الفترة الحالية كما صرح بذلك العديد من المبتعثين الطلاب الشباب هي "للطالبة السعودية المبتعثة التي تقوم بإعداد الأيام السعودية وتقديم الثقافة النسوية للنساء الأجانب ومن ثم التعمق الأبعد للحياة الاجتماعية المحلية في المدن والقرى الصغيرة". ففي جامعة بتسبرج في ولاية بنسلفينيا قدمت الطالبات السعوديات مؤخراً يوماً نسائياً سعودياً وقام عدد من الطالبات المبتعثات هناك بإعداد معرض نسوي يحكي الواقع الاجتماعي وتقديم صورة من واقع الحياة اليومية للمرأة السعودية.. وقالت الطالبة أماني علام من اللجنة المنظمة للحفل بأن الاستعدادات لهذا المعرض بدأت منذ أكثر من شهرين من أجل ابراز الدور الإيجابي للمرأة السعودية في المجتمع والتعريف بالدور النسائي والعملية التعليمية للفتاة السعودية.. وقدمت الطالبة أمل نمنقاني عرضاً وإعداد لوحتين كبيرتين تتحدثان عن عادات الزفاف وحفلات الزواج في المملكة والكيفية التي يحتفل بها الناس وعن النظام العائلي وأهمية الأسرة في المجتمع والدور الذي تلعبه المرأة في الدائرة الأسرية وفي الحياة الاجتماعية عموماً. في المعرض لبس العديد من الزائرات الأمريكيات "الطرحة والعباءة السعودية" وتقول الزائرة ستيفاني "أمر أكثر من رائع ومدهش فعلاً.. لبسي للطرحة السعودية يخيل إلي كم أنا جميلة.. إنها خفيفة وألوانها زاهية وقد دعتني صديقتي لزيارة المعرض إلا أني لم ألق لها بالاً في بداية الأمر ولكن بعد إلحاحها أتيت وجيد أن الفرصة لم تذهب عني".. فقد تم تخصيص زاوية للبس العباءة والطرحة وثوب نسوي مطرز بالطريقة المحلية بعد أن تم نصب رواق خيمة مع جلسة عربية مميزة داخلها يمكن للسيدات فيها التقاط الصور.. كما تم بيع عدد من التذكارات السعودية مثل الشماغ والدلة والمبخرة والسبحة اضافة لتوزيع معلومات عامة عن الحجاب والمرأة في السعودية وتاريخ الحناء وعدد من الوصفات لأكلات سعودية مشهورة. فن الرسم على اليدين كان من اختصاص السيدة سعاد رحمت الله التي تقوم بنقش الحناء على أيدي الزائرات وبأشكال توحي بالتراث الشعبي القديم وتؤدي أشكالاً من الزخارف المتنوعة على حسب ذوق الزائرات اللاتي اصطف العديد منهن لأخذ فرصة في طبع الحناء على أكف أيديهن علامة "للجودة السعودية". شمل المعرض النسوي ايضاً فقرات اخرى متنوعة مثل "القرقيعان" أداها عدد من الأطفال وأبناء وبنات الطلاب والطالبات المبتعثين والمبتعثات.. كما قامت إحدى الطالبات بشرح وإعداد لعبة "الكمكم" الشعبية اضافة لتقديم وبيع أهم الحلويات المصنوعة محلياً للضيوف. كما قدمت المواطنة الأمريكية ريتا عرضا عن تجربة حياتها حينما كانت تعيش في المملكة لخمس سنوات وعن الواقع الاجتماعي للمرأة السعودية وكيف انها كانت تجربة سعيدة بالنسبة لها ولزوجها ايضاً الذي كان يعمل هناك.. وتناولت المحاضرة نماذج من واقع الكرم السعودي ولمواقف تشير لوجود الأخلاق النبيلة المتمثلة بالأمانة.. وقالت ريتا ان هناك تصورات خاطئة لدى المجتمع الأمريكي حول وضع المرأة في المملكة وذكرت ان عدم قيادة المرأة للسيارة هناك لم يكن يحد من مقدرتها على التنقل والسفر داخل مناطق المملكة وأنها اعتادت عليه بعد فترة من الزمن وبيّنت أن ما يميز المجتمع السعودي هو التماسك العائلي والترابط الأسري المفقود في المجتمع الغربي.