استعرض د. عبد العزيز الطرباق مستقبل التعاون السعودي التركي في مجالي الطاقة والمياه، من فكرة اتصفت بالشمولية، عن وضع المياه في المنطقة العربية، بما في ذلك وضع المياه في دول الخليج العربية، من خلال الحديث عن المياه في الجزيرة العربية بشكل عام ضمن منظومة الدول التي تشكل الشرق الأوسط، الذي يتميز بشح مائي معرجا على الدول التي كانت تصنف تحت مصطلح الدول التي تعاني من (الفقر المائي) التي بدأت من ثلاث دول إلى إحدى عشرة دولة فيما يتواصل هذا العدد خلال الدراسات التي تمت خلال الأعوام السابقة والتي يؤكد بأن ظاهرة الفقر المائي ما زلت تتخذ رسما تصاعديا من خلال الدراسات التي ترصد هذه الظاهرة. من جانب آخر ذكر د. عبد العزيز جهود الدول الخليجية والعربية، والشرق أوسطية، سعيا لتخفيف استهلاك المياه من خلال وسائل ترشيدها المختلفة. أما عن العلاقات بين المملكة وتركيا فيتناولها د. الطرباق من خلال جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - معرجا على مكانة دولة تركيا، وموضحا أهمية المكانة التركية استراتيجيا في المنطقة، مركزا على المكانة الدولية لتركيا، والبعد الاستراتيجي الذي تلعبه تركيا، وصولا إلى العلاقات التي تربط تركيا بالمملكة، من خلال التعاون السعودي التركي بشكل عام وفي مجال المياه بشكل خاص، وصولا إلى العديد من الروابط بين البلدين التي يعرضها المحاضر من خلال: العلاقات العقدية، والروحية، فهناك (250000) معتمر وحاج، كما يفد إلى المملكة سنويا أكثر من (25000) سائح تركي، كما يوجد بالمملكة أكثر من (100000) عامل من تركيا وصولا إلى العقود التنموية المبرمة بين المملكة وتركيا في التعاون في مجالي الطاقة والمياه. ويشير د. الطرباق إلى ما تتميز به العلاقات السعودية التركية من خلال منظومة من العلاقات الدبلوماسية، التي تعمل من خلالها العديد من اللجان بين البلدين، لترجمة الاتفاقيات القائمة بين البلدين، مما يجعل الصادرات المالية والعادات المالية من تركيا، تدل دلالة واضحة على مدى التعاون الاستراتيجي بين الدولتين الذي يشهد نموا مطردا خلال السنوات الماضية. وينتقل د. الطرباق بعد ذلك إلى البدائل المقترحة، لحل أزمة نقص الموارد المائية التي صنفها إلى محورين الأول: من خلال دول مجاورة أو قريبة، أما الثاني فمن خلال المناطق البعيدة التي وصلت معها البدائل إلى جلب جبال الجليد، هذا إلى جانب تناول المحاور جدوى فاعلية هذه البدائل وتكاليفها. ويختتم د. الطرباق محاضرته بتقديم العديد من المقترحات حول مستقبل التعاون المشرق بين المملكة وتركيا في مجال الطاقة والمياه، باعتبار تركيا أهم الدول عالميا التي يعبر من خلالها البترول والغاز. جاءت هذه المحاور ضمن المحاضرة التي قدمها د. عبد العزيز الطرباق وأدارها د. حزام بن هزاع العتيبي، ضمن منظومة النشاط الثقافي المصاحب للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، في دورته الثالثة والعشرين، وذلك بقاعة الملك فيصل بالرياض. ليسدل ستار الندوة، على عدد من المداخلات، والأسئلة التي تركزت حول حقيقة الثروة المائية تحت رمال الصحراء في الجزيرة العربية، إضافة إلى أهمية العلاقات بين دول الشرق الأوسط خاصة في مجالات الطاقة المختلفة، هذا إلى جانب الحلول التي تقوم بها الدول من سدود وغيرها، وكميات سقوط الأمطار على الدول العربية، والدراسات التطبيقية الميدانية في هذا الجانب، من خلال ما يتم في الميدان، على مستوى دول الخليج العربية والدول الشرق أوسطية.