أكد ل «عكاظ» مدير جامعة تبوك الدكتور عبدالعزيز العنزي أن القبول في الجامعة سيكون بحسب الطاقة الاستيعابية ولن يكون باستطاعة الجامعة تجاوزها. وأوضح الدكتور العنزي في حوار مع «عكاظ» أن الطاقة الاستيعابية يحكمها نوع التخصص وتوفر أعضاء هيئة التدريس. وأبان مدير جامعة تبوك أن الدراسة في برنامج الدراسات العليا ستبدأ في الفصل الدراسي الأول المقبل عبر أربعة برامج ماجستير في علم النفس العيادي العلمي، المناهج وطرق التدريس، الإدارة والتخطيط التربوي، والرياضيات. إلى تفاصيل الحوار: ماهي سياسة القبول التي وضعتها الجامعة لهذا العام؟ سيكون القبول في الجامعة للعام (1431 1432ه) على السنة التحضيرية وعلى كلية المجتمع، وستكون المفاضلة بناء على النسبة الموزونة. وبالنسبة للسنة التحضيرية ستكون على مسارين، الأول هو المسار العلمي لخريجي الثانوية العامة القسم العلمي أو الطبيعي، والثاني هو المسار الإداري والأدبي لجميع خريجي الثانوية العامة. أما كلية المجتمع فسيكون القبول فيها على البرامج الانتقالية أو البرامج التأهيلية. وسيتم تحديد تخصصات الطالبات والطلاب بعد أن ينهوا السنة التحضيرية بنجاح بناء على رغباتهم ومعدلاتهم التراكمية وشروط الكليات واستيعابها. هل هناك طاقة استيعابية للجامعة وفروعها من حيث القبول لهذا العام؟ بالتأكيد لابد أن يكون هناك طاقة استيعابية لا تستطيع الجامعة تجاوزها. ويحكم الطاقة الاستيعابية عدد من المحددات أهمها: نوع التخصص، توفر أعضاء هيئة التدريس، التجهيزات، القاعات والمختبرات، وفرص وأماكن التدريب للتخصصات التي تتضمن خططها التدريب والتطبيق. مرت أربع سنوات على إنشاء جامعة تبوك، كيف تنظر إلى أدائها خلال الفترة الماضية؟ في البداية، نحمد الله على ما أنعم به على هذه البلاد من قيادة حكيمة حرصت على نشر التعليم العالي والجامعات والمدن الجامعية في جميع مناطق المملكة، لما لذلك من أهمية عظمى في دفع عجلة التنمية لما فيه مصلحة الوطن والمواطن. لاشك أن الطموح شيء مهم، ولاشك أيضا أن النظرة الواقعية لا تقل أهمية عن ذلك، فجامعة تبوك جامعة فتية وناشئة ولازالت في طور التأسيس على كافة المستويات وهي تسير بخطى واثقة ومطمئنة بفضل الدعم الكبير الذي يلقاه قطاع التعليم العالي من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. فالجامعة لديها العديد من المشاريع الطموحة يمكن أن نذكر بعضها: تعمل الجامعة بجد على التحديث المستمر للبرامج التعليمية والخطط الدراسية في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا وذلك في ظل تطور العلوم نفسها وفي ظل تغير حاجات سوق العمل، هذا مع الحرص على استقطاب الأساتذة المتميزين في المجالات كافة، وإيجاد آليات واضحة ومحددة لمراقبة الجودة في مجالات التعليم والبحث العلمي. إضافة إلى الكليات القائمة حاليا في الجامعة وهي كليات الطب والعلوم الطبية التطبيقية، الهندسة، الحاسبات وتقنية المعلومات، العلوم، التربية والآداب، الاقتصاد المنزلي، المجتمع، والكلية الجامعية في ضباء. وأوصى مجلس الجامعة بإنشاء كليات جامعية في حقل والوجه وأملج وكليات مجتمع في جميع المحافظات، وكذلك إنشاء كليات طب أسنان، صيدلة، شريعة، إدارة أعمال، ودارسات بحرية. إضافة إلى طلب إنشاء أقسام جديدة مثل قسم هندسة التعدين في كلية الهندسة، وقسم الكيمياء الحيوية وقسم الإحصاء في كلية العلوم، وقسم هندسة الحاسب في كلية الحاسبات وتقنية المعلومات. على صعيد التحول إلى الحكومة الإلكترونية تعمل الجامعة على أتمتة جميع تعاملاتها، فالنظام الأكاديمي والنظام المالي والإداري سيكتملان بإذن الله قبل نهاية هذا العام. كما أن لدى جامعة تبوك مشروعا لإنشاء مكتب لإدارة المشاريع (POM) سيمكن الجامعة من استخدام أحدث النظريات والأنظمة والتقنيات لإدارة مشاريعها في مجال التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد أنهت الجامعة بعض مشاريعها في هذا المجال (الانتساب المطور) ومشاريع أخرى ستكتمل في غضون أشهر. وارتبطت الجامعة في الفترة الماضية مع عدد من الجامعات العالمية في فرنسا وأستراليا واليابان وبولندا وألمانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية بعقود تنفذ من خلالها هذه الجامعات خدمات استشارية وتجهيزات للجامعة في كليات الطب، العلوم الطبية التطبيقية، الهندسة، الحاسبات وتقنية المعلومات، والتربية. ستبدأ الدراسة في الفصل الأول المقبل في أربعة برامج ماجستير هي الماجستير في علم النفس العيادي العلمي، الماجستير في المناهج وطرق التدريس، الماجستير في الإدارة والتخطيط التربوي، والماجستير في الرياضيات. تم تأسيس معمل أبحاث تقنية النانو في جامعة تبوك والذي يهدف إلى تهيئة البيئة البحثية الملائمة لأبحاث تقنية النانو من خلال الشراكة مع المؤسسات البحثية المحلية والدولية واستقطاب الباحثين المتميزين في الأبحاث ذات المردود على الاقتصاد الوطني ونقل المعرفة. وأتممنا توقيع مذكرات تفاهم مع الأمن العام والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحرس الحدود تقدم الجامعة من خلالها خدمات تدريبية واستشارية لهذه الجهات. كما تم في وقت سابق توقيع مذكرة مع جمعية حقوق الإنسان تهدف إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان في أوساط الجامعة والمجتمع. ما هي جهود الجامعة في التعاون مع الجامعات خارج المملكة للوصول إلى مخرجات مناسبة؟ إن التعاون الدولي يوفر للجامعة الدعم والخبرات التي تحتاجها، ولقد حددت الجامعة متطلباتها من التعاون الدولي وركزت على تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس ومراجعة الخطط الدراسية ودعم الجامعة في توفير أحدث التقنيات التي تحتاجها في معاملها ومختبراتها. وأخيرا وليس آخرا إجراء مشاريع بحثية تستفيد من الموارد المتاحة في المنطقة. وكأمثلة على ما سبق وقعت الجامعة مع جامعة موناش في أستراليا عقدا لتطوير مهارات وقدرات أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب والكليات الصحية الأخرى، وكذلك وقعت عقدا آخر مع جامعة كوينزلاند في أستراليا لمراجعة وتطوير المناهج والخطط الدراسية وتوكيد الجودة في كلية الطب. كما وقعت الجامعة عقدا مع جامعة كولون في ألمانيا لإنشاء معامل للتعليم الخاص في كلية التربية. وفي مجال الأبحاث وقعت الجامعة مع جامعة توسوكوبا في اليابان مشروع بحث بعنوان بحث صيدلاني لبعض النباتات في تبوك والتي لها نشاط علاجي لمرضى السكري. وكذلك وقعت الجامعة عقدا مع جامعة وارلكو للتكنولوجيا في بولندا لرفع تركيز خام الفوسفات السعودي باستخدام تقنية النانو. وقعت الجامعة عقدا لإنشاء معمل أبحاث النانو، ماذا عن هذا المعمل وكيف سيخدم الجامعة حاليا ومستقبلا؟ وقعت جامعة تبوك مع جامعة نيويورك في بافلو عقدا لإنشاء معمل أبحاث النانو ويتصل المعملان بشبكة خاصة بشكل متواصل على مدار 24 ساعة طوال العام، ولقد تم الانتهاء من تجهيز المعمل لاستضافة الباحثين من جامعة تبوك للعمل مع باحثين من جامعة بافلو. ويتواجد باحثون من جامعة نيويورك يعملون حاليا في المعمل لاستكمال تثبيت البرامج والتكامل مع معمل نيويورك، ونطمح أن يكون معمل أبحاث النانو رائدا على المستوى الوطني. وسيساعد هذا المعمل الباحثين في جامعة تبوك من خلال التعاون مع المؤسسات البحثية العالمية لتدريب الباحثين المحليين، وعقد ورش عمل تجمع الباحثين الوطنيين مع الباحثين العالميين، وكذلك نقل مباشر لورش العمل التي تتم في المؤسسات الدولية التي يوجد معها تعاون مشترك. ولم يهمل دور المعمل في توعية المجتمع المحلي بأبحاث تقنية النانو، حيث سيتم ذلك من خلال إقامة دورات تعريفية بأهمية تقنية النانو والمجالات البحثية، واستضافة طلاب من المرحلة الثانوية في المعمل لنشر ثقافة البحث العلمي خارج الجامعة، واستضافة الباحثين والمهتمين بتقنية النانو في القطاعين العام والخاص وإشراك طلاب الجامعة في العمل في المعمل لتشجيعهم على الانخراط في البحث العلمي ونشر ثقافة البحث العلمي في الجامعة. كما أود أن أشير إلى أن معمل أبحاث تقنية النانو في جامعة تبوك لن يعمل منفردا، بل سيتم التعاون مع جهات محلية ودولية هي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة نيويورك الحكومية ببافلو في الولاياتالمتحدةالأمريكية وجامعة ملية الإسلامية في نيودلهي في الهند وجامعة صوفيا في بلغاريا وجامعة وارلكو للتكنولوجيا في بولندا. هل هناك نية لإنشاء كليات جديدة في الجامعة؟ تماشيا مع متطلبات التنمية تعمل جامعة تبوك على تنويع تخصصاتها وكلياتها. وعندما يوصي مجلس جامعة تبوك بإنشاء قسم جديد أو كلية جديدة يراعي تحقيق المعايير والضوابط التي حددها مجلس التعليم العالي وأهمها حاجة سوق العمل، حجم المجتمع الطلابي في التعليم الثانوي ومدى توفر التعليم العالي الحكومي والأهلي، كذلك الكثافة السكانية في منطقة تبوك. ورفع مجلس الجامعة توصياته إلى مجلس التعليم العالي بإنشاء كليات طب الأسنان والصيدلة وإدارة الأعمال والدراسات البحرية والشريعة واستحداث قسم الكيمياء الحيوية وقسم الإحصاء في كلية العلوم وقسم هندسة التعدين في كية الهندسة وقسم هندسة الحاسب في كلية الحاسبات وتقنية المعلومات. ماذا قدمت الجامعة للمنطقة في مجال البحث العلمي؟ أحد اهتمامات عمادة البحث العلمي الرئيسة تحديد الأولويات البحثية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في جامعة تبوك ومسؤولي مؤسسات المجتمع المحلي في منطقة تبوك وعلى ضوء ذلك يتم توجيه الأبحاث والدراسات الخاصة بالمنطقة والمجتمع. ويبلغ عدد الأبحاث والدراسات التي أجريت في هذا الإطار نحو 30 بحثا تخدم المجتمع والمنطقة في مجالات البيئة والأمراض والتلوث، والمجال التربوي والتعليمي، والمجال الديني والاجتماعي، ومجال الأدب، وتاريخ المنطقة. كما أن الأبحاث الدولية المشتركة يتم توجيهها إلى ما يخدم المجتمع والمنطقة ويستفيد من إمكانياتها كما أشرنا إلى ذلك سابقا. إلى أين وصلت جامعة تبوك في إجراءات الاعتماد الأكاديمي لكلية المجتمع بصورة خاصة والجامعة بصورة عامة؟ استحدثت الجامعة وحدة للاعتماد الأكاديمي وذلك لوضع الخطط ومتابعة الكليات والبرامج التخصصية لتحقيق متطلبات الاعتماد الأكاديمي التي تتواءم مع هذه الكليات والبرامج. وسيتحقق لنا من ذلك بمشيئة الله بناء خطط وبرامج قوية وعلى أسس صحيحة تحقق معايير الجودة وتفوز بالاعتماد الأكاديمي المحلي والعالمي. لقد قطعت كلية المجتمع شوطا كبيرا في سعيها للحصول على الاعتماد الأكاديمي الدولي، حيث رشحت الكلية للاعتماد الأكاديمي بناء على تصويت مجلس التعليم المهني وهي هيئة دولية معروفة قدمت خبراتها لكثير من كليات المجتمع في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي المملكة ودول أخرى عديدة. وقد حصلت كلية المجتمع في جامعة الملك عبدالعزيز أخيرا على الاعتماد الأكاديمي من هذه المؤسسة. كما أن الجامعة تعمل على تحقيق متطلبات الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي وتستفيد مما تبذله الهيئة من جهود وورش عمل ومحاضرات تحقق للجامعة الجودة في برامجها وخططها. ماذا عن مشاريع الجامعة، وما الذي تم حتى الآن؟ تم الانتهاء من مشروع الموقع العام والأسوار والبوابات والطرق الداخلية والمواقف. والعمل جار في عدد من المشاريع الأخرى هي: إسكان أعضاء هيئة التدريس ومبنى كلية الطب ومبنى كلية العلوم الطبية التطبيقية ومبنى كلية العلوم والمسجد، ومن المتوقع أن يطرح قريبا مشروع المستشفى الجامعي سعة 200 سرير وكذلك مبنى الإدارة العليا والعمادات المساندة. ولقد تم استلام مبان جديدة للطالبات في حي المصيف سيدرس فيها طالبات كليات الطب والعلوم الطبية التطبيقية وتخصصات التسويق والمحاسبة في الفصل الأول المقبل. وحتى اكتمال مشروع المدينة الجامعية تعمل الجامعة على تهيئة ما يلزمها من مبان وتجهيزات لكلياتها حتى تؤدي دورها فأنشأت مباني للقاعات الدراسية والمكاتب الإدارية والمعامل ومشرحة لكلية الطب في شطري الطالبات والطلاب. هل هناك نية لدى الجامعة لإتاحة الفرصة لطلاب الدبلومات لإكمال دراستهم للحصول على البكالوريوس؟ نعم، الجامعة مهتمة بخريجي كلية المجتمع (البرامج التأهيلية) وخريجي الكليات الصحية وخريجي كلية التقنية. وتعمل الجامعة حاليا على وضع الآليات والضوابط المناسبة لبرامج التجسير في التخصصات المناظرة لتخصصاتهم في مرحلة الدبلوم. وسيعلن عن برامج التجسير في الفصل المقبل.