إذا كان البيت والمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام البوتقة التي تشكل ثقافة المجتمع - بما في هذه الثقافة من ايجابيات وسلبيات.. فإن دور المدرسة يمكن ان يكون واحدا من أهم هذه الأدوار خاصة وأن النشء يقضون (12) عاما في التعليم الأساسي منذ سن السادسة من أعمارهم فهو سن التلقي وتشكيل جانب كبير من ثقافتهم.. لذلك يتكامل دور المدرسة مع البيت والمسجد ووسائل الإعلام في اشاعة ونشر ثقافة الحوار في المجتمع وخاصة الحوار الأسري في الأسرة السعودية ولكن واقع الحال يقول إن وسائل تكوين ثقافة المجتمع في هذا الجانب لا تقوم بواجبها المطلوب.. والنية تتجه الى تفعيل هذه الوسائل وخاصة دور المدرسة للمساعدة في بث ثقافة الحوار الأسري بصورة إيجابية وفعالة. اننا نعترف بوجود مشكلة تتمثل في تدني ثقافة الحوار في المجتمع وخاصة الحوار داخل الأسرة.. وان الامور عادة تصل الى حد (الأزمة) حيث يلاحظ انعدام لغة الحوار داخل الأسرة ويتضح من كتابات العديد من الكتاب والمفكرين المصلحين في وسائل الاعلام المختلفة وكذلك من خلال القضايا التي تصل الى المحاكم - يتضح ان هناك مشكلة حقيقية تواجه الكثير من الأسر السعودية من غياب ثقافة الحوار حيث نجد اساليب العنف والتسلط تتفشى داخل الأسر.. فنجد بعض الأزواج يضربون زوجاتهم وأبناءهم وتجد حالات طلاق مرتفعة وتشرد للأبناء الذين يتشربون هذه الثقافة من واقع الحال وتجد آباء يطردون أبناءهم من البيت ولا يهتمون بمعيشتهم أو تعليمهم. - لقد كانت وزارة التربية والتعليم اول من دقت ناقوس الخطر حيث انتقلت ظاهرة العنف الأسري من النشء في المدارس حيث وجدنا الطلبة يتعاملون مع معلميهم وإدارة المدرسة وزملائهم وفق ثقافة العنف وغياب ثقافة الحوار والتسامح والاستماع للرأي الآخر.. كما اثرت هذه الظاهرة في تدني التحصيل الدراسي والتسرب من التعليم وشيوع الفوضى في المدرسة.. وحاولت الوزارة من جانبها حل هذه المشكلة عن طريق الارشاد والتوجيه تارة وبالأخصائي النفسي والاجتماعي تارة أخرى.. لكن الظاهرة كانت تنتشر ولا تتوقف لعدم وضع خطة تكامل بين مكونات ثقافة المجتمع وهو البيت والمسجد ووسائل الإعلام والمدرسة.. هذه الأضلاع الأربعة يجب وضع خطة علمية لكي تقوم بدورها لنشر ثقافة الحوار داخل الأسرة باعتبارها الأساس للحوار المجتمعي وبالنسبة للدور الذي يجب ان تقوم به المدرسة فهو يتمثل في التالي: @ أن تكون المدرسة (بنين وبنات) قدوة في شيوع ثقافة الحوار بين الطالب والمعلم وبين الطالب والطالب. @ أن تضع الوزارة نصب عينيها تضمين المناهج وخاصة المناهج الدينية ومنهج التربية الوطنية فصولا عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الأسرية وكيف كان السلف يحرصون على نشر ثقافة الحوار والتسامح والتعاون داخل الأسرة المسلمة. @ أن يتضمن منهج التربية الوطنية فصلا عن ثقافة الحوار الناضج بين أفراد الأسرة (الأب والأم والأبناء) وكيف تسود روح التسامح واحترام الرأي الآخر وكيف تكون علاقة الزوج بزوجته اولا وبين الأبوين والأبناء ثانياً.. وكيف يتم نبذ ثقافة العنف وتسلط الآباء على أفراد الأسرة.. كما يجب نبذ ثقافة العنف وتسلط الآباء على أفراد الأسرة.. كما يجب نبذ التسلط الذكوري على النساء فالمجتمع الذي يرغب فيه التقدم يلزم ان تسوده ثقافة المساواة وعدم التميز لكون هذا صغيرا وهذا كبيرا أو أن يكون هذا ولداً وهذه بنتاً. @ أن تتضمن المناهج الدينية وكتب المطالعة في اللغة العربية أبواباً وفصولاً على كيفية الحوار والأدب والتسامح والمودة الذي أشاعها الرسول الكريم والسلف الصالح في التعامل مع زوجاتهم وأبنائهم وهناك أمثلة ونماذج لا عد ولا حصر لها يجب التركيز عليها. @ يجب اهتمام المعلمين والمعلمات بابراز أهمية لغة الحوار داخل الأسرة وغلبة ثقافة الحوار داخل المجتمع وذلك من خلال أحاديثهم وتوجيهاتهم للطلاب والطالبات وكذلك يجب ان تشجع ادارات المدارس على أن يعبر الطلبة والطالبات عن هذه الثقافة من خلال منهج (التعبير) والرسم التشكيلي وصحف الحائط وغير ذلك من الأنشطة الطلابية.