أعدت مولي مور تقريراً مفصلاً نشرته صحيفة (واشنطن بوست) بعنوان "البحث الشاق عن حلول مع ازدهار تجارة الأفيون"، سلطت الضوء فيه على المبالغ الضخمة التي أنفقت على اجتثاث مزارع الخشخاش المستخدم لإنتاج الأفيون في أفغانستان، والتي فشلت في تحقيق ذلك، بل إن أفغانستان أنتجت هذا العام 90بالمائة من أفيون العالم. وذكرت مور أن المجتمع الدولي أنفق مئات الملايين من الدولارات للمساهمة في اجتثاث الأفيون، ولفتت مراسلة الصحيفة إلى أن نتيجة كل تلك الجهود كانت تحقيق أفغانستان رقماً قياسياً في إنتاج الأفيون والهيروين المستخلص منه، إذ أنتجت العام الماضي 90بالمائة من الأفيون الموزع في العالم، وهو رقم لم يحققه هذا البلد في تاريخه. وأوردت معدة التقارير قول مسؤولين دوليين معنيين بجهود مكافحة المخدرات في أفغانستان، بأنه سمح لتجار المخدرات الكبار الذين كانوا معتقلين في جناح من السجن الجديد بالهروب، كما أنه لم ينفق إلا جزء ضئيل من الأموال التي جمعت في صندوق دولي خاص لتشجيع الزعماء الأفغان على اجتثاث الخشخاش. ورغم أن 13إقليماً أفغانياً في الشمال والوسط صنف العام الماضي على أنه خال تماماً من الخشخاش، إلا أن عدد الأفدنة المزروعة بهذه المادة زاد بنسبة 17بالمائة على مستوى أفغانستان كلها، وذلك حسب دراسة الأممالمتحدة. وقال مور إن زراعة أكثر من ثلاثة أرباع الخشخاش تتم في أفغانستان في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة، وبخاصة في الأقاليم الخمسة الجنوبية. وأوضحت الكاتبة أن الحرب على المخدرات عانت من الخلافات بين دول حلف النانو والمسؤولين الأفغان حول كيفية وقف الزراعة، وحول تعيين المسؤولين المرشدين وكذلك حول جهود إعادة البناء المتعثرة. فكثير من الجنود حسب مور يخشون المشاركة في جهود الاجتثاث بسبب المخاطر المنطوية تحتها ولتحاشي إغضاب المزارعين الذين يسعون لكسب ودهم من أجل تحقيق النصر. وأوردت مراسلة (واشنطن بوست) عن المقدم تجيرك هوجفين قائد المفرزة الهولندية المقاتلة في إقليم أوزغان، قوله إن الذي يدعم جهود الاجتثاث اليوم لا يمكنه أن يقول للناس في اليوم التالي إنه هناك لمساعدتهم "إذ كيف لمن يريد مساعدتهم أن يدمر مصدر دخلهم الوحيد، لذا فإن دعم الاجتثاث دون تقديم بدائل إشارة خاطئة". *[IT