمينا بوزيان لوكالة فرانس برس "سنكثف نشاطاتنا، بما فيها عدد الدوريات في منطقة عملياتنا، وعلى الأخص على طول الخط الأزرق، بغية صد أي انتهاك مفاجئ". إلى ذلك اعتبر وزير الخارجية اللبنانية المستقيل فوزي صلوخ المناورات العسكرية الإسرائيلية المقررة اليوم الأحد أعمالاً "عدوانية". وكان صلوخ يعلق في تصريح له السبت على قرار (إسرائيل) اجراء مناورات ضخمة تشمل حدودها مع لبنان. وقال صلوخ انه "مهما كانت حقيقتها (المناورات العسكرية الاسرائيلية) هي أعمال عدوانية لأن الاجتهاد والعرف الدوليين استقرا على اعتبار المناورات الحربية التي تجري في مكان قريب من الحدود مع بلد آخر تهديداً بالعدوان ويحمل رسائل خطيرة على السلم والأمن الدوليين. وأضاف ان القرار 1701(حول لبنان الصادر عن مجلس الأمن الدولي) دعا إلى احترام سيادة لبنان وسلامته الاقليمية، وهذا يشمل الامتناع عن ممارسة أعمال الترهيب ضد هذا الاقليم.