منذ ان حلت ازمة ارتفاع الاسعار في المملكة وأخذت خطا تصاعديا قياسيا وخلال فترة زمنية وجيزة.. واصبح الشارع معها ارضا خصبة لتباري التجار بل وحتى كل من هب ودب في رفع الاسعار.. بدءا من تجار الارز والحليب ومرورا بتجار الدقيق والبيض والدواجن واللحوم وكل مايسد رمق الجائع والمحتاج.. ونهاية بباعة مناديل الورق.. وعلف المواشي.. ومخلفات الورش وجلود المسالخ.. !! @ صحيح اننا كبلاد كبيرة.. وذات حضور كبير على المستوى الاقتصادي العالمي.. وكواحدة من كبريات الدول الاستهلاكية في العالم.. وبالتالي فاننا جزء لايتجزأ من هذا العالم.. نتأثر بما يحدث في اسواق العالم من انهيارات.. وتضخم.. وهبوط وارتفاع.. وتظل اعيننا شاخصة كل لحظة.. نتوجس خيفة على صحة (الدولار) وعافيته.. ونترقب البنك المركزي الامريكي متى يرفع الفائدة ومتى يخفضها.. مرتهنين بالمصلحة الاقتصادية للارتباط به كما اشار نائب محافظ مؤسسة النقد في منتدى جدة الاقتصادي !!. @ وصحيح اننا نقف في مقدمة مصاف دول العالم في الاعتماد على السوق العالمية في استيراد المواد التموينية الاساسية الحاضرة على موائدنا اليومية بدءا بالارز والحليب والزيوت النباتية والحيوانية والاجبان واللحوم بالوانها.. ناهيك عن 70بالمائة من الخضار والفواكه.. فيما نتجه الان للعودة لاستيراد الدقيق والحبوب من جديد.. @وصحيح ان ازمة ارتفاع الاسعار تكاد ان تكون عالمية في سلع محددة نتيجة كوارث بيئية اثرت على المحاصيل وكميات الانتاج.. او ان تكون بسبب الهزة التي اثرت على (المستر دولار) امام سلة العملات الدولية الاخرى.. @وصحيح اننا بلد ذات اقتصاد حر.. وتجارة مفتوحة.. لايملك المسئولون في وزارة التجارة وحماية المستهلك فيها ان يقولوا لمجتمع سلخته سياط التجار.. ونار الاسعار الا الجملة الشهيرة (لاتشتروا من المحلات المرتفعة الاسعار.. وابحثوا عن السلع البديلة.. !!) الا ان الاكثر صحة من كل ذلك.. ان كل هذا المناخ المشجع.. وكل هذه الارضية الخصبة.. خلقت جيلا جديدا من الانتهازيين.. بل ربما اخرجتهم من جحورهم كما تخرج الافاعي عند مقدم.. الصيف.. ليعيثوا في الارض فسادا.. عيانا بيانا.. تحت عين الشمس.. وفي رابعة النهار.. دون ان يجدوا من يفعل لهم اكثر مافعلته التجارة مع المتاجرين بازمة الدقيق وبقوت الناس عندما ازبدت وارعدت لجانها بعد ان توصلت الى اصحاب المخابز الوهمية.. واصحاب المستودعات السوداء.. الذين خلقوا الازمة.. من خلال تهريب الدقيق خارج البلاد.. وبتكديس الكميات وتفريغ السوق ثم رفع الاسعار.... وفي النهاية كانت عقوبتهم حذف اسمائهم من سجلات الحاسب الالي للموزعين المعتمدين!! @ لقد امنوا العقوبة.. واساءوا الفعل.. وسار على ركابهم عشرات بل مئات التجار.. كما هو حال تجار توظيف الاموال قبلهم.. @ صحيح ان احدا ولله الحمد لم يمت جوعا.. أويمت مدهوسا على طوابير الخبز والحليب.. وهذا لن يحدث بإذن الله.. ولكن شبح الازمة النفسية.. والبلبلة التي اقلقت المجتمع باكمله.. واشغلت المنابر.. والجوامع.. والمجالس.. ووسائل الاعلام.. تحتم الان اكثر من أي وقت مضى بضرورة صدور نظام يجرم من يتلاعب بالامن الغذائي للمجتمع.. تماما كماهو الحال مع مروجي المخدرات.. ومروجي الفتنة.. والارهاب.. ففي النهاية جميعهم مجرمون بحق الوطن.. ومن يعيشون على ترابه.. @ مدير التحرير الاقليمي بالمنطقة الغربية