أكدت مصادر سورية مطلعة أن القرار الأمريكي بتعزيز الإجراءات الأمنية لمراقبة السفن المتجهة من سورية وإليها يأتي ضمن سلسلة القرارات التي اتخذت مؤخرا ومنها إصدار الخزانة الأمريكية قرارا قضى بتجميد أموال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خالة الرئيس بشار الأسد كما استتبع هذا القرار بآخر صدر عن الرئيس الأمريكي جورج بوش عام 2004واستهدف النشاطات التي تغني النظام السوري ومجموعته ، وأفادت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها بأن هذه القرارات سياسية الهدف منها تضييق الخناق على سورية، واستغربت المصادر نفسها صدور القرار الأمريكي الأخير بعد أيام قليلة من قرار وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة والذي دان فيه العقوبات الأمريكية أحادية الجانب ضد سورية وشددت المصادر على أن هذا الإجراء لا يمكن إلا أن يضيف إلى مشاعر المرارة في المنطقة، وإثارة المزيد من علامات الاستفهام لدى الرأي العام العربي حول القرار الأمريكية ومكايله المتعددة. ووصف رجل الأعمال السوري رامي مخلوف في تصريحات صحفية العقوبات الاقتصادية التي تفرضها أمريكا على سورية بأنها "وسام على صدرنا"، معتبرا القرار بمثابة لعبة سياسية الغرض منها النيل من أشخاص ذوي شأن كبير في سورية . ويرى النائب محمد حبش بالخطوة الأمريكية وسيلة للضغط على سورية وكل من يتعامل معها بهدف تغيير أفكارها ومبادئها بما يتلاءم مع سياسة الإدارة الأمريكية واعتبرها جزءا من ضغط نفسي للتأثير على جهات تتعامل مع سورية.. وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت تعزيز إجراءاتها الأمنية لمراقبة السفن المتجهة من سورية وإليها وتفتيشها. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، توم كيسي، إن قوات خفر السواحل الأميركية تقوم حالياً بهذه المهمة. وأوضح أن "قوات خفر السواحل أدرجت سورية على ما يسمى القائمة الاستشارية لأمن الموانئ، نظراً إلى وجود قلق بشأن الربط بين سورية ومنظمات إرهابية دولية. وأكدت مصادر إعلامية سورية ل"الرياض" إن فرض العقوبات على سورية والضغط عليها بوسائل مختلفة ليس في مصلحة الاستقرار والسلام في المنطقة كما أنه لا يساعد على قيام علاقات صحية دولية وإقليمية وهو الأمر الذي شدد عليه وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم الأخير في القاهرة. ويصف الشارع السوري القرار الأمريكي الأخيرة بالأخرق كونه يعتمد على عين واحدة واذن واحدة وقال المواطن محمد شلبي (سائق تكسي) ل(الرياض) إن أمريكا لم تر الرضيعة أميرة التي لم يتجاوز عمرها 20يوما عندما قتلها الاحتلال الإسرائيلي بدماء باردة ، لم تر معاناة أهل غزة لم تر حرب الإبادة الإسرائيلية فهي ترى فقط المقاومة وردود فعلها، ترى فقط سورية لأنها ما تزال تمانع القرار الأمريكي. أما المواطن فادي الحمود (موظف) فأكد أن وجود البوارج الحربية قرب الشواطئ اللبنانية يوضح القرار الأمريكي بمراقبة السفن السورية وأشار إلى أن بلاده تعرضت للحصار منذ عشرات السنوات واستطاعت الصمود وستستطيع حاليا ابتكار الأساليب لتجاوز القرارات (البوشية) في إشارة منه إلى الرئيس بوش فيما اعتبر الصحفي السوري سليم عثمان القرار الأمريكي دليلا جديدا على إخفاق السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وعجزها عن تحقيق أي إنجاز مهم في العراق وفلسطين ولبنان وقال على الإدارة الأميركية قبل أن تنصب نفسها قاضياً كونياً أن تتذكر أنها ستخضع يوماً لمساءلة الشعب الأميركي حول أكثر من 400مليار دولار أهدرتها في حروب الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع الماضية. يذكر أن الأسطول البحري السوري يتألف من نحو 350سفينة وهذا الأسطول يوفر بما يتضمنه من سفن وقطاعات خدماتية تابعة له أكثر من عشرة آلاف فرصة عمل . من جهة أخرى صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية ان سورية تتابع بقلق التدهور الخطير الناجم عن قيام كولومبيا بتنفيذ عملية عسكرية داخل اراضي الاكوادور وأشار المصدر إلى أنه في الوقت الذي تدعو فيه سورية الى احترام سيادة الدول وحرمة اراضيها والابتعاد عن القيام بأي اعمال تتناقض مع القانون الدولي فإن سورية تنبه من مخاطر الانجرار وراء المحاولات التي تقوم بها الادارة الامريكية لتأجيج النزاع وزيادة التوتر في الاقليم.