دعابة مهداة الى الشاعر الصديق حسين سرحان.. تحية له أفبعد ما سنح الخيال ووافى ودعن سرحك وانطلقن خفافا؟ وعدت سوابق ودهن ذواهبا بالبرء، ليس وراءهن معافى من كل نافرة الهوى لم تقضها حقا، فكيف تميلها استعطافا؟ سمعتك تهضب بالقريض فشاقها الإيطاء، حين تخيلته زحافا(1) فمضت بما ظنته فيك مشوقة ومضيت تضمر للمراد خلافا أفذاك همّك بالحسان زعمته جنفاً طلبت لدفعه الإنصافا؟ فإليكهن نوافراً.. دعاءة نظراتهن.. تطرحت إلحافا(2) وإليكهن هوى تجسد صورة فيما بدا منهن.. لا أوصافا ما دونهن سوى الستور، و قد وهت وتعلقت بالعابرين هتافا فاعزم على ميسور أمرك واعتصر مما حبتك كرومهن سلافا(3) فالعيش عيش العازمين، وما أرى لك، ما أمنت العجز، أن تتجافى روى الحيا عهداً عرفنا أهله أحمى على غمز الهوى آنافا وغدا برحمة ربه متطلب وصل الحسان، رأى الحسان فخافا @@@ يا أنت! إن فتاك أهية حالم هاب العيان، فصاول الأطيافا فتقبليه على الجنوح كريمة رضيت بما حصد القريض كفافا فلقد تبلغك القناعة غاية فاض الخيال بمثلها استخفافا والصبر أعون منهجيك على السرى وأرق في عميائه أسدافا @@@ يا أنت! لا يحزنك أنك زورق لم يلق في عرض المحيط مطافا ملاحه أشفى لدفته، هوت فطوى الشراع، وأسلم المجدافا هي تلك أسباب الهوى وشباكه شعر أطاف بقائليه فطافا ولربما أجدى الكلام، وإن تكن منح الحياة مطالباً تتكافا فزني بميزان العروض رؤى الهوى ومصيره، وعبابه الرجافا وهبي بما تعطين قصداً يرتضى ويطاق، لا بخلاً ولا إسرافا @@@ يا أنت! ما كل الغيوم تحملت مطراً، فشيمي العارض الوكافا فعسيت لاقية سوانح فيضها إن لم تصبك أدرها أخلافا صرنا إلى زمن ينازع قاعد فيه الفخار الراحل الطوافا ليت الذي خلق المطامع كالها للحالمين - كما تراد - جزافا أو ليت ملتمس السلامة نالها عرضاً، كما تجني الزهور قطافا @@@ يا للعقول من السنين، تساوقت سوداً، مثقلة الظهور عجافا حسن الحسان بهن وعد يرتجى بخلائق، تتعجل الإخلافا الداعيات إلى الحفاظ، وليته منهن كان وفاً لنا وعفافا الشائبات وصالهن لمن وفى وحمى، وشد بناءهن زعافا الذارفات الدمع حين أردنه سحراً يرد الأقوياء ضعافا المولعات بكل لحظ جارم لم ينتفضن لوقعه استنكافا التاركات حمى الكرامة نهبة للشك زلزل صرحه إرجافا واها لأفئدة هناك خصيبة عاشت لهن على الأسى أهدافا @@@ قل للذي امتلأت رؤاه لاكثاً ألقت عليه شعاعها الرفافا(1) صارعت أعماق البحار فلم أجد - ورؤاك - إلا هذه الأصدافا وذهبت أفتقد العيون فلا أرى فيهن ذاك العالم الشفافا @@@ إني لأستعدي الزمان على الهوى فأراه أضيق بالمنى أكنافا @@@ ---- (1) هضب بالشعر: سح به سحاً، الإيطاء: عيب من عيوب القافية، وهو إعادة ذكر كلمة الروي بلفظها ومعناها مرة ثانية في القصيدة، من غير أن يفصل بين الكلمتين المذكورتين سبعة أبيات. الزحاف: تغيير يعتري الحرف الثاني من السبب الخفيف أو الثقيل (وتفصيله في كتب العروض). (والإبطاء والزحاف - هنا - على غير مرادهما اللغوي). (2) الإلحاف: الإلحاح. (3) السلاف: أفضل الخمر وأخلصها (1) اللاكث: الضارب بيديه، أو من التصق بالقذى والشوائب.