منذ انطلاقتها في عام 2006م حددت جائزة الشيخ زايد مجموعة أهداف واضحة وجلية تشكل مجتمعة في نهاية المطاف الآمال التي ترجوها، ومن أهمها تشجيع المبدعين والمفكرين في مجالات المعرفة والفنون والثقافة العربية والإنسانية، وتكريم الشخصيات الأكثر عطاء وإبداعاً وتأثيراً في حركة الثقافة العربية، والاحتفاء بالمبدعين والمفكرين والمثقفين، وحث الموهوبين على العطاء الفكري، والمساهمة في تشجيع النشر العربي وحث الناشرين على تقديم كل ما يساهم في الارتقاء بالعقل العربي ويرفد الثقافة العربية بما هو جديد ومميز ومواكب لقضايا العصر، كما حرصت الجائزة على المساهمة في الارتقاء بالإنتاج الإبداعي في مجالات التقنية والاستفادة منها في تطوير الثقافة والتعليم في الوطن العربي وتنشيط حركة الترجمة الجادة ودعم الأعمال المميزة التي تسهم في رفع مستوى العلوم والفنون والثقافة في الوطن العربي بالاضافة الى الاهتمام بأدب الطفل العربي وحض الكتاب المختصين على طَرءق المجالات الإبداعية التي تسهم في تنمية عقل الطفل العربي وإنارة وعيه من أجل خلق جيل واع لقضايا العصر ناهيك عن اهتمامها بدفع المبدعين والمفكرين إلى التنافس في خلق المشاريع الإبداعية والطروحات الفكرية المتحققة في مؤلفٍ مميز. وتصل القيمة المادية للجائزة الى سبعة ملايين درهم إماراتي أي مايعادل مليوني دولار أمريكي، حيث يمنح الفائز في كل فرع جائزة مالية قدرها 750ألف درهم وميدالية ذهبية تحمل شعار الجائزة المعتمد، إضافة لشهادة تقدير للعمل الفائز ، في حين تبلغ قيمة جائزة شخصية العام الثقافية مليون درهم. وقد بلغ عدد المشارَكات للدورة الأولى 1224مشارَكة في الفروع التسعة للجائزة وفي إطار حرصها الكبير على أن تصل بالجائزة لمصاف الابتكار والإبداع قامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتشكيل لجان متخصصة تضم خبراء ومختصين في مجال الفعاليات الثقافية والفنية والجوائز الإبداعية على مستوى المنطقة والعالم مقدمة بذلك عملاً ثقافياً فريداً من نوعه وعلى مستوى وفق أسس علمية وموضوعية أساسها العمل الإبداعي والتميز فيه دون النظر لأية معايير أخرى. وعندما نتحدث عن جائزة الشيخ زايد للكتاب فإنه من نافل القول أن نشير بالفخر والتقدير لهذه البادرة الثقافية المتميزة التي من شأنها أن تضيف صفحة ناصعة أخرى في تاريخ إمارة أبوظبي الثقافي، حيث تصر هذه الإمارة على أن تكون دائما موئلا للثقافة العربية انطلاقا من حرصها على تاريخها العربي الأصيل، كما أن هذه الجائزة تمثل بوضوح أهمية استخدام المال والإمكانات المادية في الأطر الثقافية، وبناء الشخصية العربية، إنطلاقا من مقولة آمن بها وسعى لأجلها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) وهي أن الإنسان أغلى ما في الوجود وأن بناء الإنسان يعد الهدف الأسمى في كل نهضة حضارية .. ولعل ما يميز جائزة الشيخ زايد للكتاب أنها أصبحت وخلال مدة قصيرة من الزمن واحدة من أهم الجوائز العالمية في غضون فترة محدودة جداً، واستطاعت أن تكتشف المواهب الكبرى، ولا أدل على ذلك من الأثر الإيجابي للجائزة في الثقافتين العالمية والعربية، ويعود ذلك الى نزاهة الجائزة عن طريق معاييرها الحديثة المحايدة، ودعم الفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة المباشر لها، ودعم وتشجيع القائمين عليها. وإذا كان لنا ما نقوله في هذه المناسبة فهو أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعد وبحق وساما جديدا على صدر ابو ظبي التي تلبس في كل يوم حلة ثقافية جديدة وتنطلق بقوة نحو مستقبل ثقافي وحضاري مميز. @ المدير الإقليمي لمكتب دبي