سعت (اسرائيل) امس الى الاقلال من مخاطر اندلاع نزاع عسكري مع سورية. وقال نائب رئيس الوزراء حاييم رامون للاذاعة العامة الاسرائيلية ان "اسرائيل لا تنوي مهاجمة سورية، والاخيرة تؤكد فقط انها على استعداد للرد. اذا فان مخاطر نشوب نزاع عسكري ضئيلة جدا". واضاف "اننا نتحقق باستمرار من امكان اجراء مفاوضات سلام مع سورية. للاسف فان هذا البلد منخرط بقوة في علاقاته مع (محور الشر) المتمثل في ايران وحزب الله" - على حد تعبيره -. واوضح ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت "بعث رسائل عدة تفيد اننا على استعداد للتفاوض، لكن سورية ترفض التخلي عن الارهاب". وادلى رامون بهذه التصريحات في وقت ابدت الصحف الاسرائيلية امس مخاوفها من توتر على الحدود الشمالية مع لبنان. وفي هذا الاطار، عنونت صحيفتا "يديعوت احرونوت" و"هآرتس" "الاعصاب مشدودة" و"مناورات الجيش السوري تقلق اسرائيل". وذكرت صحيفة "جيروزالم بوست" ان "الجيش الاسرائيلي في حال استنفار فيما تقترب القوات السورية من الحدود". وجاءت عناوين الصحف في ضوء معلومة اوردتها صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن مفادها ان الجيش السوري استدعى اخيرا وحدات من الاحتياط ونشر ثلاث فرق مدرعة اضافة الى قوات خاصة وتسعة ألوية مشاة في قطاع قريب من منطقة البقاع الحدودية اللبنانية، الأمر الذي نفته سورية. من جانب آخر، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" امس إن ما وصفته ب "سباق التسلح النووي" السوري بدأه الرئيس بشار الأسد بلقاء مع أعضاء الوفد الكوري الشمالي الذي حضر لتقديم واجب العزاء، أثناء جنازة والده الرئيس الراحل حافظ الأسد. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن الرئيس الأسد الأب كان "مؤمنا" بأن على سورية أن تكتفي بحيازة سلاح كيماوي وبيولوجي فقط "لكن أثناء جنازته، ومن خلال لقاء مع الوفد الكوري الشمالي، بدأ نجله بنسج مؤامرة نووية، حتى اكتشفت (إسرائيل) المنشأة - المزعومة - في دير الزور، التي تم تدميرها في أيلول (سبتمبر) الماضي" مشيرة الى سقوط عدد من القتلى.يشار إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي اخترق ليل السادس من أيلول/سبتمبر الماضي الأجواء السورية وأغار على منشأة في منطقة دير الزور الواقعة شمال شرق سورية. وقالت "يديعوت" إنها ستنشر التقرير الكامل في عددها الصادر اليوم وهو من إعداد مراسل الصحيفة للشؤون الإستراتيجية رونين برغمان والصحفي رونين سولومون. وذكر ملخص التقرير المنشور أمس أن مديري الوكالة السورية للطاقة النووية، التي تقع مكاتبها على بعد عشرات الأمتار من الموقع الذي اغتيل فيه القيادي في حزب الله عماد مغنية، في دمشق، "يعملون على قيادة سورية نحو مسار نووي".وأضاف أن المسؤولين في الوكالة كانوا ضالعين في سلسلة اتصالات سرية مع كوريا الشمالية أسفرت عن "ولادة المشروع الذي تم تدمير قسم منه على الأقل في دير الزور". وتابع التقرير الإسرائيلي أن "الوكالة تعمل بالاشتراك، وأحيانا في موازاة، المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، وهي الهيئة العليا للتنسيق والأبحاث والمشاريع الأمنية ذات الأهمية الوطنية من الدرجة الأولى". واشار الى أن "نشاط الوكالة السورية للطاقة النووية كان هامشيا على مدار السنين السابقة، حتى قرر الرئيس الشاب (بشار الأسد) أن على سورية فعل كل شيء للحصول على سلاح نووي. وخلال لقاء قمة (سوري - كوري شمالي) عقد في دمشق في العام 2002جرى الاتفاق على التفاصيل تحت غطاء سري وبدأت سفن محملة بمركبات المشروع، وتحت غطاء أنها أسمنت، تتحرك من كوريا الشمالية إلى سورية". وقالت مصادر استخباراتية أميركية في العام 2007إن مجموعة من العلماء توجهت من كوريا الشمالية إلى سورية.وبحسب تقرير "يديعوت" فإن قسما من العلماء الكوريين الشماليين قتلوا في الغارة الإسرائيلية على دير الزور.واشار الى أن جامعة ألفو الكورية اقامت كلية كبيرة في سورية لتأهيل مهندسين وتقنيين لمهن الأبحاث وإدارة مفاعلات نووية. - على حد زعم الصحيفة -.