تعيش المملكة خلال السنوات الأخيرة طفرة تعليمية كبيرة تتمثل في التوسع في اعدد الجامعات والكليات وإنشاء المباني الجديدة لها حرصاً من الدولة حفظها الله على تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة وإتاحة الفرص للجميع لتلقي تعليمهم، وكل ذلك يأتي من اهمية التسلح بالعلم. كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود هي احدى الكليات التي حظيت بهذا الدعم فقد انتقل قسم الطلاب بالكلية مع بداية الفصل الدراسي الحالي من المقر السابق بعليشه الى المقر الجديد داخل الحرم الجامعي لجامعة الملك سعود. "الرياض" زارت المبنى ووقفت على التجهيزات التي احتوتها الكلية والتقت بعميدها الدكتور سعد بن صالح الصالح وحاورته حول الخطط والبرامج التي وضعتها الكلية، وعن امكانية استيعاب طلاب اكبر داخل الكلية وفتح تخصصات جديدة ايضا فإلى الحوار: @ انتقلت كلية العلوم الطبية التطبيقية الى المبنى الجديد بالحرم الجامعي مع بداية الفصل الدراسي الحالي، هل لكم ان تحدثونا عن هذا المقر الجديد؟ - تبلغ المساحة الإجمالية للمبنى (38.000) متر مربع موزعة على ثلاثة ادوار، ويشتمل الدور الأرضي على معامل الكلية ومختبراتها الطبية والعيادات الإكلينيكية بمرافقها المختلفة، وكذلك يوجد مدرجان دراسيان سعة كل منهما 150طالباً. اما الدور الأول فيشتمل على القاعات الدراسية بمساحات مختلفة تتناسب مع سعة الشعب الدراسية، كما يحوي مكاتب رؤساء الأقسام ومكتب عميد كلية التمريض ووكيله والطاقم الإداري المساند، حيث ان كلية التمريض تستخدم مبنى كلية العلوم الطبية التطبيقية بصورة مؤقتة حتى تنتقل الى المبنى الخاص بكلية التمريض. اما الدور الثاني فيحتوي على مكتب عمادة الكلية ووكلائها ومكاتب اعضاء هيئة التدريس والموظفين الإداريين، وقد بلغت تكلفة المبنى حوالي (200.000.000) مائتي مليون ريال للمبنى والتجهيزات. واستغرق الانتهاء من المشروع وتجهيزه اربع سنوات تقريباً. فالمبنى مجهز بتقنية عالية وفريدة تمكن اعضاء هيئة التدريس من استخدام وسائل التعليم الحديثة والمسماة بالتعليم الالكتروني، كما يمكن نقل المحاضرات والاجتماعات الى قاعات بعيدة عن المبنى. @ هل يكون لانتقال الكلية الى المبنى الجديد اثر في استيعاب عدد اكبر من الطلاب المقبولين؟ وفتح بعض الأقسام؟ بدون شك الانتقال للمقر الجديد سيتيح للكلية رفع طاقتها الاستيعابية لكل من الطلاب في الدرعية والطالبات في عليشه، وسيمكن الكلية بأن تكون جميع الأقسام مفتوحة للطلبة في كل فصل دراسي بشرط ان تتمكن الكلية من استقطاب الأعداد المناسبة من اعضاء وعضوات هيئة التدريس والطاقم المساند، ان وجود وتوفر التجهيزات العالية والمتنوعة في الكلية ستجعلها بمشيئة الله في مصاف الكليات المتميزة على مستوى العالم من النواحي الأكاديمية والبحثية. تخصصات جديدة @ هل هناك خطط تطويرية مستقبلية ستشهدها اقسام الكلية مثل تحديث الخطط الدراسية للأقسام الحالية او افتتاح اقسام جديدة؟ - بالفعل بدأت بعض اقسام الكلية الحالية بتطوير وتحديث خططها الدراسية لتتماشى مع تطور التكنولوجيا الحديثة، ومما لاشك فيه ان توفر هذه الإمكانات بالمبنى الجديد ووجود المعامل والقاعات الدراسية يمكن الكلية من افتتاح تخصصات جديدة يحتاجها سوق العمل بالمملكة، فقد وافقت لجنة الخطط والنظام الدراسي بالجامعة على فتح تخصص العلاج التنفسي وقريبا ان شاء الله ستتم الموافقة على برنامج العلاج الوظيفي وطب الطوارئ وسيتبع ذلك تخصصات اخرى حسب حاجة سوق العمل. @ هل هناك توجه من الكلية لدعم فكرة اقامة برامج للدراسات العليا كالماجستير او الدكتوراه؟ - يوجد في الكلية برامج قوية للدراسات العليا على مستوي الماجستير في تخصصات المختبرات الإكلينيكية والتغذية السريرية والعلاج الطبيعي وسوف نبدأ قريباً في برنامج للدكتوراه في التخصصات السابقة وبرامج ماجستير في تخصصات الكلية الأخرى. @ هل لكم أن تحدثونا عما يؤرق خريج الكلية أو أعضاء هيئة التدريس فيها؟ - خريج الكلية ولله الحمد لا يؤرقه شيء من حيث مستوى التأهيل ولا الفرص الوظيفية ولا الحصول على مقاعد للدراسات العليا في أعرق الجامعات العالمية، ولكن الخريج يحتاج إلى بعض الحوافز أسوة بزملائه في المهنة من الكليات الصحية الأخرى، فمثلاً مكافأة الامتياز خفضت بشكل كبير حيث أصبحت 2500ريال فقط وكذلك البدل الإكلينيكي هو 20% وهو أقل بكثير مما يتقاضاه خريجو الكليات الصحية الأخرى علماً أن خريج الكلية يعمل جنباً إلى جنب مع زملائه في الفريق الطبي. @ ما رؤيتكم للأنشطة البحثية المستقبلية خصوصاً بعد توفر المكان الملائم والتشجيع الذي يحظى به هذا المجال؟ - كما ذكرت سابقاً فإن توفر التجهيزات العالية والمعامل في الكلية سيسهم في رفع مستوى الأبحاث في الكلية وكذلك فإن التشجيع اللامحدود من معالي مدير الجامعة وحرص معاليه على تميز الجامعة في كافة المجالات ومنها الجانب البحثي، حيث تمكن معاليه من إيجاد موارد مالية متعددة لدعم البحث العلمي فانتشرت في الجامعة مراكز التميز وكراسي البحث العلمي وقد كان للكلية نصيبها من ذلك فهي تشارك في مركز تميز للتقنية الحيوية. وكذلك يوجد في الكلية كرسي لأبحاث الوراثة الطبية، كما أن دعم معاليه لم يتوقف عند البحث العلمي فقط بل أن جهوده واضحة في كافة المجالات سواء في ما يتعلق بأمور أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب أو إدارة الجامعة أو سمعة الجامعة على مستوى العالم، ونحن نعلم النظرة السلبية للمجتمع عن الجامعة بعد صدور تقييم الجامعات العالمية عام 2007م عن طريق "ويبومتركس" الاسباني الذي وضع الجامعة في مكانة متأخرة لا تعليق بها على مستوى العالم، وبتوفيق من الله تعالى ثم بدعم من معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان، قامت الجامعة بجهد جبار لجمع ما لديها من إرث علمي هائل ومبعثر في قنوات مختلفة ووضعته على موقعها الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية، وقد صدم المسؤولون عن التقيوم في "ويبومتركس" بالمركز الذي حققته الجامعة الذي يجعلها ضمن أول "مائتين" على مستوى العالم والأول على مستوى جامعات الشرق الأوسط. ولكون ما حققته الجامعة يعتبر بمثابة الإعجاز أبدى القائمون على المركز الإسباني عدم ارتياحهم حيث إن هذا الأمر سيترتب عليه قفزة كبيرة في ترتيب جامعة الملك سعود مما يفقد التقويم مصداقيته، وقرروا تغير الترتيب السابق إلى ترتيب متأخر وهو 519، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل وضعوها في مركزها السابق قبل تحديث الموقع، وهذا جعل الجامعة تطلب منهم أما أن توضع الجامعة في مرتبتها التي حصلت عليها أو تسحب من القائمة، وبإمكان القائمين على موقع التصنيف التأكد وتحليل أي معلومات أو بيانات في موقع جامعة الملك سعود. @ هل هناك توجه لدى الكلية لإيجاد نوع من الارتباط الأكاديمي والبحثي مع جامعات ومراكز عالمية؟ - كلية العلوم الطبية التطبيقية مثلها مثل بقية الكليات، فلدينا اتصالات مع بعض الجامعات العالمية التي ستؤدي إن شاء الله إلى توقيع اتفاقيات تعاون مع تلك الجامعات العالمية، كما أن هناك تعاوناً وثيقاً بين كلية العلوم الطبية التطبيقية وكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والتمريض، وهذا التعاون مبني على التبادل الأكاديمي والمعرفي، فالكليات الصحية تعتبر كلية واحدة لأن الهدف واحد وهو تخريج كوادر وطنية تساهم في خدمة هذا الوطن المعطاء. @ كلمة أخيره في نهاية هذا الحوار؟ - في نهاية حوارنا هذا أتقدم بوافر الشكر والتقدير لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة على ما تقدمه للجامعات من دعم غير محدود، والكلية تفخر بأن خادم الحرمين الشريفين هو الذي وضع حجر أساس مبنى كلية العلوم الطبية بيده الكريمة، والشكر موصول لسيدي صاحب السمو الملكي الأميرسلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لوقوفه مع الجامعة ودعمه لها، وكذلك أتقدم بالشكر لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومعالي الدكتور عبدالله الفيصل مدير الجامعة السابق ومعالي الدكتور عبدالله العثمان مدير الجامعة على ما قدموه للكلية حتى تم إنجاز هذا الصرح العلمي الكبير بجامعة الملك سعود.