اختتمت أمس الجمعة بمدينة الصخيرات المغربية أعمال المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم الذي نظمته مؤسسة الفكر العربي على مدى ثلاثة أيام تحت شعار (التعليم في الوطن العربي والعولمة). وانكب المشاركون خلال هذا الملتقى الذي نظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس على مقاربة مختلف آثار العولمة على المنظومات التعليمية بالبلدان العربية وسبل التفاعل الايجابي مع التحديات التي تطرحها بما يمكن من الحصول على رؤية واضحة في مجال إصلاح ميداني التربية والتعليم في العالم العربي على جميع مستوياتهما. وقد شدد المشاركون في المنتدى من تربويين وباحثين في قضايا التعليم بالعالم العربي ومسؤولين سياسيين ومفكرين ورجال أعمال على أن اعتماد التكنولوجيات الحديثة للاعلام والاتصال كشرط أساسي وحاسم في تطوير المنظومات التعليمية الاندماج في سيرورة التحولات الدولية المتسارعة لم يعد ترفا بقدر ما يمثل ممرا ضروريا نحو الانخراط في مجتمع المعرفة. وتناول المشاركون مختلف جوانب الموضوع في ضوء محاورتهم ( أثر العولمة على التعليم في الوطن العربي ) و ( التعاون الدولي والتعليم ) و (العولمة واقتصاديات التعليم) و(دور التعليم في تعزيز حوار الثقافات) و(تجارب تعليمية). وفي مؤتمر صحفي عقد في ختام أعمال المنتدى أكد صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي أن أعمال المنتدى تميزت بالرقي في الحوار والعمق في النقاش والاطلاع على عدد من التجارب التعليمية بالوطن العربي تعميقا لتبادل التجارب والخبرات. وبخصوص السبل الكفيلة برفع التحديات التي تطرحها موجة العولمة على مجال التعليم والتربية بالعالم العربي قال سموه إن العوملة تقتضي أن نتعامل معها وليس الهروب منها أو مهاجمتها. وكانت أعمال المنتدى قد تواصلت الخميس وتناولت الجلسات موضوع "العولمة واقتصاديات التعليم" حيث اكد سمو الأمير بندر بن سعود بن خالد ال سعود نائب المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية من خلال ورقة عمل حول موضوع "التنافسية المحلية والدولية في ظل التحديات التعليمية في الدول العربية" ان دول العالم كافة والعربية منها خاصة تبذل جهودا حثيثة للتكيف مع مؤثرات ونتائج العولمة في شتى الجوانب المجتمعية والاقتصادية والثقافية والتربوية. وأشار سموه الى ان قدرة الدول العربية على التعاطي مع العولمة بجميع مظاهرها ومؤثراتها الايجابية والسلبية تعتمد الى حد كبير على الجهود المبذولة في الميدان التربوي وبخاصة جودة التعليم في المراحل الدراسية. واستعرض سموه ما يشهده سوق العمل المحلي والدولي من تنافس وقدم رؤية استراتيجية شاملة لتحقيق التوازن بين مخرجات التعليم في الوطن العربي وتوقعات سوق العمل الدولي مع الحفاظ على المبادئ والقيم الاساسية من خلال التركيز على تحقيق تعاون تربوي دولي مؤثر يقوم على ايجاد قنوات اتصال فاعلة على جميع المستويات. بعد ذلك تحدث رئيس الغرفة الاسلامية للتجارة والصناعة عضو مجلس أمناء ومجلس ادارة مؤسسة الفكر العربي صالح كامل عن "اقتصاديات التعليم في الوطن العربي والعولمة" واستعرض من خلاله طرق تمويل التعليم لأصحاب الدخل المحدود وناقش موضوع التعليم واحتياجات سوق العمل ودور القطاع الخاص في التعليم والمناهج.