حدث في الماضي وأنا طالبة في كلية التربية أن تمنيت المشاركة في أي أنشطة طلابية، الأمر الذي لم يكن متاحا. حدث أيضا أن تقاطعت مع أكثر من صديقة عانين ما عانيته في جهات أخرى. تذكرت كل هذا في أثناء زيارة عمل لكلية البنات في جامعة الأمير سلطان أثناء لقاء مع الطالبة سارة العياف. اجتاحتني غبطة غامرة لا يمكن تخيلها إلا لمن حدث لهن مثلي. هذه الجامعة بدأت منذ عام خطة حقيقية لتهيئة أنشطة تصدر جيلا قياديا مبدعا يعرف في وقت مبكر جدا مفاتيح الابتكار ولذة الانجاز. سارة رشحت قبل عام من الآن نفسها للانتخاب لتكون عضوة في مجلس الطالبات، وللمتحدثات بلغة الجامعات الأخرى سأعرفه: هو مجلس يمثل الطالبات في الاتصال بالإدارة ويشارك في صنع قراراتها. والأهم أنه يعطي للجيل وبصيغة عملية بحتة ثقافة الاختلاف والمنافسة وحق الاختيار واحترام المجتمع. باختصار هو تجربة تؤهل الطالبات ليكن أقدر على استيعاب مسؤولياتهن وأقدر على استيعاب الفضاءات المفتوحة لهن في المستقبل ليكن أجراً على المنافسة وأكثر حنكة ومرونة في التعامل مع الصيغة العملية والواقعية للحضارة. الأكثر تحفيزا بالنسبة لي هو تبني سارة وطالبتين معها ادارة لجنة مستقلة عن مجهودات المجلس يمارسن فيها نشاطاتهن الخيرية والاجتماعية. أي أنه بالإضافة لفرصة المجلس ثمة فرص أخرى أكثر مرونة واتساعاً تمنحهن الجامعة حق صناعتها بأنفسهن!. أتأمل في هذه الأجواء الرائعة وأتمنى أن تنتقل كعدوى لجميع الجامعات الأخرى من أجل جيل من الفتيات أوعى وأقدر على المبادرة والإنجاز جيل يمثل له نموذج سارة وزميلاتها قدوة جميلة قد تصنع في القريب جيلا يعجن الثقافة الأكاديمية بالمبادرة الاجتماعية والبناء الفعال. سيقول قائل إنها جامعة خاصة من الصعب تطبيق حالتها. لكن لنتملى قليلا في التجربة هل فيها حقا ما يفترض المادة؟ أم إنها تحتاج الوعي.. والوعي فقط!.