قبيل اشتعال حمى الوطيس في الانتخابات الأولية للرئاسة الأمريكية خصوصاً بين المتنافسين من الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وباراك أوباما، وبالتحديد في المشهد الأخير من العام الماضي.. كتبت في هذه الزاوية نفسها تحت عنوان "أوباما - هيلاري" وناقشت في ذلك المقال احتمالية قيام السناتور هيلاري بطلب من السناتور أوباما بأن يكون نائباً لها في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية. في تلك الفترة كانت هناك مؤثرات ودلائل كثيرة تشير إلى احتمالية ترشيح الحزب الديمقراطي لأول سيدة تصبح رئيسة إذا ما فازت في انتخابات 4نوفمبر المقبل أمام منافسها الجمهوري الأوحد جون ماكين الذي حظي بدعم عدد كبير من الجمهوريين منهم جورج بوش (الاب والابن) بترشيحه عن الحزب الجمهوري الحاكم.. ومن الممكن إطلاق اسم "شهر العسل" بين هيلاري وأوباما ولكن الأمور سرعان ما تفرقت بين المتنافسين وانقلبت المحبة والاحترام إلى حرب إعلامية إعلانية شرسة خصوصاً من جانب السناتور هيلاري. وجاء ذلك بعد المناظرة التلفزيونية الحامية التي أجريت بجامعة تكساس، والتي حظي فيها أوباما بتقدير الحضور والمشاهدين لدرجة ان السناتور هيلاري أشادت بالسناتور أوباما وقالت "إنني فخورة به ولي الشرف أن اتعامل معك". وبعد تلك الكلمات المعسولة لم تمر 48ساعة حتى هاجمت السناتور هيلاري السناتور اوباما قائلة: "عيب عليك يا أوباما" سبب ذلك الهجوم العنيف منها كان الاختلاف حول موضوع التأمين الصحي للمواطن الأمريكي. وعقبت تلك الكلمات الشديدة من السنتاور هيلاري شنت حملة إعلامية شرسة على السنتاور أوباما لأنها نشرت صورته وهو يلبس "عمامة" وثوب في افريقيا وأخذت الحملة تروج عن اسم والد السناتور باراك "حسين". في رأيي أن تلك الحملة الإعلامية الشرسة من قبل فريق السناتور هيلاري ساهمت بشكل كبير في عدم نجاح السناتور أوباما في الانتخابات الأولية في ولايتي تكساس وأوهايو.. الآن وبعد انتهاء فترة "شهر العسل" بين المتنافسين على أصوات الناخبين في الحزب الديموقراطي واشتداد الحملات الدعائية الإعلامية بين الاثنين يجري التركيز حالياً في ولاية مهمة جداً وهي ولاية بنسلفانيا التي ستبدأ بها الانتخابات الأولية في أواخر الشهر المقبل. وبالعودة إلى موضوعنا وهو هل سيقبل السنتاور أوباما عرض نائب الرئيس في حال فوز السناتور هيلاري في الانتخابات الرئاسية، جواب السناتور أوباما كان بالنفي القاطع. في حين اختلف أصحاب الأقلام والآراء السياسية في الولاياتالمتحدة عن مدى امكانية تحقيق مطلب السيناتور هيلاري؟ فهناك فريق يرى أن هذا الأمر مقبول وسيساهم في سد الفرجة القائمة في الحزب الديموقراطي، في حين يرى الجانب الآخر أنه من المبكر جداً بحث موضوع نائب الرئيس على عكس الحزب الجمهوري الذي لديه مرشح واحد هو السيناتور جون ماكين، الذي ألمح مستشاروه بأنه قد يطلب من مهندسة السياسة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس شغل منصب نائب الرئيس.. كل تلك الاحتمالات واردة ومن الصعب التنبؤ فيها فالأشهر الثمانية الباقينة من الانتخابات هي التي ستظهر للجميع من هو الرئيس أو الرئيسة المقبلة للولايات المتحدةالأمريكية.