لقيت امرأة في الأربعين من عمرها وفتاة في الثانية والعشرين وشابان عشرينيان حتفهم إثر انقلاب سيارتهم من نوع (فورد) واصطدامها بنخيل إحدى المزارع في طريق (الخليل) المؤدي للمتنزه البري شمال المدينةالمنورة، ويشتبه بضلوع دورية تابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحادث. ووفقاً للمتحدث الإعلامي للدفاع المدني بالمدينة العقيد منصور بن بطيحان الجهني فإنه تم تحريك فرقتي انقاذ وفرقة إطفاء وفرقة إسعاف للموقع وعند الوصول اتضح أن الحادث عبارة عن انقلاب سيارة بها أربعة أشخاص (رجلان وامرأتان) حيث قام رجال الإنقاذ بعملية قص وفصل للحديد وإخراج المحتجزين الأربعة ونتج عن الحادث وفاة ثلاثة في الموقع بينما تم نقل الرابع إلى مستشفى الملك فهد وتم تسليم الموقع لجهة الاختصاص. من جهته أكد مدير عام مستشفى الملك فهد الدكتور متوكل حجاج أن طوارئ المستشفى استقبل شاباً في مقتبل العمر أحضر بسيارة إسعاف الهلال الأحمر وكانت حالته حرجة جداً حيث كان يتنفس بصعوبة بالغة مع توقف شبه تام للنبض. وأضاف: انه اتضح من خلال الفحص السريري وجود إصابة شديدة في الرأس ونزيف في البطن وكسور متعددة في الأطراف، عمل له إثر ذلك إنعاش قلبي ورئوي لمدة 45دقيقة دون أدنى استجابة، حيث تأكد الفريق الطبي الذي أشرف على حالته بأنه قد توفي. وقد أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد محسن بن صالح الردادي أن الجهات المختصة بإدارة مرور المنطقة والأدلة الجنائية قد عاينت الموقع ولا يزال التحقيق جارياً لمعرفة ملابساته وتفاصيله. ووفقاً لبعض المصادر فإن الحادث كان بسبب مطاردة دورية تابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة للسيارة المنكوبة، حيث ذكر شهود عيان مشاهدتهم لدورية الهيئة وهي تطاردها، ورغبة من (الرياض) في استجلاء الحقيقة اتجهت لمكتب فضيلة نائب رئيس فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة الدكتور فهد الخضر الذي أقر بحصول الحادث، وأضاف إن ذلك دعاه للخروج إلى مكان الحادث ومشاهدته ثم انتقل للمكان الذي انطلقت منه السيارة المنكوبة بعد مشاهدة من فيها لدورية الهيئة. وأضاف (الخضر): أنه بينما كانت إحدى دوريات الهيئة التابعة لمركز حي الجرف تقوم بواجبها داخل المتنزه البري (البيضاء) شاهدوا سيارة بها رجلان وامرأتان وبمجرد أن شاهدوا الدورية لاذوا بالفرار. وحول ما إذا كانت الدورية طاردتهم أم لا قال: إنه لا يستطيع أن يجزم بذلك وينتظر مجريات التحقيق، فإذا ثبت شيء على رجال الهيئة فسوف يحاسبون كل على قدر الخطأ الذي صدر منه. وحول معرفة أسماء من كانوا في الدورية قال: نعم حصرنا أسماءهم ووقت خروجهم من مركزهم ووقت عودتهم ونوع السيارة التي كانوا يستقلونها. وبسؤاله عن معرفتهم بالتعليمات التي تنص على عدم المطاردة، أجاب: نعم تم تبليغ جميع رجال الهيئة بهذه التعليمات شفهياً وكتابياً، ولا يسمح إطلاقاً بالمطاردة مهما كانت الأسباب كما لا يسمح بالتعدي على الجانب الشخصي للمقبوض عليه كتفتيشه أو العبث بجواله ومقتنياته الخاصة إلا إذا كانت إحدى دلائل الواقعة.