بنظام المؤشر الجديد الذي يعطي وزنا أكبر للشركات التي أسهمها بالسوق حرة أكثر، وذات القيمة الأعلى تغيرت موازين القوى الآن، وأصبحت القوة أكثر تشتتا على الأقل الآن من السابق، ودخول بنك الإنماء وكل شركة جديدة ستخفف القوة في الشركات القيادية، وهذا صحي جدا للسوق ككل. ولكن السؤال، هل مستثمرو الشركات الكبرى القيادية والتي قلت نسبة الأسهم الحرة بها سيكونون متفرجين؟ خاصة أن سابك والاتصالات والكهرباء لا يمكن فعل شيء من خلالها لأن ملكية الدولة لا تقل عن 70بالمائة وغير الحكومة أيضا، إذا لا يمكن تحرير شيء منها لكي تفرض قوتها. إذا سيكون الاتجاه للأكثر قوة وتأثيرا مستقبليا، وهذا ما يجب ان يطلع عليه المتابع، فبنك الإنماء وشركة زين وبعض البنوك لدينا ستكون أكثر قوة وتأثيرا على المؤشر للمرحلة القادمة، وسيكون التركيز عليها. لأن المستثمر الاستراتيجي لا يستثمر والمؤشر ليس له قوة نافذة مؤثرة، فكثيراً ما شاهدنا من يرفع سابك والراجحي وسامبا ويؤثر على المؤشر أيام الهبوط الشديد وخصوصا سابك، ونتذكر أيام الانهيار من رفع سابك والراجحي والاتصالات بآخر دقيقة ليتحول المؤشر من انخفاض يقارب 700نقطة إلى اللون الأخضر فقط بعملية شراء سريعة وخاطفة؟ هذا الآن انتهى، وتم تقليص هذه العمليات، لأن من فعل ذلك أضر بالسوق أكثر من دعمه لأنه كان وقتيا وغير مؤسسي ولم يقنع أحدا. المستثمرون الاستراتيجيون الآن يبحثون عن "محاولة" سيطرة تدريجية على شركات القوى الجديد، وسيكون صعبا عليهم بالتأكيد، ولكنهم لا بد من دخولهم هذا المأزق مضطرين، وحساب المؤشر يتغير، الشركات تتزايد وبرؤوس أموال ضخمة كزين والإنماء، وهذا يعزز صحة توجه هيئة السوق المالية التي أدركت أي مأزق السوق يعيشه وهو فقط يتيح 33بالمائة من أسهمه فقط لا غير، وأن السوق أصبح رهينة قوة المستثمرين الكبار والذين يصنفون "القابضين" على المؤشر. دور الهيئة يجب أن يستمر بلا توقف، ومزيد من الاكتتابات هو الحل لفك قوة هؤلاء، وتعزز عمق السوق. سيأتي من يؤثر على المؤشر، ولن يتم القضاء عليهم، فلهم إيجابيات قليلة وسلبيات كثيرة، ولكن لا يجب أن يكونوا هم من يديرون قوى المؤشر العام. فسيطرة قلة مضرة جدا ورأينا ما حدث من انهيار أكل الأخضر واليابس للكثير وبنسبة أقدرها لا تقل عن 85بالمائة من المتداولين، ولكن حين نحجم قوة هؤلاء، وتتوسع رقعة وشريحة الملاك وعند مستويات سعرية جيدة ومغرية كما هي المناطق السعرية الآن للشركات الاستثمارية ذات النمو وليس الخاسرة والمضاربة التي لا زالت تحتاج مزيدا من التصحيح والتصحيح. صراع القوة سيستمر، وكل يريد قوته أكبر على المؤشر، ولكن الموازين تغيرت الآن إلى غير صالحهم مع توسع السوق، وعلى هيئة السوق أن تعمل على تحجيم هؤلاء وعدم فرض قوتهم بقدر فرض المنطقية والواقعية وتوسع قاعدة السوق بمزيد من الشركات وتفتيت هذه القوى التي تبحث عن نفسها فقط لا غير.