في مهرجان المسرح السعودي الرابع الذي ستنطلق فعالياته في الرياض يوم غد الأحد، أثار عدم مشاركة مسرح جامعة الملك سعود بعض ردود الفعل المتباينة في الأوساط المسرحية، لاسيما وأن البعض وجه أصابع الاتهام لإدارة المهرجان بالتحيّز وبأنها اختارت المسرحيات التي توافق توجهاتها ورفضت ما يخالفها، خاصة وأن الكثيرين، سواء من داخل الحرم الجامعي أو خارجه، سبق وأن وصف مسرح الجامعة "المحافظ" و"التقليدي". وما بين اتهام الجامعة لمهرجان المسرح بأن أسباب الرفض غير مبررة وغير منطقية، وما بين تصريحات إدارة مهرجان المسرح التي ترى بأن عمل الجامعة لا يتوافق مع شروط المهرجان، أصبح الجميع يطالب بكشف وقائع ما دار بينهم. تبدأ القصة عندما تم توجيه دعوة رسمية من قبل إدارة مهرجان المسرح السعودي الرابع لقسم المسرح في جامعة الملك سعود تدعوهم فيها للمشاركة بعمل مسرحي، ورشحت الجامعة مسرحية (عايش على الهواء) التي تصف أوضاع الطلاب داخل الجامعة، وتم رفض المسرحية عند مشاهدتها من قبل لجنة الاختيار في المهرجان. يقول مخرج المسرحية "خالد الباز" "من الخطأ أن يتم تقييم المسرحية وفق ظروف عرضها، لذلك خاطبنا المهرجان مرة أخرى لتعديل مضمون المسرحية وجعلها تتحدث عن الوضع المسرحي في السعودي بدلاً من الأوضاع الداخلية في الجامعة، لكنهم أخبرونا وقتها بضيق الوقت وطلبوا تبديل المسرحية بمسرحية (الصندوق الأسود)، والتي رفضوها أيضاً بعد مشاهدتها" ومن ثم فإن المهرجان على حد وصف الباز قد قدم أعذاراً غير مبررة وغير منطقية. من الجهة الأخرى فإن الأستاذ أحمد الهذيل مدير عام المهرجان ورئيس جمعية المسرحيين السعوديين يرى بأن المهرجان لم يرفض جامعة الملك سعود بل اعتذر لها عن عدم المشاركة لعدم تكامل العمل المقدم بالإضافة إلى مخالفته لشروط المهرجان التي من ضمنها وجود الموسيقى والمؤثرات و"الموسيقى جزء مهم من العمل ويدخل في عملية التقييم" على حد قول الهذيل الذي وصف مسرح الجامعة بأنه "ذو صبغة محافظة ومن سياسته عدم وجود الموسيقى والسينوغرافيا"، مؤكداً على أنه لم يتم رفض الجامعة لأسباب شخصية مع تقديره الكبير لمسرح الجامعة الذي خرّج مجموعة من الشباب الفعالين في المسرح، موضحاً أنه "تم مشاهدة العمل من قبل لجنة مختصة رأت عدم مطابقة العمل مع شروط المهرجان، والمهرجان عبارة عن مسابقة يتنافس فيها المشاركون ويتوج الأفضل بالجائزة، والمسألة ليست شخصية على الإطلاق"، نافياً من يتهمه بالبحث عن الأمجاد الشخصية. مع أن مخرج العمل خالد الباز يؤكد على أهمية وجود الموسيقى في العمل المسرحي كأهمية وجود العنصر النسائي لكنه يقول "نحن نتعاطى مع ظروفٍ معينة وفق عاداتنا وتقاليدنا" ويرى بأنه من الخطأ تقييم العمل المسرحي حسب توجهاته أو حسب وجود الموسيقى من عدمه مستشهداً بأعمال مسرحية عالمية لا تحتوي على الموسيقى، واصفاً بعض المسؤولين في مهرجان المسرح بأنهم يريدون الاستعراض والبهرجة. وأبدى الكثيرون امتعاضهم لاقتصار المشاركات والعروض على عشر مسرحيات مطالبين بوجود مسرحيات خارج المسابقة بهدف التطوير والارتقاء بالمسرح السعودي مستفيدين من النقد الذي سيوجه لهم، لاسيما وأن المهرجان سيشهد حضور شخصيات عربية لها حضورها القوي في المسرح، ومطالبين وزارة الثقافة والإعلام في تفعيل دورها في دعم المسرح واستمرار المهرجان لسنوات قادمة، ليس كما حدث من قبل عندما توقف لمدة ثمانية أعوام بلا سبب واضح. ومن المفارقات التي تذكر في هذا الإطار أن حفل الافتتاح لمهرجان المسرح السعودي سيعرض فيلماً تسجيلياً قصيراً أخرجه رجاء العتيبي تم ذكر جامعة الملك سعود فيه كأحد أبرز من ساهم في دعم المسرح السعودي، وعلى حد قول المسؤولين في المهرجان فإن مشاركة الجامعة كانت مهمة بالنسبة لهم ولا زالوا يقدمون لها الدعم. وبالنسبة لمسرحية "عايش على الهواء" التي تم رفضها فقد تم الإعلان عن مشاركتها في مهرجان الجامعات الدولي الذي سيقام في العاصمة المغربية الرباط في مايو القادم.