يرصد كتاب (الرقابة والتعتيم في الإعلام الأمريكي) وقائع يقول انها حجبت رغم عدم عدالتها أو مأساويتها ومنها تمويل البنك الدولي والولاياتالمتحدة للجدار العازل "بين إسرائيل وفلسطين" وتعذيب معتقلين حتى الموت في أفغانستان والعراق خلال استجوابهم على أيدي أمريكيين. ويقول الكاتب الأمريكي بيتر فيليبس مدير مشروع (مراقب) في الكتاب الذي قام بتحريره وحمل عنوانا فرعيا هو (أهم 25قصة إخبارية خضعت للرقابة) إن الاتحاد الأمريكي للحريات نشر في نهاية 2005وثيقة تسجل موت عشرات المعتقلين في أفغانستان والعراق في "جرائم حرب... ماتوا أثناء استجواب جنود (مشاة) البحرية والاستخبارات العسكرية" لهم كما مات بعضهم بعد الاستجواب. ويضيف أن "الوثائق تقدم أدلة لا سبيل إلى دحضها على أن المخبرين الأمريكيين عذبوا المعتقلين حتى الموت أثناء التحقيق. ومن حق الجمهور معرفة من الذي صرح بتكنيكات التعذيب ولماذا جرى التغطية على تلك الوفيات". وينقل الكتاب عن جانيس كابرينسكي التي كانت تقود فرقة الشرطة العسكرية الامريكية المسؤولة عن منشآت 17سجنا في العراق قولها في شهادتها عام 2006بمقر اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في نيويورك ان الجنرال ريكاردو سانشيز قائد قوات التحالف السابق وقع مذكرة "تجيز قائمة مفصلة بالتكنيكات الخشنة المستخدمة في التحقيقات بحيث تشمل استخدام الكلاب..." ويقع الكتاب الذي ترجمه المصري احمد محمود في 311صفحة كبيرة القطع وتصدره (دار الشروق) بالقاهرة. ويقول الكتاب في مقدمته ان مشروع مراقب "يعد جزءا من حركة الاصلاح الاعلامي" ويدار منذ بدايته عام 1976من خلال قسم علم الاجتماع بمدرسة العلوم الاجتماعية في جامعة سونوما الامريكية وهو "معني بالنزاهة الصحفية وحرية الاعلام في أنحاء الولاياتالمتحدة" ويركز على القصص الاخبارية المهمة التي يقول ان وسائل الاعلام التابعة للشركات الكبرى تتجاهلها. وقال أستاذ الصحافة بجامعة تكساس روبرت جينسن في المقدمة انه "في مجتمع تتركز فيه سلطة ضخمة في الدولة المعسكرة والشركات الضخمة المتوحشة تكون مهمة الصحفيين واضحة.. النقد الذي لا يعرف الرحمة للنظام القائم" لكن صحفيي هذه الشركات لا يقومون بهذا الدور لانهم بلا أسنان على حد قوله. ويضيف أن "تشويه صورة الزعماء الاجانب جزء من عملية خلق دعم الجماهير لمثل هذه الاعمال التي تجري بمساعدة وسائل الاعلام الاخبارية.. صور صحفيو الشركات الضخمة الهجوم الامريكي على فيتنام الجنوبية والشمالية ولاوس وكمبوديا -ما نسميه بحرب فيتنام- الذي خلف من ثلاثة الى أربعة ملايين قتيل في المقام الاول على أنه نتيجة غير مقصودة للسذاجة والاخطاء الحقيقية وليس حملة اثمة لتدمير دولة تحاول الخروج من فلك النفوذ الامريكي". وغزت الولاياتالمتحدة فيتنام في منتصف الستينيات وتمكنت المقاومة بوسائلها المحدودة من دحر قوات الاحتلال وكبدتها خسائر دفعت واشنطن الى سحب قواتها في مطلع السبعينيات تحت ضغط الرأي العام المعارض للحرب. ويقارن جينسن بين الغزو الامريكي لفيتنام و"الغزو