برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية نظمت الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء (الأربعاء) الندوة الطبية المتخصصة عن السمنة لدى الأطفال وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة لسباق الجري الخيري السنوي الثالث عشر بفندق الخليج مريديان. وأكد الدكتور غازي سامي عبد الله اختصاصي الطب الوقائي وطب المجتمع بمستشفى القوات المسلحة بالجبيل وعضو الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء أن السمنة أصبحت مشكلة عالمية يعاني منها أكثر من مليار شخص في العالم، وذلك يعني أن واحداً من ستة أشخاص يعانون من ذلك، وفي مجتمعاتنا العربية وخصوصاً الخليجية والسعودية تحديداً يعاني حوالي 20% من الشعب السعودي من السمنة، وهناك أكثر من 60% من السيدات يعانين منها و44% من الرجال و18% من المراهقين و 3ملايين طفل، وذلك يتطلب إعادة النظر فيما يجب عمله تجاه هذه المشكلة الخطيرة إذ لا بد من تضافر الجهود لمكافحة السمنة. وقال الدكتور عبدالله إن الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء عقدت هذه الندوة العلمية لبحث هذه المشكلة، وأشار الى أن هناك فعالية أخرى في 10مارس تثقيفاً بهذا الموضوع، وسيعقد في الثالث من أبريل القادم ندوة علمية مخصصة للمجتمع في (سايتك)، ونوه بدور الإعلام في حملات مكافحة السمنة، مطالباً بدق ناقوس الخطر لهذه المشكلة وإلا فإننا في خلال عشر سنوات سنواجه مشاكل متضاعفة اجتماعية ونفسية وصحية واقتصادية. وفي سؤال ل "الرياض" عن دور الوراثة في السمنة، قال الدكتور عبد الله إن هناك أيضاً العامل الهرموني المتمثل في الغدد الذي قد يعلق عليه البعض كشماعة لسبب المرض بينما النمط الغذائي وما يلعبه الأهل في هذا الإطار له دوره الكبير في ذلك، بحيث يكونون قدوة لأولادهم فإذا كانت الأم سمينة ستكون نسبة بدانة الأطفال بنسبة 30- 40% أما إذا كان الوالدان سمينان فإن نسبة سمنة أطفالهما ستكون بنسبة 70% ولذلك فإن نمط وأسلوب الحياة مهم جداً في تحديد السمنة من عدمها، مما يعني أنه يجب تحوير النمط الغذائي فنحن ندفع ثمن الرفاهية التي نعيشها وكسلنا. وأضاف الدكتور عبدالله: السمنة مستودع للأمراض لأن من مضاعفاتها ارتفاع السكر بالدم والقلب والمفاصل وأثبتت الدراسات الحديثة تسببها في سرطانات بصورة مؤكدة وإضافة الى ذلك التسبب في أمراض نفسية بالانعزال عن المجتمع والطفل السمين محل انتقاد المجتمع، ومضاعفات ذلك لها تأثيرها الاقتصادي المباشر إذ أنها تكلف مليارات الريالات ولذلك علينا أن نتوجه بالدرجة الأولى للوقاية والدفع فيها لا يعادل ما ندفعه في مكافحة والانفاق على أمراض السمنة وللأسف هناك قصور في التوعية والتثقيف بتوجيه الناس الى العادات الصحية الصحيحة والى الرياضة لمدة نصف ساعة يومياً. وعن الجراحة قال الدكتور عبدالله: إنها آخر ملاذ والأفضل البحث عن بدائل أخرى وأكد على أنه يجب أن نذهب الى الناس وهم أصحاء قبل أن يأتوننا مرضى بالتثقيف والتوعية والرعاية حتى نقلل من المرض وذلك ما يجب أن يتحول الى سلوك وليس حديثاً، وما يصرف على مضاعفات السمنة من أمراض كالسكر وبتر الأطراف نتيجة لذلك في السعودية وحدها يبلغ حوالي خمسة مليارات ريال سنوياً، وعن ربط المعدة كإجراء علاجي قال إن هذا الخيار يبقى في حالة فقدان الخيارات الأخرى ولا أنصح به من منطلق استخدام ما أنت بحاجة اليه فعلاً وعدم اللجوء الى ذلك إلا في حالة ارتفاع حجم الضرر وبروز الحاجة الى تعديل وضع خاطئ.