اعلنت السلطات السودانية انها احبطت عملية ادخال "جهاز استخبارات اسرائيلي متطور" الى البلاد، بغرض معرفة انتاج النفط،واعتبرته من أخطر الاجهزة في هذا المجال، بينما نفت الحركة الشعبية الجنوبية ماتردد اخيرا عن افتتاح مكتب لها في تل ابيب. وقال مدير جمارك مطار الخرطوم العميد جمال الدين صالح في مؤتمر صحفي ان الجهاز تمت محاولة ادخاله الى البلاد عبر دولة صديقة في احدى طائرات الشحن بطرق ملتوية لزرعه في منظومة الانتاج لاحدى الدوائر المنتجة للنفط، دون ان يسمي الدولة، لكنه رجح ان تكون هناك جهات - لم يسمها - تعمل على مد اسرائيل بمعلومات عن انتاج النفط في البلاد. واوضح صالح، ان استيراد الجهاز تم بواسطة احدى المؤسسات العاملة في هذا المجال، واكد ان تحقيقات مكثفة ستجري في هذا الاتجاه، معتبراً الجهاز من أخطر الأجهزة الاستخباراتية ذات التصنيع الاسرائيلي المعقد، ويقدر ثمنه بمبلغ "6" آلاف دولار. وابدى صالح تخوفه من اختراق دول اخرى للسودان بادخالها لمثل هذه المنتجات الاسرائيلية التي تؤثر على أمن وسلامة واقتصاد البلاد، مشيراً الى ضبط كميات اخرى من هذه المنتجات ذات التصنيع الاسرائيلي. الى ذلك نفت الحركة الشعبية الجنوبية بشدة ماتردد عن افتتاح مكتب لها في اسرائيل، وسخر القيادي بالحركة اتيم قرنق نائب رئيس البرلمان السوداني مما تردد في هذا الاتجاه، واعتبر الأمر مجرد سذاجة أومؤامرة تستهدف الاثارة والنيل من الحركة والجنوبيين. وشدد اتيم على ان الحركة جزء من الحكومة ولا يمكن ان تفتح لها مكاتب في دولة ليس بها احزاب تتمتع بعلاقات وصلات دولية واقليمية، وقال "لا يمكن ان نفتح مكتباً في دولة لن نتمكن من زيارتها". وأكد اتيم ان الحركة وحكومة الجنوب ستدرسان هذا الخبر، الذي قصد منه الفتنة لمعرفة مصادره، وتحدى ان يكون الخبر صادرا عن اسماء محددة، وتساءل: "لماذا تفتح الحركة مكتبا في اسرائيل بعد أكثر من 22عاما وبعد تحقيق السلام؟"، وشكك اتيم في ان يكون كل السودانيين الذين دخلوا الى اسرائيل سودانيي الجنسية، لجهة ان اعدادا منهم ينتمون الى دول أخرى، لم يسمها، تعمل جهات معادية للجنوب على تمليتهم بعض البيانات الكاذبة، وأوضح ان وجود سودانيين في اسرائيل ينتمون للحزب الشيوعي او الحركة او المؤتمر الوطني لا يعني بالضرورة فتح مكاتب لهذه الأحزاب بتل ابيب، وتابع "هؤلاء لم يهربوا الى اسرائيل لتشكيل احزاب"، ونبه ان الجنوبيين لجأوا ايام الحرب الى كينيا ويوغندا "فما الذي يجعلهم يلجأون الى اسرائيل". وكان بيان صحافي نشر على الانترنت نسب الى ماسمي بالامانة العامة ل "الحركة الشعبية" في تل ابيب، قال ان قرار انشاء مكتب في اسرائيل جاء بعد التشاور مع قيادات الحركة في جوبا ومؤيديها في اسرائيل.