المفجع للعراق عام 2003واحتلاله الذي لايزال قائما" حيث سارع الصحفيون الى قبول فكرة أن فشل الاستخبارات الامريكية قاد الى افتراضات خاطئة ثم تبنوا هدفا جديدا لواشنطن يقول ان الحرب كانت بهدف ارساء الديمقراطية في الشرق الاوسط في حين كان "الغزو جزءا من مشروع عمره ستون عاما لتوسيع وتعميق سيطرة الولاياتالمتحدة على موارد النفط والغاز" وهو هدف اتفق عليه الحزبان الجمهوري والديمقراطي بعد الحرب العالمية الثانية. ويقول الكتاب انه رغم قرار محكمة العدل الدولية 2004الداعي لهدم الجدار العازل وتعويض المتأثرين باقامته فقد تم تسريع بناء الجدار "في عمق الاراضي الفلسطينية ويساعد على ضم المستعمرات الاسرائيلية وقطع التواصل الاقليمي الفلسطيني. الا أن رؤية البنك الدولي للتنمية الاقتصادية تتحاشى أية مناقشات لمشروعية الجدار". ويضيف أنه "في انتهاك لحكم المحكمة الدولية أسهمت الولاياتالمتحدة بمبلغ 50مليون دولار في بناء بوابات على امتداد الجدار العازل... لا يظهر أي من أشكال واقع الحياة المرعبة في فلسطين في عناوين ورياء وسائل الاعلام الجماهيرية والدبلوماسية الدولية". كما يثير الكتاب أيضا شكوكا حول التفسير الرسمي لما بعد هجمات 11سبتمبر أيلول 2001مرجحا حدوث "هدم تفجيري" أزيلت بمقتضاه الطوابق السفلية من "مباني" مركز التجارة العالمي بما فيها الاعمدة الصلبة بصورة سمحت بانهيارات تقترب سرعتها من سرعة السقوط الحر حيث جرت الانهيارات سريعة ومتماثلة بما "يشير الى استخدام متفجرات في الاعمدة المركزية". وينقل عن ستيفن جونز أستاذ الفيزياء بجامعة ييل قوله ان القنابل لا الطائرات هي التي أسقطت مركز التجارة العالمي كما طالب باجراء بحث علمي دولي "مستقل" يخضع للحسابات لا للافكار أو القيود المسيسة فلم يحدث "أن انهار بناء هيكله من الصلب بسبب حريق. ولكن يمكن للمتفجرات أن تفصل الاعمدة الصلب عن بعضها بشكل فعال". ويتساءل عن قوانين الفيزياء الاساسية في مثل هذا السقوط. ويوضح جونز أن المبنى السابع من مركز التجارة العالمي الذي لم تصطدم به الطائرات المخطوفة انهار في 6.6ثوان بزيادة قدرها 0.6من الثانية عما كان يستغرقه شيء سقط من السطح الى الارض مع العلم بأنه "عند ارتطام الطوابق العليا الساقطة بالطوابق السفلية -والاعمدة الداعمة الصلب السليمة- لا بد أن تكون الكتلة المتأثرة قد أعاقت السقوط" مرجحا حدوث هدم تفجيري ليتم القضاء على الكثير من سجلات "فضيحة" خاصة بشركة ارنون في المبنى المكون من 47طابقا ويضم مقار عدد من الاجهزة السرية. ويقول الكتاب ان جونز ونحو 50أكاديميا وخبيرا منهم روبرت باومان المدير السابق لبرنامج الدفاع الفضائي الامريكي (حرب النجوم) ممن أطلقوا على أنفسهم (جماعة من أجل حقيقة الحادي عشر من سبتمبر) دعوا في بيان عام 2006الى تحقيق دولي في الهجمات واتهموا الحكومة الامريكية بالتعمية على "حقائق مهمة بشأن ما حدث بالفعل. ونعتقد أن تلك الاحداث ربما كانت بتنسيق من الادارة من أجل التأثير على الشعب الامريكي وجعله يؤيد السياسات في الداخل والخارج".