ضمن النشاط الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب اقيمت مساء أمس ندوة بعنوان (حوار مفتوح مع الناشرين: كيف تنشر كتابا) ادارها الأستاذ محمد الحرز والأستاذة وفاء الطجل وشارك فيها كل من عبدالرحيم الأحمدي وعبدالمحسن القحطاني ونبيل مروة، وقد اعتذرت ثريا بترجي عن الحضور، بداية تحدث الأستاذ نبيل عن معنى الثقافة وهي المعرفة التي تؤخذ عن طريق الاخبار والتلقي والاستنباط، والفرق بينها وبين العلم ثم تحدث عن صناعة النشر والناشر الذي يعتبر حلقة الوصل بين من ينتج المعرفة وبين المستهلك وبين بأن الكتاب يمر بثلاث مراحل وهي التأليف والطباعة والتوزيع ومعوقات كل منها كعزوف القارئ وانتشار الأمية والرقابة وانتشار الوسائل الإعلامية الأخرى وكذلك التكاليف. بعد ذلك تحدث الأستاذ الأحمدي عن هم الناشر بقوله: بأن مهنة النشر مهنة قديمة لها آداب وقيم وقد اصبحت الآن من مظاهر التقدم وأداة تواصل بين الشعوب وهي التي تبرز الوعي العلمي والتقدم الثقافي، ويضيف بقوله انه كلما تقدم المستوى العلمي تسهل عملية النشر والتأليف ولأن النشر في مطلع هذا العصر كان في بلادنا قليلاً لندرة المؤلفين والمستوى الثقافي نشأت الرقابة والضوابط المفروضة على المؤلف. ويضيف الأستاذ الأحمدي بأن دور النشر تواجه مواقف كثيرة، فالمؤلف يعتقد بأن الدور تبتزهم والناشر يبحث جاهدا عن منافذ للتسويق ومنافذ التسويق تتحكم بها المزاجية والرغبة لذلك نشاهد تكدس الكتب في المستودعات ويواجه الناشر ما يترتب على ذلك من مشاكل مادية والمؤلفون يشتكون ويتضجرون ويظنون بأن الناشر هو المتسبب وذلك لجهلهم بما يدور في عمليات التوزيع. ويعلل الأستاذ الأحمدي الاقبال الكبير على معارض الكتب بينما تواجه المكتبات العامة العزوف بأن المكتبات العامة لا يتوفر فيها الكتب الكافية التي يحتاجها القارئ فتوزيع الكتاب يعتمد على القارئ والقارئ لا يستطيع ان يجد ما يريد في المكتبات لأنها ترفض استقبال كثير من الكتب وكذلك نجد المؤسسات الحكومية تعيق التوزيع بفرض الرسوم على الكتاب. ويضيف بأن الناشر يشارك المؤلف الهم وتواجهه نفس المعوقات، فبعض المؤلفين السعوديين يضطرون للطباعة خارج الحدود اما بسبب الرقابة وإما بسبب التكاليف، مع ان الرقابة في المملكة العربية السعودية اصبحت اكثر تسامحاً وانفتاحاً، ويضيف الأحمدي بأن التطور في المملكة طال الكثير من المجالات وينبغي ان تواكبها نقلة راقية للكتاب. ويختتم حديثه بقوله اتمنى ان تأخذ وزارة الثقافة والإعلام في خططها القادمة بدعم المؤسسات المعنية بصناعة الكتاب. بعد ذلك قدم الدكتور عبدالمحسن القحطاني ورقة تحمل تجربة الأندية الأدبية في مجال النشر والمعوقات التي تواجه المؤلف والناشر في ترويج المؤلف ويوصي بأن يكون العقد بين المؤلف والناشر واضحا خاليا من المجازفة والغموض. بعد ذلك تحدثت الأستاذة وفاء الطجل عن هموم النشر لكتب الأطفال بقولها: لابد لكتاب الطفل حتى ينافس المؤلفات العالمية في هذا المجال التي ابهرت الطفل وصنعت منه قارئاً ان لا يكتفي بكتابة النص وطباعته بل يحتاج الى فريق متكامل وعلى قدر من الخبرة والمعرفة يكون فيه الرسام والتربوي والنفسي اي لجنة كاملة تصحح الكاتب ثم تأتي الطباعة بمواصفات ومقاييس مختلفة، وكل هذا يجعل من الكتاب ذا كلفة عالية جداً وعندما ينزل السوق يصطدم بوعي غير متكافيء ولذلك تظهر لدينا الكتب التجارية رديئة الطباعة والرسم، وتختتم مداخلتها بقولها: لكي نرتقي نحتاج الى رفع وعي القارئ عن طريق الاعلام والأسرة بأهمية اقتناء الكتاب المناسب مهما كانت كلفته.