التقى وزيرا خارجية ودفاع روسياوفرنسا في العاصمة الفرنسية باريس، في إطار المجلس الروسي الفرنسي للتعاون الأمني، وقد تم خلال اللقاء مناقشة سُبل التعاون الإيجابي لروسيا مع حلف الناتو، والتحضير لاجتماع مجلس روسيا الناتو، خاصة وأنه من المقرر أن تشهد بوخارست المشاركة الأخيرة للرئيس الروسي المنتهية ولايته فلاديمير بوتين. ودعا وزير الخارجية الروسي عقب اللقاء إلى توقيع اتفاق بين حلف الناتو ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي (روسيا- أرمينيا- أوزبكستان- بيلاروسيا-كازاخستان- طاجيكستان- قرقيزيا) لتنسيق التعاون في أفغانستان، كما أوضح وزير الدفاع الروسي "سيرديوكوف" أن آفاق التعاون بين روسيا والناتو مازالت كبيرة وممكنة. وقد بحث الجانبان مشاركة روسيا في عمليات حفظ السلام في تشاد، حيث أشار وزير الدفاع الروسي إلى أن الرئيس الروسي قد أعطى أوامره بالمشاركة في عمليات حفظ السلام في تشاد وأن قد تم تحديد قوام القوات المشاركة وتخصيص الميزانية اللازمة لها. وعن الوضع في لبنان أكد لافرورف على الموقف الروسي الرافض للتدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية، وعن مؤتمر موسكو للسلام في الشرق الأوسط، أكد على أن جولته في المنطقة والمقررة في الفترة من 19إلى 21مارس الجاري من شأنها استيضاح مواقف الأطراف المعنية من هذا المؤتمر، موضحاً أن مؤتمر موسكو لا بد وأن يُقدم إضافة إيجابية لعملية السلام وأن يكون لدى أطراف النزاع الاستعداد لهذا المؤتمر. وأكد لافروف على أن سياسة روسيا الخارجية مع الرئيس المنتخب "دميتري ميدفيديف" لن تتغير خاصة في علاقات روسيا مع فرنسا وأن ميدفيديف سيحافظ على نفس نهج السياسة الروسية الحالية. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي "برنارد كوشنير" أنه على الرغم من وجود اختلافات بين فرنساوروسيا بصدد الملف الإيراني والوضع في كوسوفو إلا أن الحوار مازال مستمراً بهدف التوصل لمواقف مشتركة، ودعا لافروف المجتمع الدولي للحوار مع إيران، منوهاً "أننا نبذل كل ما يمكن لبدء حوار جديد مع إيران". وقد أشار بيان وزارة الخارجية الروسية إلى أن الجانبين يعتزمان اتخاذ خطوات مشتركة من شأنها أن تعطي عملية السلام في الشرق الأوسط دفعة قوية إلى جانب الوضع في لبنان، مضيفاً أن المباحثات قد تناولت تطوير العلاقات الثنائية في إطار الاتحاد الأوربي وأن روسيا تعول على الدور الفرنسي لإعطاء العلاقات مع أوروبا دفعة جديدة وكسر حالة الجمود التي أصابت الإعداد للمفاوضات حول اتفاق الشراكة الروسية الأوروبية منذ الفيتو البولندي خلال عهد الحكومة السابقة في وارسو، إلى جانب مناقشة تسهيل حركة المواطن الروسي لدول الاتحاد الأوروبي وصولاً للإعفاء من ضرورة حصوله على تأشيرة الدخول اللازمة، خاصة وأن فرنسا من المقرر أن تتسلم قيادة الاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من عام 2008.ومن جانبه وخلال حديثه لقناة "فيستي" الروسية الإخبارية عبّر مندوب روسيا لدى حلف الناتو "دميتري راجوزين" عن اعتقاده بأن اجتماع مجلس روسيا الناتو والمقرر انعقاده في بوخارست في أبريل القادم، لن يحقق نتائج إيجابية لكسر حدة التوتر في العلاقات بين الجانبين وذلك على الرغم من مشاركة الرئيس بوتين في الاجتماع وأن كافة القضايا الخلافية من المقرر طرحها على طاولة المباحثات.