لأيام تحتفل الكويت ب "هلا فبراير"، برغم أن احتفالاته لم تبدأ سوى نهاية الشهر، فهو عيد الغناء والفرح، ويحل نهاية الشهر عيدان مهمان: العيد الوطني وعيد التحرير، وإذا كان "هلا فبراير" ترحيبة الكويت بالحناجر والضيوف العربية، فإن العيدين الآخرين للكويت وأهلها. درج منذ 1976احتفالات وزارة التربية بمشاركة المدارس بمراحلها ، وتوجت بأوبريت: مذكرات بحَّار للشاعر محمد الفايز الذي وضع ألحانه غنام الديكان، وشدا به كل من شادي الخليج وسناء الخراز وتوالت تلك الأوبريتات حتى توقفها عام 1989ثم عادت ب "الشراع الكويتي - 2007" للثلاثي: الديكان والخراز وشادي الخليج، وشعر: يعقوب الغنيم. هذا العام، "صباح الوطن - 2008"، الفكرة: منى الحشاش، شعر: بدر بورسلي، لحن: مشعل العروج، غناء: عبد الله الرويشد، نبيل شعيل، محمد المسباح، بدر الشعيبي، (والعروج يشارك في بعض المقاطع". هناك الجديد، ليس بتغيير الأسماء فقط، بل هناك تطور على مستوى الفكرة، والمشاهد التمثيلية والديكور المصاحب، والرقصات بين الشباب من جهة، والأطفال ذكوراً وإناثاً كل في لوحته الخاصة أو المشتركة حسب كل لوحة أو مشهد. قدم الملحِّن العروج طاقة كاملة من توليفات لحنية منها ما يخص شخصيته التلحينية جديدة، ومنها ما هو مضاف لخبرته في الأغاني العاطفية والبرامج الغنائية الموسمية (شبابيك وسواها)، وهناك لمحات لأعمال سابقة من نفَس أحمد باقر، ومحاكاة للقالب الذي وضعه غنام الديكان في فصول أوبريتاته، غير تعدُّد اللوحات، لوحة الختام بكل ما فيها من ذروة وتفجُّر. وهناك أربعة أصوات: الرويشد وشعيل، والمسباح والشعيبي. ظل أداء صوت الرويشد اعتيادياً غير لامع بل بارداً فيما كان أداء صوت شعيل ثابتاً على مستواه كما نسمعه في الأشرطة الغنائية، وإذا كان هناك تخوف من الملحن - لا أدري لماذا؟ - من صوت المسباح الذي يبقى نضراً ومشبعاً بمزاج غنائي ملفت لم يخرج منه سوى الثلث!، فإن العروج حاول أن يجعل من الشعيبي كرة يلعب بها مثلما يلعب بصوته بين فينة وأخرى. يبقى الإنجاز ملحوظاً على مستوى التطورات التي لفتنا إليها إلا أنني أفتقد القوة والشوق العارم لدى سناء الخرَّاز، وتلك الروح المبدعة في ألحان الديكان، والحالة القصوى من الأداء الرفيع عند شادي الخليج، وهذا لا ينتقص من العمل الجديد أبداً، بل كنت أتوقَّع أن نفاجأ بمشاركة الصوت الكبير الحاضر عالية حسين. كنت كل لحظة أتوقَّع أن تطل علينا؛ ثمة أمور كثيرة توحي أن أكثر من زاوية في الأوبريت هذا لعالية حسين. فأين كانت؟. وأتذكر مع الصدى: "منهو مثل لِكويت منهو مثل لِكويت"