تعالت شكاوى المستأجرين خلال العامين الأخيرين من الزيادة الملحوظة في إيجارات الوحدات السكنية بجميع أشكالها بينما تذمر الكثير من قدامى المستأجرين الذين لم يستوعبوا بعد هذا الارتفاع الغير مبرر من وجهة نظرهم ويعزون هذه الارتفاعات المتلاحقة في الإيجارات الى جشع ملاك العقارات ورغبتهم في استغلال الأوضاع وزيادة الطلب عن العرض بالسوق. ويشير عقاريون الى وجود تباين ملحوظ بين العرض والطلب مما ساهم في وجود فجوة لابد من تغطيتها بإنشاء المزيد من الوحدات السكنية خلال السنوات المقبلة.. وقد شهدت محافظة الطائف زيادة لافتة لإيجارات الشقق السكنية بشكل عام بعد أن كان هناك تباين بين إيجارات حي وآخر حيث أن وسط المدينة لم يكن يلقى الإقبال من الأهالي ويفضل الكثير السكن بالإحياء التي تبعد عن مركز المدينة إلا أنه في الآونة الأخيرة تلاشت فروق التفضيلات وأصبحت إيجارات الوحدات السكنية ذات الغرف الثلاثة بمنافعها تتجاوز 10آلاف ريال في العام والوحدة ذات الأربع غرف بمنافعها تتراوح إيجاراتها مابين - 2015ألف ريال تبعاً لمساحة كل شقة بينما يتجاوز إيجار الشقة ذات الخمسة غرف سقف 25ألف ريال في العام وهو مالم يكن معهوداً في تاريخ العقار بهذه المدينة السياحية الحالمة، أما إيجارات الدور الواحد من الفلل السكنية فتتراوح مابين - 5030ألف ريال وهو خيار يتجاوز إمكانات ذوي الدخل المحدود ولكن مع ذلك لا يتوفر بشكل كبير ويحتاج استئجار دور في فيلا بضواحي المدينة الى الكثير من البحث للوصول الى الاختيار الأمثل. ويقول رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بالطائف أحمد العبيكان هناك ارتفاع في إيجارات الوحدات السكنية يقدر ب 50في المائة نتيجة النمو السكاني المضطرد وعدم موازاة ذلك بنمو عمراني يستوعب هذا العدد من السكان على الرغم من وجود نشاط عقاري ملموس بالمحافظة وتوسع مستمر للمنشآت المعمارية في مختلف المحاور إلا أن الطائف تعد محافظة جاذبة لسكان القرى وحتى المدن الكبيرة مما جعل الامتدادات العمرانية تمضي بقوة نحو الضواحي والتي بدورها تحولت الى أحياء عامرة بعد ان كانت في يوم من الأيام ارضاً خلاء. وتوقع أن يستمر قوة القطاع العقاري وجاذبية لوقت طويل مع وجود استثمارات ضخمة وإطلاق العديد من المشروعات الجديدة بالإضافة الى النهضة السياحية التي لها دور في تنشيط الإقبال على المدينة، واعتماد المدينة الصناعية والتي ستحتضن أكثر من 200مصنع في البداية لتصل الى 800مصنع في مراحل لاحقة وهذا من شأنه أن يزيد الإقبال على العقارات، وأكد أن القطاع العقاري بات يمتلك جاذبية استثمارية وتفضيلاً من الكثير من المستثمرين لأنه يعد الاستثمار الأكثر ضماناً على المدى البعيد.. وبكثير من الألم يشكي المواطن محمد معيض الوقداني مما لحق به من مالك العمارة التي كان يقطنها منذ 10سنوات متتالية دون أي مشاكل أو منغصات حيث أخرجه المالك بحجة حاجته الى الشقة لتزويج ابنه وإسكانه فيه ويقول مكثت أبحث عن شقة مناسبة لأكثر من 6أشهر الى أن وفقت في استئجار شقة بضعف ما كنت أدفعه وقد اكتشفت أن المالك قام بإخراجي من الشقة لتأجيرها لآخر بضعف المبلغ السنوي الذي كنت أدفعه ولو أبلغني رغبته في رفع الإيجار ما كنت اعترضت.. وفي مكتب عقاري بحي السداد تواجد المواطن سلمان الثبيتي مستفسراً عما يوجد من وحدات شاغرة بالحي ولم يجد مبتغاه وخرج نادباً حظه العاثر فهو قد حزم أمتعته بشقته بعد أن حدثت مشاجرة عارضة بينه والمالك على اثر طلبه زيادة 5000ريال دفعة واحدة في الإيجار السنوي بحجة الغلاء الذي طال كل شيء تقريباً ومنها الإيجارات ويقول لي أكثر من شهرين وأنا ابحث يومياً طول فترة المساء عن شقة مناسبة ولم أجد مبتغاي حتى الآن بينما تزداد الضغوط علي وتمنى أن يجد شقة مناسبة خلال الأيام المقبلة ان شاء الله. وتشير آخر إحصائية للمساكن بالطائف والمحافظات التابعة الى وجود 180ألف مسكن بينما تقدر بعض المصادر العقارية الى قيام أكثر من 20ألف مسكن إضافي خلال السنوات اللاحقة لهذه الإحصائية وتبرز الحاجة الى عدد مماثل من المساكن في الوقت الراهن لمعالجة الاحتياج الحالي نظراً لأن الطائف دخلت الحاجز المليوني للسكان وباتت ضواحي مثل الحوية مصنفة كمدن بعدد سكانها المتزايد والذي تجاوز 100ألف نسمة منذ سنوات.