نهائي بطولة كأس ولي العهد الأمين والذي انتهت هلالية بهدفين مقابل لا شيء للاتفاق. في تلك الليلة الجميلة تخللتها صحوة رياضية تجلت بالعطاءات الفنية التي سطرها كلا الفريقين على ارض استاد الملك فهد وزينتها تلك المدرجات التي كساها الحضور الجماهيري الغفير مردداً الأهازيج الراقية في كل معانيها والتي تنم عن وعي رياضي تحلت به الجماهير الرياضية السعودية كعادتها. لم ينقص ذلك المهرجان والعرس الرياضي شيء. فقد كان التنظيم رائعاً واخرج بصورة تليق بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير مدينة الرياض، كنت أتمنى ان تكون هذه المباراة تحت قيادة تحكيمية سعودية بدلا من الطاقم الألماني بقيادة الحكم نورسيتن كنهوفر ومساعديه الذين وقعوا في اخطاء كثيرة لا يقع فيها كثيراً من حكامنا فقد كان هذا الحكم غير ثابت في قراراته فظهر عليه التباين والاختلاف في منحه البطاقات الصفراء ثم تخليه عن حالات الطرد لمن منح إنذار ولأكثر من ثلاثة لاعبين منهم تفاريس وطارق التايب وراشد الرهيب ناهيك عن ضعف لياقته البدنية في كثير من أوقات المباراة مما جعل كثيرا من اللاعبين يرتكبون اخطاء بعيداً عن أعين الحكم في ظل عدم متابعة من المساعدين الذين لم يتدخلوا في حالات كثيرة وقعت بالقرب منهم ظلوا متفرجين لم يقدموا مساعدة لحكم الساحة. صدقوني لو ان تلك الأخطاء وقعت من احد حكامنا لعلقت المشانق وألقيت التهم التي تعودنا على سماعها بعد اطلاقها بدون تردد ولا خوف ولا حياء وصلت الى حد التشكيك بالذمم والضمائر وبتلك الثقافة القانونية الضعيفة بل والمعروف لدى بعض الإداريين الذين لا يدركون خطورة تلك التصاريح القاتلة والتي تحد من تطلعات حكامنا والأخذ بأيديهم والصفح عن بعض الأخطاء الطبيعية والتي هي جزء من منظومة كرة القدم. الكثير من الأقلام لم تتطرق الى الأخطاء التي يقع فيها الحكام الأجانب وكأنهم معصومون من الأخطاء أو انهم بريئون منها صحيح ان مزمار الحي لا يطرب. الا وان نستقدم الحكام الأجانب بعشرات الآلاف من الدولارات أتمنى ان نعيد النظر وان نقلل من حجم تلك الخطوة التي تضر بمستقبل التحكيم لدينا. ابناؤنا بحاجة الى المساندة والصفح وهم أحق بتلك المبالغ التي تقدم كمكافأة لأصحاب القبعات والله من وراء القصد. @ استاذ محاضر في قانون كرة القدم