يطرح موضوع حاضنات الاعمال على طاولة النقاش بشكل مكثف في الوقت الحالي، فالندوة التي أقيمت في مركز البحوث باقسام العلوم والدراسات الطبية في جامعة الملك سعود يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين ناقشت كيفية انشاء مثل هذه الحاضنات لتحويل الأفكار الى مشاريع حقيقية تدر دخلا على أصحابها وتفتح فرص عمل جديدة. وتعتبر فكرة حاضنات الأعمال فكرة حديثة على مستوى العالم، فحسب الاحصائية التي طرحت خلال الندوة، هناك 4آلاف حاضنة أعمال حول العالم، ألف حاضنة منها في أمريكا الشمالية، تليها الصين. وفكرة الحاضنة كما طرحها المهندس خالد الزامل، مدير حاضنة الأعمال في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، هي عبارة عن تقديم فرص لمشاريع ناشئة لزيادة فرص نجاحها، فيما فسرتها الدكتور سمر السقاف من جامعة الملك عبد العزيز بأنها منشأة تحتضن شركات التقنية الصغيرة، فحسب احصائياتها، تعتبر 75% من الحاصنات بأنها مؤسسات غير ربحية، فيما 25% منها تعتبر ربحية. و50% منها هي حاضنات متخصصة بالتقنية. الأمر الذي يجعل مشروع الحاضنة أشبه بمبادرة حكومية لتمويل الأفكار والمشاريع، ليس لغرض الربح، وانما لغرض التنمية. وقد طرح الدكتور محمد عزيز من كلية الهندسة في جامعة الملك سعود فكرة الحاضنة في الدول الاوروبية، حيث إن تجربة فرنسا في انشاء الحاضنات جاء كمبادرة من الدولة من أجل دفع تنمية البلاد، وكان هدفها الأساسي القضاء على ظاهرة البطالة واستثمار المعرفة في الاقتصاد وفتح مجالات عمل جديدة. كما أنها كانت تطمح لمنافسة ألمانيا، التي أبدعت في مجال حاضنات الأعمال. وتفتقر الدول العربية بشكل عام الى خطط لانشاء حاضنات الأعمال، رغم أنها تأتي في مقدمة المناطق التي تحتاج لمثل هذه المشاريع نظرا لأنها مجتمعات ناشئة وصغيرة في السن، يتضاعف فيها عدد الخريجين كل يوم، وتكثر فيها الفرص والأفكار التي تصطدم عادة بقلة الموارد المادية بشكل أساسي. وسلطت الندوة الضوء على عدد من مشاريع الحاضنات التي بدأت المملكة بتنفيذها ضمن خطة موسعة للاستثمار الحقيقي في القوى البشرية. فقد شرح المهندس خالد الزامل من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مشروع حاضنات الأعمال التي تنفذه الجامعة في الوقت الحالي، وهو يحوي ثلاث حاضنات رئيسية، أولها صناعية، والثانية تقنية، والثالثة اطلق عليها الحاضنة الافتراضية. ثم طرح المهندس الزامل مخططاً لمشروع وادي السيليكون السعودي الذي سيتم انشاؤه في الظهران، والذي سيحوي هذه الحاضنات. وذكر بأن توعية المجتمع هي العامل الأساسي الذي يتوقف عليه نجاح مشاريع حاضنات الأعمال. فمن المفترض توعية وتشجيع الطلبة والطالبات مثلا على أهمية التفكير الحر، والبحث عن طرق لاستثمار الأفكار والطموحات لتتحول الى أعمال حقيقية واستثمارات تنفذ على أرض الواقع، فقد دربت الجامعة 16ألف من طلبتها وطالباتها على كيفية بناء فكر العمل الحر. وهو ما أكدته أيضا الدكتورة سمر السقاف، حيث أشارت الى خطط جامعة الملك عبد العزيز بجدة في تأهيل الطلبة والطالبات نحو تطوير الفكر الابداعي، من خلال طرح مشاريع مثل مشروع بنك الأفكار، ومشروع خطط المسئولية الاجتماعية وغيرها. من جهة أخرى، فقد تحدث الاستاذ عبد العزيز الحرقان عن منظومة الحاضنات للتقنية، المعروفة باسم "بادر"، والتي طرحتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. وهدفها دعم وتمويل أصحاب الأفكار من رجال اعمال ومستثمرين الذين يتقدمون بخطط ودراسات لانشاء مشاريع مجدية اقتصاديا يمكن نقلها الى السوق. حيث تقوم لجنة تعرف ب "التقنيات الاستراتيجية" بدراسة الخطط والمشاريع المقدمة وتقييمها، واختيار ما تنطبق عليه شروط الحاضنة، لتبنيها ودعمها. وقد اعتبر عدد من الخبراء والمتحدثين خلال الندوة أن المرأة ستكون في مقدمة المستفيدين من مشاريع حاضنات الأعمال، نظرا لما يتميزن به من حس وأفكار ابداعية تجعلهن يحسن طرح الأفكار ويرين فرص الأعمال والاستثمار بشكل أكبر من الرجال.