أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز - نائب أمير منطقة حائل - عن تشكيل فريق عمل من الاقتصاديين ورجال الأعمال والصناعيين يأخذ في غضون شهر مهمة بلورة وتشخيص كافة التفاصيل لوضع محددات وسبل تعزيز العوائد الاقتصادية لمنطقة حائل، عبر قيام شراكة بين القطاعين العام والخاص مبنية على أساس التكامل في منظومة العمل الاستثماري في المنطقة. وجاء في اللقاء الذي عقده نائب امير منطقة حائل مع رجال الأعمال والصناعيين وتجار المنطقة وجمهور من المهتمين بالشأن الاقتصادي والاستثماري.. وذلك في قاعة معالي الدكتور خالد الخلف في مقر الغرفة التجارية بحائل وبحضور وكيل إمارة منطقة حائل الدكتور سعد بن حمود البقمي.. ومشاركة رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بحائل خالد بن علي السيف ورجل الأعمال المعروف علي الجميعة ومعالي الدكتور خالد الخلف وأمين أمانة حائل المهندس عبدالعزيز الطوب وأمين هيئة تطوير حائل أمين مجلس المنطقة المهندس إبراهيم البدران ورجل الأعمال منصور العمار ورجل الأعمال حمود الرضيمان ورجل الأعمال عليان الطهيمي.. جاء في اللقاء أن أقر الأمير عبدالعزيز بأن التنظير والتوصيف لا يؤديان إلى إنشاء أو تشكيل منظومة اقتصادية ديناميكية ومتكاملة وواعدة في آن واحد.. مالم يكن هناك سياقات تستوعب إستحقاقات المرحلة وتجاري حراك السوق.. مؤكداً على ضرورة انتهاج الجميع في القطاعين العام والخاص مبدأ الشفافية والوضوح في التعاطي مع الشأن الاقتصادي في المنطقة للوصول إلى النتائج المستهدفة والتي أكد أنها ستتحقق فقط إذا ما رصت الصفوف وتكاملت الرؤى حول سبل تحقيق التنمية الاقتصادية للمنطقة بما يرفد ويعزز إفرازاتها في المدى المنظور والمتوسط والبعيد. وفي هذا السياق دعا الأمير عبدالعزيز بن سعد رجال الأعمال والمهتمين للاستفادة فوراً من كافة الفرص الاستثمارية المتاحة في المشاريع الصغيرة والكبيرة وفي قطاعات مختلفة كالزراعة والصناعة والتعدين وقطاع السياحة المحلية.. وذلك قبل أن تتلقفها الأيدي القادمة من الخارج عبر بوابة السوق المفتوح وفقاً لاستحقاقات التجارة العالمية التي أصبحت المملكة جزءاً من منظومتها الاقتصادية. وخلص سمو نائب أمير حائل إلى أن في حائل العديد من الفرص القائمة المتصلة بمشاريع البنى التحتية والفوقية.. والتي تنتظر مبادرات رجال الأعمال في المنطقة كمصنع الأسمنت والمشاريع الزراعية التخصصية ذات الطبيعة التجارية الطبية التي تحفظ التوازن البيئي.. عبر الدخول في شراكات تمهد لتوطين التقنية العالمية في مجال طب الأعشاب وتصنيع الأدوية الطبية.. لافتاً سموه إلى أنه سمع أخباراً مشجعة من الهيئة العامة للاستثمار حول وضع التعدين في منطقة حائل وما تكتنزه المنطقة من ثروات طبيعية هائلة ذات جدوى اقتصادية محفزة.. منوهاً إلى أنه وضمن فعاليات رالي حائل الدولي تكمن العديد من الفرص ذات الجدوى والعوائد الاقتصادية المشجعة.. مشيراً سموه إلى السعي حالياً لإيجاد مقر دائم للفعاليات السياحية في المنطقة والأنشطة الرديفة بحيث تستثمر على نطاق واسع ابتغاء تحفيز الحركة السياحية والتجارية طوال العام. وأشار سموه إلى أن مشروع متنزه المسمى البري المزمع إقامته على مساحة 2700كلم سيشكل