كثيراً ما نناشد الجهات الأمنية في بلادنا بتعزيز قدراتها في المجالات المختلفة للمزيد من نجاحاتها في استمرار بقاء الوطن والمواطن والمقيم آمنين مطمئنين والإسهام مع سائر بلاد المسلمين والعالم بأسره في تحقيق أمن وسلام دائمين لكن هذا المطلب الغالي كثير لن يتحقق ما لم تتضافر جهود الشعوب والحكومات، لأن هذا من القواسم المشتركة التي لن تتأتى ما لم يكن العمل واحداً ويؤمه كل فرد بعيداً عن الاتكال وانتظار الغير في كل دقيقة، وجليلة من الأمور فما أسعد تلك اللحظة والساعة واليوم التي يتحقق فيها الشخص منجزاً ولو يسيراً يفيد نفسه ومن حوله على مستوى الأسرة ثم المجتمع والوطن ولا استحالة في الطموح إلى الرقي ليفيد من خلال تضافر جهده مع جهود مماثلة لأن تكون وسيلة للوصول إلى منهج يحذوه الآخرون فيستفيد منه الإقليم من حوله متدرجاً حتى بلوغ العالمية ولا غرابة فأكثر ما يتحقق من منجزات تبدأ بجهد فردي طموح ثم لا يلبث أن يكون حقيقة بعد أن كان حلماً أو في عداد المستحيلات وبالمقابل فقد يشكل الجهد الفردي السيئ تهديداً صارخاً للإقليم والعالم كله والشواهد لهذا كثيرة مع الأسف. فعلى كلا الحالين "فمن الرشاش تفايض الخلجان" وأملنا أن تفيض خزائن الأرض بالخير والأمن والاستقرار وتنحسر الجريمة بشتى أنواعها ولكن ذلك لن يتأتى ما لم تحسن النوايا وتتوحد الصفوف ويحس كل فرد بمسؤوليته ثم يدلي بدلوه ليجن النفع له ولأهله وبلاده ولير الآخر بأن من أخلاق المسلمين وثوابتهم ما يسعد البشر بلا استثناء، وعوداً على بدء "الأمن" ومن المسؤول عنه؟ فأقول بأن هناك توازناً لا بد وأن يكون حتى يتحقق لنا المستهدف فالجهات الأمنية مسؤولة بلا شك ولكننا نراها - بعد توفيق الله - "وقد خطت خطوات متقدمة واستباقية وآخر الشواهد على ذلك ما تحقق بالأمس من القبض على ستة وخمسين من الفئة الضالة" تستحق أن يقف الجميع لها شكراً وتقديراً في مجالات عدة وهنا أتساءل كيف سمح لتلك الشواذ بأن تنمو في مجتمعنا وتبقى بدون علم منا إلى أن تصل إلى مراحل متقدمة من تلك السلوكيات المنحرفة. ولا نعلم عنها حتى تنفذ أو تقع في قبضة رجال الأمن؟ أين دور الأب والأخ والأم والزوجة ثم أين دور الجماعة والقبيلة هل يتوقف عند الاستنكار والنقد لا أقصد الأحداث الأخيرة فقط وإن كنت أعنيها تماماً ولكني أرى أن تكون جهودنا أكثر شمولية لتغط اليقظة ومحاربة أنواع السلوكيات الخاطئة والسرقات المتفشية مؤخراً في كل محافظة ومدينة وقرية، هل ننتظر من الجهات الأمنية وضع فرقة مجهزة أمام منزل كل منا؟! أم أن على كل فرد وجماعة العمل واليقظة ومحاولة الإصلاح والكشف والتواصل مع الأجهزة الأمنية سراً لمحاربة كل صنف من أصناف الأذى وعلى سبيل المثال فإنه لا يكفينا من رب الأسرة أن يأتي بعد القبض على قريبه في أي جريمة أو جنحة ليقدم الكثير من عبارات الاستنكار وعدم الرضى لأنه هو الذي كان حرياً به أن يكون أول من يكتشف تحركات ابنه وإصلاحه متى استطاع أو المبادرة بالإبلاغ عنه لكف شره؟؟ وإصلاحه قبل أن يقبض عليه لمعاقبته، أو بعد تنفيذ جريمة يكون ضحية لها هو ومن طالته أعماله السيئة، ثم لا يكفينا من المسجد والمدرسة والمواطن طالما تأكد للجميع بأن هناك فكرا منحرفا لا يزال يسري فلنفترض نموه بنسبة أكبر ثم لتتضافر الجهود لفضحه/وتبصير الشباب بخطئه ثم ليستشعر كل دوره المناط فيدلي بدلوه دون استصغار لأي عمل أو أي دور ففي مجال تأكيد الثقة بالله ثم بالقيادة والأجهزة الأمنية ورجالها المخلصين فإن على أبناء هذا الوطن والمسؤولين على اختلاف مستوياتهم المزيد من التعاون والمساهمة فالسفينة واحدة والمسؤولية مشتركة بعيداً عن الاتكالية التي هي شأن الشعوب العاجزة وغير المنتجة. @ عضو مجلس الشورى - نائب رئيس اللجنة الأمنية