كتب الدكتور ديفد كاتز مدير مركز الوقاية التابع لكلية الطب في جامعة ييل في الولاياتالمتحدةالأمريكية مقالاً بعنوان: " Fed up with Bad diet Advice طفح الكيل من نصائح التغذية السيئة". والمقال يتحدث عن معاناة الكثيرين الذين اختلطت عليهم الأمور بسبب كثرة النصائح المتعلقة بالتغذية التي كثيراً ما تكون بعيدة عن الواقع أو غير قابلة للتطبيق. يقول الدكتور كاتز: لقد ظننت- أوبالأحرى تمنيت- أن يكون عصر نصائح التغذية السخيفة مثل:(كل ما تريده شريطة أن تقلل من الدهون) أو مثل (قلل من النشويات) قد انتهى، ولكن ظهور كتاب جديد عنوانه: السعرات الجيدة والسعرات السيئة Good Calories. Bad Calories يثبت أن إزعاج نصائح التغذية غير المعقولة لا يزال مستمراً. فصفحات الكتاب الخمسمائة تدافع عن المنظور التغذوي لكاتبه الذي يتلخص في أن النشويات هي أساس كل شر في التغذية، وأن السعرات الحرارية ليست لها أهمية. والمفهومان غير صحيحين ولا معقولين. فقد مضت سنوات طويلة مذ كنا نسمع نصائح مثل( فقط قللوا من الدهون) . واستجابة لعلم التغذية في تطوره أصبح من المتعارف عليه التفريق بين الدهون النافعة والدهون الضارة. وأنا متأكد أنكم قد سمعتم أن زيت الزيتون وزيت السمك مفيدة لكم، ولكن يبدو ان كاتب الكتاب لم يسمع بذلك. وقد تغيّر منظوري أنا للأمر خلال السنين، فمن الاعتقاد أن التقليل من الدهون أمر جيّد اتجهت إلى الاعتقاد ان كمية الدهون مهمة ولكن الأهم منها هو نوعية الدهون. ومن المعروف أن أنواعاً معينة من الدهون التي مصدرها الغذاء (خاصة معظم الدهون المشبعة saturated fats والدهون المحوّرة trans fats) ترتبط بشكل مقنع بكثير من المشاكل الصحية من البدانة إلى أمراض القلب والشرايين. ولكن الكتاب المذكور أعلاه يتجاهل ذلك بإقناعنا أنه بما أن جهود التقليل من الدهون لم تنجح في تحسين مستويات الصحة العامة فقد أخطأنا باعتقادنا أن تعرضنا للدهون التي مصدرها الغذاء هو السبب المباشر. لقد استبدلنا أطعمتنا الذي كانت ولا تزال محملة بالدهون المحتمل ضررها بأطعمة محملة بالنشويات المكررة والسكريات المضافة. والواقع أننا لم نقلل الدهون بالفعل بل قمنا بتمييع سعرات الدهون بتناول أطعمة مصنعة قليلة الدهون. وعندما خلق لنا ذلك مشاكل صحية قمنا بالتقليل من النشويات ليس عن طريق الحد من تناول النشويات المكررة والسكريات المضافة بل عن طريق تناول المزيد من الأطعمة المصنعة التي ليست لها قيمة غذائية واضحة والتي تقل فيها النسبة الفعلية للنشويات النافعة. وفي رأيي (يؤكد الدكتور كاتز) أن موقف (الدهون التي مصدرها الغذاء سيئة) الذي يهاجمه الكتاب لم يعد سائداً، كما أن موقف (النشويات التي مصدرها الغذاء سيئة) الذي يناصره الكتاب يعدّ بديلاً محزناً. وإليكم ما يجب أن تعرفوه عن الاختيارات التي يمكن القيام بها، والتي لن تتغيّر مع تغيّر النصائح وصدور كتب جديدة في التغذية: هناك ثلاث مجموعات غذائية أساسية هي النشويات والبروتينات والدهون. وأطعمة كثيرة تتراوح بين الحلوى إلى العدس تعتبر غنية بالنشويات. وأطعمة تتراوح بين اللحوم إلى فول الصويا تعتبر غنية بالبروتينات. وأطعمة تتراوح بين اللحوم المصنعة إلى زبدة الفول السوداني تعتبر غنية بالدهون. ومن البديهي أن التغذية الجيّدة لم تكن ولا يمكن أن تكون بالتوقف عن تناول مجموعة معينة من الأطعمة، فالتغذية الجيدة تقوم وستظل قائمة على تناول أطعمة كاملة تنتمي إلى المجموعات الأساسية الثلاث