في ظلال من الشجر.. عند رأد الضحى.. مال.. واتكى.. يشهد الدرب.. ماسها يرقب الشأن والغنم.. في كثير من الحذر.. بدوي.. من الجبل.. من نواصي "كرا".. هابط.. أتى.. "للغديرين".. واديا يطلب العيش.. راعيا.. ساقه الجوع والضجر.. مد غليونه.. لنا ضاحك السن.. كالبرد.. قائلاً: ياهلا.. هلا.. ياهلا.. حي من حضر وتأني.. وقد عصب قربة.. في الفنن.. ودعانا لما سكب: لقليل من اللبن ونثار من العنب.. خافض الطرف هامساً: ياعرب.. عاش من عذر:.. وانطرحنا.. قباله نسمع القول.. والحديث.. عربيا محررا.. وأداء مصورا.. ما سمعنا "بمكة".. مثله.. من زمان.. إنه.. إنه الدرر.. إنه من ثقيف.. وابن عمه "علي": عامل بالحسا.. يم اهل القطيف في بلاد.. وما اسمها؟! إسمها؟! إسمها الخبر.. وعلى غير موعد.. قد أتى "السائق" الشجاع بعد حين.. من الزمن.. يهبط "الريع" والقنن "بالشفرليه" بالمتاع.. بعد ان أصلح "الكفر" فاستضفنا.. بدورنا ذلك الراعي الكريم.. قد تأبى.. وما أبى ما اجتلى.. من نعيم.. والتقى البدو والحضر.. وعلى حين غرة.. صاح "ياربع" قد بدت مزنة ثرة.. بعيد.. قال من قال.. والتفت أينها؟ أين ما نريد.. قال: مد النظر.. واستبان الغمام واستطبنا المقام.. تحت سقف العريش نرمق الماء.. والنسيم.. في الجنان.. عانقا الخلد.. مستديم.. يلعبان.. في اصطفاق. وفي خفر.. والنغاري.. تجوب والقماري.. تلوب.. بين خفق.. يذوب في ثغاء القطيع.. ما انقضى.. ماونى.. ما فتر.. والحدادي.. تدور والقطا.. والصقور.. حول باب.. وسور واستكن الجميع.. خلف غصن.. وراحجر.. وارتحلنا.. وقد بقى ذكريات تناثرت.. في البوادي.. على الحصا.. راعياً.. يقرع العصا.. جارياً.. سابق المطر.. في كثير من الحذر.. يجمع الضأن. والغنم.!!