ضرب من ضروب المعرفة، وفضاء من فضاءات الثقافة، وقامة سامقة،وشهادة من شاهد على العصر.. حديث عن رجال في رجل، هكذا جاءت ندوة تكريم الشيخ عبد العزيز التويجري، ضرباً من العرفان، وصورة من صور الوفاء، التي جاءت تكريماً، لشخصية سعودية، بارزة في مضمار الإدارة، وفي ميادين الثقافة والمعرفة، وضمن مسارات إنسانية، لاتزال حية في أذهان من عاصرها بالأمس، ومن سيقرؤها غدا، حيث انطلقت الندوة بإدارة ا.د . عبد العزيز بن عثمان التويجري بمشاركة ا.د عبدالله بن عبد المحسن التركي و ا.د محمد بن أحمد الرشيد والكاتب حسن العلوي والأستاذ عرفان نظام الدين . أ. د عبد عبدالله التركي تناول في ورقته الشيخ التويجري من جانب إداري متناولاً ما حمله هذا الجانب من تنوع في عالم الإدارة، من خلال معرفة شخصية به،من خلال مسيرته كإنجاز إداري ومعرفي مع الكلمة الثقافية، وتعامل التويجري كإداري، مع قادة بلادنا من جانب، ومع عمله في المناصب الإدارية من جانب آخر. ويستعرض ا.د التركي الجانب الاجتماعي لشخصية التويجري من خلال الجانب الاجتماعي، الذي يتميز فيه التويجري بالكثير من الصفات التي تجعل التويجري، منفردا عن غيره ممن عرفوا حياة الإدارة، ومسارات المناصب الإدارية، والرحلة الثقافية، والتي جعلت من التويجري متميزا في الجانب الاجتماعي من خلال تعامله بفن فريد سواء مع مهامه الإدارية، وفن تعامله الاجتماعي حيث كان لهذا التعمل مع الناس بفن متميز، ما جعل التويجري صاحب ثقافة عصامية واسعة ظهرت في إبداعاته الثقافية والأدبية . أما ا.د محمد بن أحمد الرشيد الذي أبى إلا أن يتحدث - واقفاً - فقد تناول الجانب الاجتماعي، لعبد العزيز التويجري من خلال التويجري نفسه مستعرضا صفاته من سعة ثقافة، وحسن خلق، وتعدد مواهب .. مستعرضا التويجري من خلال أسرته وما تتميز به هذه الأسرة من حسب ونسب وجاه وعلم وما نهلت منه من مناهل العلم والمعرفة .. ويمضي ا.د الرشيد بجوانب إنسانية أخرى من حلال : علاقة التويجري بأهله وعشيرته والآخرين، متطرقا إلى العديد من المواقف الإنسانية النبيلة والطريفة في حياة التويجري التي تدل على براعته في التعامل في مختلف المواقف الإنسانية، والاجتماعية. والإدارية. ويستمر ا.د الرشيد في حديثه عن التويجري من خلال قدراته الثقافية ومكانته بين المثقفين، من خلال نمط حياته ، إذا كتب أبدع وإذا حدث أقنع، وإذا حكم أنصف، وإذا أعطى غمر، حاضر البديهة، عذب الحديث، طيب اللقاء، صاحب مداعبة، رقيق الطباع سمح في المعاملة، ليس معاندا أو متشبثا برأي رآه حين يتبين له ما هو أفضل منه موقناً بأن الرجوع على الحق فضيلة . أما الأستاذ عرفان نظام الدين، فقد حلق هو الآخر في العديد من الجوانب، الإبداعية في ثقافة وفكر الشيخ التويجري، مستعرضا العديد من الجوانب الإبداعية في مؤلفات التويجري، متطرقا إلى أفكاره من جانب، وشجونه الوطنية من جانب آخر، كما يتناول نظام الدين القيمة في فكر التويجري، من خلال صراع تميز به التويجري مع تناول الفكرة من خلال محورين الماضي والحاضر من خلال فكر إسلامي وعربي ووطني . ويستعرض عرفان التويجري من خلال أقلام المؤلفين وما تناولوه من درسات، عن مؤلفات التويجري ورسائله، وما حملته أفكار التويجري من وعي، وتوجيه واستشراف من خلال بعدين الأول الوطني والاجتماعي، والثاني : العربي والعالمي . جاء بعد ذلك الكاتب حسن العلوي، مستعرضا أدب التويجري من خلال منظومة من الجوانب التي تتطرق على رجل الدولة، وأدواره الإدارية من خلال ما شغله من مناصب إدارية، وما قدمه من ثقافة وفكر، وما تميزت به أطروحاته على المستويات المختلفة، التي تشكلت فيها ومعها حياة الراحل التويجري، وما صاحبها من عطاء فعلي على مستوى العمل الإداري وما واكب هذه المراحل من نتاج ثقافي، تميز بوضح الرؤية وعمق التناول، واتزان الفكر.. الأمر الذي جعل العلوي يستحضر العديد من الأوراق والمواقف، التي سبق وأن تناولها العلوي في كتابه عن التويجري الذي يحمل عنوان : عبد العزيز التويجري .. الروح الجامعة . تلا ذلك مساء من المداخلات والأسئلة،جاءت متنوعة بتنوع إبداعات التويجري، ومتعددة بتعدد مواهبه، وأفكاره .. مساء لم يزل فيه الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري حيا تتدفق أفكاره على المستويات الوطني والاجتماعي والعربي والعالمي .