في هذا اللقاء الذي امتد لأكثر من ساعة تحدث معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف الامين العام لرابطة العالم الاسلامي سابقاً، ونائب رئيس مجلس الشورى سابقاً، ومدير جامعة الملك عبدالعزيز سابقاً.. وقبل هذا وذاك الأستاذ في جامعة الملك سعود عن الكثير من محطات حياته.. والمواقف التي عاشها.. ورحلة العمر المليئة بالجد والاجتهاد والمثابرة.. واستطاع من خلال ذلك ان يجني الكثير من الازهار والثمار اليانعة التي يستحقها.. ولعل اهم ما يميز د. عبدالله نصيف دماثة خلقه.. وتواضعه الجم الذي يملأ قلبك بحبه وتقديره منذ اول وهلة تلتقيه فيها.. وكان هذا الحوار: @ عن مولده ونشأته يقول: ولدت في جدة القديمة عندما كانت لا تتجاوز اربعة حارات.. وكانت محاطة بسور.. وقد كان مجتمعها انذاك يتميز بالترابط والتآلف والمحبة.. وكان سكانها أنذاك لا يتجاوزون خمسة واربعين األف نسمة. وقد نشأت في ذلك المجتمع المترابط.. والذي اذا لم تكن تربط بينه علاقات نسب.. فعلاقات صداقة وجوار.. وكانت العلاقات الاجتماعية انذاك قوية للغاية.. وكنا نجتمع مع ابناء الحارة للعب.. لكنني كنت في طفولتي لا اميل الى اللعب الذي كان يشد غالبية الاطفال كالكرة وغيرها من العاب الطفولة.. ومنذ طفولتي شعرت بإنجذاب للكتاب والقراءة.. والتعليم والتربية لأن جدي كان مهتماً بهذا الجانب.. والبيت منذ ان فتحت عيني كان مليئاً بالعلماء والمفكرين والأدباء والضيوف من الداخل والخارج، واللقاءات وكان جدي يرحمه الله يكلفنا منذ الصغر بترتيب الكتب وتبوبيبها.. هذا من ناحية.. ومن ناحية اخرى فقد كانت والدتي يرحمها الله مهتمة بتعليم البنات، وكان عندها مدرسة للبنات.. ولهذا فقد كان التعليم جزءاً من طفولتي ونشأتي. ويضيف الدكتور عبدالله نصيف في حديثه عن طفولته وبداياته: في المدرسة كذلك كانت التربية آنذاك تربية حقيقية.. وكان الاساتذة الذين تعلمت على ايديهم حريصين على تعويد الطالب على الخطابة والمشاركة في البرامج الثقافية والاجتماعية بإستمرار.. وكان المعلمون في المدرسة يطلبون مني ان اقوم بتدريس الطلاب الذين في مراحل اقل من مرحلتي الدراسية.. وقد كنت سعيداً بذلك التكليف لأنه ساهم في صقل شخصيتي منذ الصغر.. وساهم في حبي للعلم. ويضيف الدكتور عبدالله نصيف بدأت دراستي الابتدائية في المدرسة السعودية.. وجزء منها في المدرسة المنصورية.. فكان كل ما فتح فصل جديد انتقل للمنصورية.. واذ لم اجد فصلاً يتناسب مع المرحلة الدراسية التي وصلت اليها اعود للمدرسة السعودية.. وهكذا حتى انهيت المرحلة الابتدائية.. وكان المدرسون في المدرستين من المعلمين الوطنيين.. كانوا جميعهم من الفضلاء الذين حرصوا على تربيتنا على اكمل وجه.. اما المدرسون المصريون فلم يأتوا الى في المرحلة الثانوية. اساتذتي في المرحلة الابتدائية @ وعن اساتذته الذين تلقى على أيدهم العلم في بداية حياته التعليمية يقول الدكتور عبدالله نصيف: منهم الشيخ حسن ابو الحمايل، وعبدالاله محمد سعيد نصيف، وداود فلمبان، وسعيد علي، والحكمي.. ومن اهم اصدقائي في المدرسة انذاك هم عبدالعزيز باجنيد، ومحمد باشيخ، وعمر عبدالسلام، ومحمد بادكوك، واحمد ناظره وجميل تميرك.. وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة في تذكر اسماءهم الآن. الدراسة ما بعد الابتدائية @ كانت الدراسة انذاك تنقسم