على الرغم من طغيان التجريد من حوله لم يعش الفنان المغربي «أحمد بن يسف» عزلة، أو ظل مجهولاً بعيداً عن مواقع المشهورين في الميدان التشكيلي في الثمانينات الميلادية لأنه رسام واقعي !! إذ هو على العكس من ذلك تماماً، فأعماله حظيت بتقدير عالمي، بل لعله أكثر الفنانين المغاربة شهرة في أوروبا في تلك الفترة .. ولوحاته هي الأغلى ثمناً بين الرسامين العرب الذين دخلوا سوق الفن في الغرب. ويظهر هنا فن الرسم الأكاديمي من الطراز الأول ألوان مدهشة .. واقعية متناهية الدقة .. إبراز للتفاصيل .. لكنه !! أتقن فن التعامل مع الواقع فأخرجه من واقعيته الفوتوغرافية، فأضفى على اللوحات تدفقاً شعرياً .. يشد المشاهد .. ليدفعه للتأمل.