بعد غد الاربعاء سيعيش النصراويون يوما عصيبا يوم بعشر سنوات يوم انتظره أنصار العالمي منذ عقد من الزمان.. النصر والهلال بعد غد على نهائي كأس فيصل، الهلاليون لم يغيبوا عن هذه الأجواء ولن تكون غريبة عليهم سيما وأنهم حققوا كأس ولي العهد قبل فترة وما زالوا ينافسون على كل بطولات الموسم في حين فقد النصر فرصة المنافسة على البطولات باستثناء كأس فيصل وكأس خادم الحرمين الشريفين.. لم يعان فريق من وجهة نظري كما عانى النصر.. سنين طويلة مرت والنادي محروم من الإنجازات والبطولات وظل يعيش على أطلال الماضي وامل المستقبل وسط ضغط نفسي رهيب قادته جماهيرية عظيمة وتاريخ لا يرحم لذلك ستكون مواجهة الاربعاء فصل تاريخي في كتاب النصر.. يوم سيكون بعشر سنوات.. سيزيل نحس البطولات وعقدة الجفاف وسيعيد الفارس لمكانه الطبيعي وسيجدد الدماء في عروقه التي جفت. اعرف ان النصر سيدخل اللقاء ليغير او ليعدل التاريخ وهذا ما سيزيد عبئه وسيثقل كاهله الا ان المجد لا يمكن ان يأتي الا من بوابة الآلام. هوية النصر في كأس فيصل وشخصيته تعطي اشارات بعيدة الى أنه قادر على مصالحة السنين والعزف من جديد على وتر البطولات.. الروح والرغبة والنشوة والاحساس بالمسؤولية كلها عوامل ودوافع سيدخل بها النصراويون مواجهة الاربعاء في حين سيدخل الهلال بعوامل التفوق والخبرة والثقافة. قد تنتصر في هذه وقد تخسر تلك لكن الأكيد ان النصراويين لن يجدوا يوما بعشر سنوات مثل يوم الاربعاء. فوز النصر لن يؤكد عظمة هذا النادي وخسارته لن تلغي تاريخه.. لكن فرص الانعتاق من القيود والخروج من عنق الزجاجة لن تتحقق كل يوم. اللقاء صعب والهلال يملك اسلحة تفوق أكبر وأكثر وانتصاره لن يكون مفاجأة ولن يقل حرصه ورغبته بتحقيق اللقب عن منافسه وهذا ما سيدفع باللقاء لأن يتحول لملحمة رياضية "اخوية" اما ان تكرس ثقافة الانتصار الهلالية واما ان تعيد صياغة تاريخ البطولات النصراوي. شخصيا أرى أن العالمي قريب للكأس وللبطولة اكثر من الهلال واعتقد ان هذا متى ما كان فلن يخسر الزعيم كثيرا سيما في المستقبل. فعودة النصر للبطولات ستعيد لكل شيء نكهته الحقيقية بما فيها ديربي العاصمة. سننتظر ونرى.. لكن الأكيد انه يوم بعشر سنوات بالنسبة للنصر.