بدأت أوساط التقنية تتساءل عن الخطوة القادمة في التخلص من الفأرة التي أصبحت تمثل حركتها هماً بالنسبة لمن يريد تنفيذ الأوامر بسرعة، ولعل أكثر عيوب الفأرة هي صعوبة التحريك على الاسطح الناعمة، كما ان البعض يحتاج إلى وقت طويل إلى حين التعود عليها وخاصة كبار السن، وتتعرض انواع مثل الفأرة ذات الكرة المتحركة إلى التقاط القاذورات إلى داخلها ثم تعطلها، أما الفأرة الليزر فتتأثر بقوة من السطح الملامس لها وهي سريعة العطب فينتقل المؤشر فجأة من مكان إلى مكان بعيد على الشاشة فتتوه العين عن المؤشر ونسرح بنظرنا في أرجاء الشاشة بحثاً عنه، ويتضايق الكثيرين من كثر الضغط على الفأرة للوصول للهدف المنشود ويسعى المبرمجون إلى إختصار عدد الضغطات على البرنامج، أما في الالعاب فإن الفأرة فقدت تسعين في المئة من قيمتها كأداة للتحكم في أثناء اللعبة مما يثبت فشلها الذريع حيث تحتاج الألعاب إلى دقة كبيرة وسرعة في ردة الفعل مع نسبة خطأ صغيره جداً، ولهذا تعجز الفأرة عن الإيفاء بهذه المتطلبات. ملاحقة العين هل تكون الأفضل ظهرت فكرة ملاحظة حركة العين وإستغلالها في عمليات التحكم في إستخدامها في النطاق العسكري وتركيبها على خوذة قائد الطائرة العسكرية حيث تنشغل يدا الطيار بالتحكم بالطائرة التي تسير بأسرع من الصوت وفي مواجهة مميته مع اعدائه ولكن الدراسة التي قام بها العالمان الامريكيان روبرت جاكوب وكيث كران اكدت ان الفكرة كانت مطروحة منذ اكثر من مئة عام حيث قام العالم جافال بتاليف كتاب عن مجال الرؤية عام 1878م وطرح فيها مجموعة من الافكار الخاصة بتسجيل حركة العين ومتابعتها وتبعه بعد ذلك ثلاثة علماء هم جود وماكليستر وستيل بطرح نظريات اكثر تطوراً في هذا الصدد عام 1905م ولكنها كانت في البعدين فقط وقام ماكورث بتأليف كتاب آخر عام 1958يتحدث عن طرق تسجيل حركة العين في مواجهة الأجسام المتحركة وطرق تفاعل العين معها .ومع الوقت أصبحت حركة العين قادرة على تحقيق التحكم الكامل في الاجهزة والمعدات وذكرنا مثالا على ذلك في القطاع العسكري، وينقسم هذا العلم إلى جزءين من ناحية البعد عن العين وهما متابعة قريبة وأخرى متابعة عن بعد، ويتكون جهاز المتابعة اساساً من كاميرا وحساس للضوء ونظام يقرأ التغيرات التي تطرأ على حركة العين، وفي نظام متابعة العين عن قرب يلبس المستخدم خوذة او إطار على الرأس وتوضع الكاميرا على جانب حدى العينين لترصد حركتها وتنقل الحركة عبر الأسلاك إلى جهاز الحاسب المزود بنظام المتابعة، اما النظام الثاني فإن الكاميرا تكون بعيدة جداً قد تصل إلى اكثر من متر وتقوم اللمبة بإرسال اشعه فوق الحمراء بإتجاه العيون وتقوم الكاميرا بأخذ الإنعكاس إلى الحاسب الذي يرصد موقع العين والقرنية ويحدد إتجاه الحركة بشرط تحديد بُعد الشاشة عن الرأس وإن كانت بعض الانظمة الحديثة قد مكنت الكاميرات من تحليل الصور ومعرفة بُعد الرأس عن الشاشة حيث يتم تثبيت الكاميرا بقرب الشاشة بشكل ثابت ويتوقع أن تصبح الكاميرات مستقبلاً مخفية في جسم الشاشة بشكل مدمج. أجهزة حديثة.. في السوق لعل واحدة من اجمل وأحدث الشاشات في السوق هي تلك التي تم طرحها من قبل شركة توبي وهي الشاشة Tobii t120 التي تعمل بحركة العين وهي مزودة بكاميرا مدمجة وبرنامج ذكي ملحق على هذه الشاشة ذات 17بوصة من نوع TFT ولكن الشاشة ليست كل شيء بل ان التوقعات تؤكد ان العين ستكون عنصراً مهما في التحكم بالالعاب والإتصال بين الناس كما في الجوالات مثلاً وأيضا في التسويق حيث تقوم اجهزة بمتابعة حركة العين وتسجيلها ومعرفة الأشياء التي تلفت إنتباه البشر من رجال ونساء واطفال بمختلف أعمارهم وتأثير الالوان والحركات عليهم وإستغلا هذه المعلومات في أعمال التسويق والدعايات وغيرها.