رافداً اقتصادياً واعداً ويجلب العديد من الفرص الوظيفية والعوائد الاقتصادية التي تصب في صالح تنمية المنطقة على الصعيد الاجتماعي والسياحي والاقتصادي والثقافي. وأعلن الأمير عبدالعزيز عن تدشين فعاليات تراث الصحراء السياحي مطلع الشهر القادم الذي يشتمل على طيف واسع من الفعاليات الصحرواية المستمدة من البيئة المحلية.. داعياً المهتمين ورجال الأعمال للمشاركة الفاعلة في إنجاح هذه الفعالية السياحية والاستفادة من مردودها الاقتصادي.. مشيراً إلى فرص الاستفادة من مواقع بعض المزارع لتسند مشروع النزل الريفية وتكون متنفساً يستفاد منه في رفد وإسناد تنشيط الحركة السياحية في المنطقة. وكان سمو الأمير عبدالعزيز بن سعد قد قدم في مستهل كلمته التي القاها في لقائه المفتوح برجال الأعمال جملة من التعريفات والتوصيفات والقواعد المتصلة بالشأن الاقتصادي والتنموي في منطقة حائل.. حيث أدرج سموه مفهوم رجل الأعمال بوصفه أهم شريان يقوم عليه الحراك الاقتصادي.. مشيراً سموه إلى أن العلاقة بين رجل الأعمال والاقتصاد والتاجر والمستهلك تتضمن طرفي المعادلة وكلاهما مستفيد. وأكد سموه على منهجية أن تلتقي جميع ألوان الطيف الاقتصادي في المنطقة من أجل الخروج بأفضل المحفزات والنتائج التي تكفل تنامي اقتصادياتها وجذب المزيد من التدفقات والعوائد للمنطقة.. منوهاً سموه بدور الفكر في بناء الاقتصاد المتين المتصف بالتنامي والديمومة والشمولية.. عبر قراءة الواقع والانطلاق بالأفكار إلى أفق يمهد للفكرة من أن تحط على الأرض بسلام. وقال سموه: الفكرة منها ما يحلق إلى الفضاء ولا يستطيع الهبوط إلى أرض الواقع ومدرج الحقيقة.. مضيفاً ونحن هنا من أجل التحليق برجال الأعمال والعودة بهم بسلام من دون إغفال دور الرقابة والتوجيه. وتساءل: إلى متى واستثماراتنا محلية؟ مستدركاً ليقول: أما آن الأوان للانطلاق للعالمية؟.. وأبدى سموه خشيته من أن تصاب الكثير من الأفكار بالعنوسة إذا ما لم يحرك رجال الأعمال مجاديفهم للوصول إلى مقصدهم قبل أن يسبقهم غيرهم. وقال مخاطباً رجال الأعمال: لقد حباكم الله بيئة تغازل كل من له عين تحب الاقتصاد وعالم الاستثمار. وفصل سموه فيما بين دور التاجر القناص للفرص والذي ينمو بنمو غيره إما بدخوله السوق كمستثمر أو عن طريق ما يقدمه للمستهلك مباشرة من سلع وبضائع والذي لا يتحرك إلا بتحرك رجل الأعمال أو المستهلك، وهم - أي التجار - النسبة العظمى من الحراك الاقتصادي في المنطقة.. ورجل الأعمال الذي يجيد ويسهم في رسم الخطط التنموية عامة.. مؤكداً أنه في هذا التجمع يرى الكثير من النخب الاقتصادية.. التي دعاها للشراكة في المشاريع الكبيرة.. منوهاً بأن لديه ورقة عمل تتحرك وفقاً لحجم وحاجة السوق المحلية.. التي وصفها بالواعدة. وعوّل سموه كثيراً على من استطاعوا جلب مصانع ورجال أعمال.. مستدركاً ليقول ونحن هنا نجتمع من أجل رجل الأعمال وصاحب الحرفة الذي يمثل بوابة التاجر. واستفهم سمو الأمير عبدالعزيز عما إذا كنا قد قصرنا مع رجال الأعمال؟.. ليجيب بنعم، نحن مقصرون ونطلب إعطاءنا فرصة لتقديم الخدمة الأفضل لهم. وقال: أتيت هنا لأسمع رأياً وأبدي رأياً تحت غطاء من الشفافية والوضوح والصراحة. إلى ذلك، بدأ الحاضرون مداخلاتهم حيث قدم مدير