في يوم الأحد 16مارس 2008وتحديداً في الساعة العاشرة والنصف صباحاً وقلبي مليئ بالأحلام والآمال رفعت سماعة الهاتف وليتني لم أفعل؟ فرد عليّ شخص مهذب لبق من موظفي الأمانة وطلبت منه أن يحولني إلى القسم النسائي ففعل مشكوراً وبعدها ردت عليّ إحدى الموظفات لا أدري أو ربما تكون مسؤولة ما في في قسم التوظيف، المهم انها من موظفات الأمانة، حييتها بكل أدب وذوق فردت عليّ ببرود ثم طلبت منها مساعدتي في الاجابة على بعض استفساراتي!! وعن كيفية التقدم بطلب وظيفة في الأمانة أو البلديات، وفجأة تغير صوتها وأرعدت وأزبدت وقالت لماذا تسأليني عن الوظائف فلا توجد لدينا وظائف حالياً لقد اكتفينا ومن الذي قال لك ان هناك وظائف أصلاً؟؟ لا تتعبي نفسك يا عزيزتي ولا يحزنون خذيها نصيحة مني!! "وريحي نفسك" أقسم بالله العظيم ان هذا هو ما قالته لي، وكم كانت دهشتي وصدمتي كبيرة من طريقة تعاملها واسلوبها الفظ معي وأنا المسكينة المهذبة التي لم اقترف بحقها ذنباً أو جرماً مشهوداً كل ذنبي أنني طلبت منها الاجابة على بعض استفساراتي البريئة الطموحة، وكأنني ألقيت عليها قنبلة حارقة. تركتها حتى انتهت من نفث سمومها في أذني وقلبي الحزين وأخبرتها بأنني فقط استفسر ولم أفعل ما يوجب ثورة بركانها. هذا عدا اسلوبها الساخر وكأنها تكلم شخصاً بلا قلب ومشاعر، وقلت لها في النهاية شكراً على ذوقك وسمو أخلاقك وأغلقت سماعة الهاتف وأنا حسيرة كسيرة الفؤاد محطمة الآمال من كلامها القاسي، وقررت بعدها ان أهاتف سمو الأمين شخصياً لأنقل له سوء تعامل القسم النسائي بالأمانة، وهو الأمير الأمين المتواضع الذي فتح مكتبه لكل مراجع وسائل بكل حب وأريحية واحترام ولم يتذمر من سؤال سائل أو شكوى سائل، فتأتي موظفة في القسم النسائي وتتذمر من مجرد سؤال بسيط سألته سائلة مهذبة لم تسيئ لها بأي إساءة وليتها اقتصرت على ذلك بل حطمتها وثبطت آمالها من أجل انها سألتها كيف تتقدم بشكل سليم من أجل البحث عن وظيفة ما.. بطريقة نظامية؟؟ لا أدري ما هي المقاييس التي يتم عليها اختيار توظيف النساء في الأقسام التي تتم افتتاحها مؤخراً؟؟ هل الشهادات العلمية هي كل شيء فقط؟ ان هذا غير كاف على الاطلاق فليس المهم فقط الحصول على الشهادات العلمية بل الأهم منه امتلأت ميكنزمات التواصل الإنساني مع الآخرين ومع المراجعين والقدرة على التفاعل بإيجابية مع الآخرين وبطريقة إنسانية وامتصاص شعورهم بالغضب والاستياء واليأس والقدرة على العطاء بلا حدود وصدقوني حتى لو لم يحصل المراجع أو المراجعة لأي دائرة أو مؤسسة على مبتغاه في الحال فإنه حينما يرى الابتسامة المشرقة تعلو ثغر الموظف أو الموظفة فإنه ينسى هم معاملاته ولا يتذكر في النهاية إلا الابتسامة المشرقة الساطعة بصدق وذلك التفاعل الإنساني الواضح، انني أناشد سمو أمين الرياض الأمير د. عبدالعزيز بن عياف أن ينظر في موضوعي هذا وفيما حصل لي من تحطيم واحباط وتكسير للهمم مع انني لم أفعل ما يوجب ذلك، وأنا متأكدة انه لن يتجاهل شكواي،، واتمنى ممن في يده معاملات ومصائر الناس أو حتى من يرد فقط على استفساراتهم رجالاً ونساء أن يكون على قدر من الإنسانية والرقي وأن يملك تكنيكات التواصل الإنساني الشفاف أم اننا سنصطدم بنساء عابسات مثبطات للعزائم والهمم كما حصل معي شخصياً. وفي النهاية أكرر شكري وتقديري لسمو أمين الرياض الرائع الكفوء الحريص على مصلحة الوطن والمواطن والذي لا يألوا جهداً في السهر على راحة المواطنين. واشكر موظفي البلديات والأمانات وشركة الاتصالات على حسن تعاملهم مع الجمهور.. كما لا أنسى شكر جريدتي الحبيبة "الرياض" على طرحها المميز وعلى دورها الواضح في حمل الهم الإنساني وما تقوم به من أعمال خيّرة لا ينكرها إلا جاحد للفضل فطوبى لك يا أميرة الجرائد، وطوبى لكل العاملين فيك بلا استثناء.. وإلى مزيد من الروعة والتألق والعطاء..