صدر للكاتب والسياسي الراحل د.أحمد الربعي كتاب جديد بعد رحيله بأيام بعنوان" أربعائيات" نسبة إلى المقالة الوجدانية التي كان يكتبها فقط يوم الأربعاء في صحيفة القبس التي أصدرت الكتاب الجديد، ويضم عددا كبيرا من مقالات ذات طابع كان الراحل يكتبها بعيدا عن المنهج السياسي الذي كان يكتب فيه مقالاته بقية أيام الأسبوع. وفي مقالة له بعنوان "الحضور والغياب" يتحدث الكاتب بلغة استشرافية عن رحيله حيث يقول: "الليل: قبر كبير يصحو فيه الناس بعد بروفة موت جماعي". وتتكشف في هذا الكتاب لغة خاصة لدى د. الربعي هي مزيج بين رومانسية حالمة، وطرح وجداني تغلب عليه اللغة الشاعرية التي تظهر الوجه الآخر للكاتب الذي خاض غمار الواقع السياسي سواء بكتابته أو بشغله لمنصب وزاري. وفي "أربعائياته" يكتب د.الربعي أحيانا أشبه بالقصائد، وأحيانا يترك قلمه مسترسلا نحو فضاءات لا تدركها اللغة الواقعية، ولا يريد لها د.الربعي أن تكون كذلك بقدر ما هي خيالات كان يمتاز بها الراحل دون الإفصاح عنها بشكل مباشر. كقوله في إحدى صفحات الكتاب: "يصبح البحر أكثر زرقة،وتعود الزهور إلى التفتح بعد أن أعلنت البراعم إضرابا عاما عن الطعام منذ أن توقف القلب".