خيبة الأمل التي عاشتها جماهير الكرة في المملكة كانت كبيرة بعد نهاية رحلة (طشقند) المحمَّلة بهزيمة منتخبنا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وبالأهداف الثلاثة التي جاءت بطريقة لا تليق أبداً بالمنتخبات العريقة، ذات الطموح الدائم في التواجد بقوة في المحافل الدولية ؛ تطلُبُ الفوز ولا غير، وفي حالِ لمء يتحقَّق ذلك وهو أمر طبيعي في عالم كرة القدم تكون هزيمةُ الكبار مقرونةً بجهد وأداء مشرِّف يجعل الجميع يصف الخسارة بالمشرفة. أمام أوزبكستان لم نخسر فرصة التأهل للمرحلة النهائية من التصفيات، ولا زلنا الأكثر تأهيلاً لبلوغ هذا الدور إلى جانب (الأوزبكي) عن المجموعة الرابعة في ظلِّ ضعف المنتخبين اللبناني والسنغافوري، غير أنَّ الحديث هنا عن منتخبٍ سعودي عاد للحضور الآسيوي مؤخراً بالوصول للمباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية، وتمَّ التعامل الإعلامي والجماهيري مع خسارته النهائي أمام العراق على أنه فريقٌ غالبُ عناصره من الشباب، وحصوله على مركز الوصافة يُعدُّ إنجازاً في وقتٍ تحدَّث فيه البعض عن أخطاءٍ في الإعداد لتلك البطولة، تحدثوا عن ضعف الاستعداد قبل خوض مبارياتها، وكذلك التعامل مع المباراة التاريخية إدارياً وفنِّياً، وهي المباراة التي عالجت جراح الأشقاء العراقيين، وجعلتهم من خلالها يحصدون أول إنجاز لهم على الصعيد الآسيوي. لا يمكن أن يتمَّ قبولُ مواجهة فريقٍ مثل (أوزبكستان) خارجَ الأرض دون التحضير الجيِّد له بخوض مباراة ودِّية واحدة على الأقلّ، وأعتقد جازماً أن ذلك خطأ إداري وفنِّي، فيه تساهُلٌ بالمنافسين وعدم احترام لهم ؛ نتائجُه غالباً ما تكون وخيمة، والمتابعُ لأخبار المنتخبات في آسيا، وإفريقيا يلحظ المباريات الودية المتعددة التي تخوضها بين فترة وأخرى، وأمامَ منتخبات عالمية وها هو المنتخب المصري يواجه أوَّل أمس الأرجنتين استعداداً لتصفيات كأس لعالم، والفريق (الأوزبكي) لم يستقبل منتخبَنا في (طشقند) إلا بعد أن خاض عدة مباريات تحضيرية آخرها أمام الأردن، وتمكَّن من الفوز عليه بأربعة أهداف مقابل هدفٍ واحد ؛ رغم أنَّ معظم لاعبيه محترفون خارج بلدانهم وهو الأمر الذي يُفترض أنء يُصَعِّب من أمر تجميعهم ؛ فيما لم يكنء في جدول استعدادنا سوى لقاء منتخب (ألبانيا) الذي تمَّ إلغاؤه دونَ التَّكلُّف بالتنسيق مع منتخب بديل!!. رباعية الأردن كانت جرسَ إنذار من فريق قوي غالبُ عناصر حاضرون في أندية الدوري الروسي، والخسارة منه ربمَّا لا تكون غريبة ؛ لكنَّ المثير للإحباط هو قسءوة الهزيمة، والحضور السيِّئ للدِّفاع السعودي وحراسة مرماه المتهالكة، والغياب التَّام لهجوم ظهر خجولاً في تهديده للمرمى. لم نقدم شيئاً هناك، لأنَّ (إنجوس) لم يقرأ خصمَه القوي، ولاعبوه الذين اختارهم منهم من اختار الغياب وآخرون لم يكونوا مقنعين؛ أما السَّبب الأكبر فهو (الإعداد) الذي جعلنا نترك كل منتخبات العالم ونختار (ألبانيا) المجمَّد أنشطته من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم !!.