تأتي الجنادرية على أرضها بالرياض.. عبق التاريخ ومجد الحضارة وعاصمة الوطن لتنير للعالم أجمع.. وتنشر بيارق التراث والأصالة في وقت نحن بأمس الحاجة إلى تضافر الجهود ولّم الشعث بين الافراد والمجتمعات.. وكأني أرى الجنادرية اليوم وهي تنهض بهذه المسؤولية.. منذ اطلالتها الاولى وإلى هذا العصر الزاهر لتجسد روح التلاحم والتضامن والألفة والمحبة. والنظر بعيون بعيدة إلى أفق أوسع وشامل من خلاله نتمتع بموروث أمة وتراث أجيال ومعين عالم استقى موروثه من جذور الصحراء الصافية ومجدها الأثيل، ومن خيرات البحار ولؤلؤها ومحاراتها، ومن سنابل السواحل والهضاب والجبال ومن قبل من سموق النخيل وعزته وصهيل الخيول العربية الأصيلة، فغدت جنادرية التراث معلماً لكل آت وقادم إلى أرض الوطن ونوراً ساطعاً لكل مستعلم عن حضارة الوطن وأمجاده التليدة ان ما يقال عن الجنادرية وهي في أوج عزّها وشموخ التفافها مع الآخر لتروي للعالم أننا أمة التواصل مع الماضي والحاضر والآتي، مع انفسنا والآخرين من حولنا.. إذن حضارتنا حضارة ثقافة وحوار وتلاقح مع الغير ومجاذبة مع كل الأطياف التي تنسجم مع قيمنا الخالدة حقاً اننا بحاجة ان نتواصل مع قيم العطاء ونهج السواء ونسق الاحتواء.. ان ما تحققه الجنادرية في ادوارها السابقة والحالية شيء مدهش ومثير يستحق وبجدارة كل الاحترام والتقدير والشكر. وهو ليس وليد الصدفة أو بنت اللحظة، بل هو نتاج تخطيط ومتابعة وتنفيذ وطموحات رجال قادوا الناس بعلمهم وحلمهم وسمّوهم فالى الامام يا وطن التقدم والنمو والعطاء وكل عام والجنادرية في عيون الغير أجمل وأحلى وأصفى وأكمل والكل يشمِّ من عرار نجد أصالة الماضي وقوة الحاضر وجمال المستقبل.