يجري الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني في الأول من مارس كل عام وبقرار من الجمعية العامة التاسعة للمنظمة الدولية للحماية المدنية والذي صدر في 18ديسمبر عام 1990م. ويصادف هذا اليوم بدء سريان دستور المنظمة بوضعها منظمة بين حكومات ودخوله حيز التطبيق عام 1972م. ومنذ أن تقرر الاحتفال بهذا اليوم في الأول من مارس 1991م لم يعد هذا اليوم عادياً وعابراً في تاريخ الشعوب وحياة الأمم، بل انه اصبح يشكل علامة مميزة وفرصة مواتية للحديث عن الدفاع المدني ومهامه والدور الحيوي الذي تقوم به في تقدم الدول ودعم بنياتها هذا بالاضافة الى المعاني الانسانية والاجتماعية والتي تتمثل اساساً في العمل التطوعي من قبل ابناء المجتمع. ففي السابق وحين كان الوعي العام بعمل الدفاع المدني وطبيعته محدداً ومتواضعاً كان من غير الممكن الحديث عن اعمال التوعية بأعمال ومهام الدفاع المدني وما تقوم به من مسؤوليات في مواجهة الكوارث والحوادث المختلفة. ان الاهتمام بالانسان كمواطن وكثروة يجب الحفاظ عليها جعلت الدول على اختلافها تنظر بعين الجد والاهتمام الى مفهوم الدفاع المدني والى الاجهزة المعنية به والى الدور الهام الذي تؤديه. وذلك بعد تزايد الآلام والمآسي الناجمة عن الكوارث الطبيعية وعما هو بفعل الانسان والتي تؤدي الى سقوط الكثير من الضحايا ولعل التقارير التي تصدر عن هيئة الاغاثة التابعة للأمم المتحدة تشير الى ان ما يقارب 500مليون انسان سنوياً يتضررون من الكوارث وما حدث مؤخراً في دولة إيران الإسلامية في مدينة بام وايضاً ما حدث في مملكة المغرب الشقيقة وفي اندونيسيا والهند وسيرلانكا اكبر دليل على حجم الخسائر البشرية. لذا فإن من ضمن الاسس التي بني عليها الاحتفال باليوم العالمي هو دعوة لدول العالم للتكاتف والتعاون في مواجهة الكوارث عن طريق تقديم العون والمساعدة العاجلة لمن يصاب بالكوارث. ان المنظمة الدولية للحماية المدنية في وضعها رابطة دولية تجمع تحت رايتها الاجهزة المختصة بأعمال الدفاع المدني والحماية المدنية تتحمل مسؤولية الاسهام في وضع رؤية شاملة لأوضاع الكوارث وتعزيز القدرات على تقديم الاغاثة والانقاذ ودعم القدرة لتحقيق التقارب العالمي للحماية والمساعدة للجميع. ومن هنا جاء اختيار شعار اليوم العالمي للدفاع المدني لعام 2008م من قبل المنظمة الدولية للحماية المدنية بمسمى "الدفاع المدني واجراءات السلامة" ليكون شاملاً لجميع اعمال الدفاع المدني المناطة مما يدعو الى استغلال هذه المناسبة في معالجة الحوادث بالتركيز على الانذار كأهم اجراءات السلامة حتى يرسخ في ذهن الجميع بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج وبذلك يكون لدى المجتمع الوعي الوقائي للحد من تكرار وقوع الحوادث بإذن الله.