مشروع السكة الحديد الجاري إنشاؤه في صحراء النفود الكبرى عبدالله الرابح مقترحاً وجه من خلاله الدعوة لرجال الأعمال للمشاركة في الفرص المتاحة في المشروع. ثم عبر الشيخ علي الجميعة عن تفاؤله بما تم طرحه من قضايا تهم الشان الاقتصادي المحلي والمحفزات التي تطرق لها سمو الأمير عبدالعزيز لجلب المستثمرين المحلييين إلى المنطقة.. وطلب الجميعة تشكيل فريق عمل من المجالس الحالية وإلإدارت المعنية. ورد الأمير عبدالعزيز بالموافقة على تشكيل الفريق وإمهاله شهراً حتى ينجز المهمة مذكراً أن الوقت ينفذ وأن المنطقة الآن بحاجة إلى الفكر والمال والابن الصالح من كوادر الوطن المدربة للانخراط في سوق العمل. كما تطرق رجل الأعمال منصور العمار في مداخلته حول السبل الرامية لتعزيز الاقتصاد بالاستفادة من وجود مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية.. بوصفها رافداً مهماً لاقتصاديات المنطقة. وعرج العمار إلى بعض من التعقيدات الإجرائية التي يواجهها بعض رجال الأعمال من الجهات ذات العلاقة.. مشيراً إلى أن متنزه المسمى البري سيمثل علامة فارقة على مستوى الشرق الأوسط. وأشار العمار إلى ضرورة شحذ المدينة الصناعية في حائل والتي تحتوي على 42موقعاً صناعياً لم تستغل بعد. كما لفت رجل الأعمال مشاري المشاري إلى أن يصار إلى آلية تضمن للمستثمرين في مجال الترفيه الحصول على فرصتهم كاملة من حيث الوقت وتكافؤ الفرص بين المتعهدين. من ناحيته، قدم رجل الأعمال عليان الطهيمي رؤيته حول الاستفادة من مسابقات مزايين الإبل وتفعيلها لتكون رافداً اقتصادياً ومعرفياً للمنطقة. وفي هذه الأثناء قدم أحد المستثمرين للأمير عبدالعزيز شكواه من تأخر بعض الإجراءات التي تعوق دون أن يمكن من فتح مشروع لتأصيل الدواجن في حائل.. حيث بادر سمو نائب أمير المنطقة إلى أن يراجعه شخصياً في اليوم التالي لأخذ أوراقه ومتابعتهاً شخصياً. كما قدم رئيس المجلس البلدي بحائل تركي الضبعان رؤية خاصة عن فرص تشغيل الشباب ممن يملكون الفكر ولا يملكون المال. هذا وقد وعد سمو نائب أمير منطقة حائل بإيجاد الحلول العاجلة لكافة القضايا العالقة والتي من شأنها أن تمهد لرجال الأعمال إدراة دفة استثماراتهم لحائل تحت غطاء من الشفافية والمتابعة المستمرة. فيما علق أمين أمانة حائل المهندس عبدالعزيز الطوب بأن أمانة حائل تسعى دائماً لتذليل كافة العقبات أمام رجال الأعمال والمستثمرين المحليين. في حين أعلن الرئيس التنفيذي لجهاز السياحة في حائل عن إقامة متحف حائل بكلفة 40مليون ريال عقب الانتهاء من إيجاد موقع المتحف بالتعاون مع أمانة المنطقة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز قد قدم رؤيته عن تعزيز العوائد الاقتصادية لمنطقة حائل في حوار مفتوح مع رجال الأعمال.. بدئ بالقرآن الكريم فكلمة ترحيبية لرئيس الغرفة التجارية بحائل خالد بن علي السيف تطرق فيها إلى أهمية الشراكة الاقتصادية الفاعلة بين مختلف الجهات بما يشحذ اقتصاديات المنطقة ويسرع وتيرة التنمية المستدامة في مختلف أرجاء المنطقة بدعم ومؤزارة سمو أمير المنطقة وسمو نائبه. وفي ختام اللقاء تسلم سمو الأمير عبدالعزيز درعاً من رئيس الغرفة التجارية الصناعية بحائل، ودرعاً آخر من شركة إعمار حائل.