الى مرحلتين الابتدائية ست سنوات.. ثم المرحلة الثانوية وهي ست سنوات.. وعندما بدأت الدراسة ووصلت الى ثالثة ثانوي.. صدر قرار بتحويل التعليم الثانوي الى مرحلتين متوسطة ( 3سنوات) وثانوي ( 3سنوات).. ولهذا قسمت المدرسة الى مرحلتين.. وفي عام 1957م.. امر الملك سعود بن عبدالعزيز - يرحمه الله - بأن يعود جميع الطلاب السعوديين الذين كانوا يدرسون خارج المملكة.. وانشاء مدينة الملك سعود العلمية التي تضم جميع مراحل التعليم الثلاثة.. وكان ضمنها مدرسة صناعية، ومعهد اعداد معلمين.. ولهذا عاد جميع الطلاب السعوديين الذين كانوا يدرسون في مصر ولبنان والعراق والسودان، والذين كانوا في اوروبا جميعهم عادوا الى المملكة.. وكان الهدف من ارجاعهم المحافظة عليهم رغم ان معظمهم كان يدرس على حساب اسرته. عندما عاد هؤلاء الطلاب اصبحت المدرسة خليطاً. وكل طالب جاء ومعه الأفكار التي تعلمها في البلد الذي كان يدرس فيه.. سواء في اللبس.. او العادات.. ومنها افكار سياسية.. لأنه في احد السنوات نظم هؤلاء الطلاب مظاهرة وخرجوا فيها لتأييد موقف المملكة في قضية البريمي.. ورغم ان عدداً كبيراً من الطلاب خرجوا في تلك المظاهرة.. الا انني لم اخرج معهم لأنني لم اكن اؤمن بأن هذه الوسيلة لها فائدة؟!.. وهذا يدلك على التغييرات الجذرية التي حدثت في المجتمع قبل ان نخرج للخارج. بعد اكمالي للمرحلة الثانوية ذهبت الى مصر لإكمال دراستي الجامعية.. ولكنني لم استمر فيها فعدت الى والمملكة.. والتحقت بجامعة الرياض.. وكان المجتمع في جامعة الرياض اوسع قليلاً من المرحلة الثانوية لأن الطلاب من مختلف مناطق المملكة.. مما ساهم في خلف قنوات اوسع من الاتصال والتواصل.. وكنت مع الطلاب القادمين من خارج الرياض نسكن في القسم الداخلي.. وهذا اتاح لي حياة اجتماعية جديدة أصبحت فيه معتمداً على نفسي بالكامل في كل شؤون حياتي.. وأنا الذي كنت اعتمد في كل أموري على أسرتي.. وقد أتاحت لي فترة الدراسة الجامعية فرصة للتواصل والاتصال وتبادل الأفكار مع مختلف أبناء المجتمع سواء من كانوا من الحاضرة أو البادية. دراسة الجيولوجيا والكيمياء التحقت بجامعة الرياض (الملك سعود حالياً) في قسم الجولوجيا والكيمياء.. وتخرجت بعد اكمال دراستي وقد عينت معيداً في قسم الجيولوجيا رغم انه طلب مني ان أكون معيداً في قسم الكيمياء لأن معدلي فيها كان 98% ولكنني فضلت ان أكون معيداً في قسم الجيولوجيا.. لأن دخول قسم الجولوجيا كان بالنسبة لي تحدياً لأنني لم أكن أعرف ما هي الجولوجيا وكان قسم الجولوجيا تخصصاً جديداً في المملكة ونصحنا بدخوله فدخلته ووجدت انه سبقني إلى دخوله معالي الدكتور محمد عبده يماني وآخرون. الماجستير والدكتوراه بين أمريكا وانجلترا عن الحصول على الماجستير والدكتوراه يتحدث معالي الدكتور عبدالله نصيف بقوله: بعد ان أكملت فترة كمعيد في جامعة الملك سعود ابتعثت من قبلها لتحضير الماجستير والدكتوراه في الجيولوجيا إلى جامعة ستانفورد في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. ودخلت أولاً جامعة بيركل في كاليفورنيا لدراسة اللغة لمدة ثمانية أسابيع واخترت جامعة ستانفورد لأنها قريبة من بيركل وقضيت فيها سنة دراسية بعد ذلك جاءني عرض من جامعة ليدز في انجلترا وكان مغرياً.. لأن الدكتوراه ستحضر عن منطقة من مناطق المملكة مما شجعني فانتقلت إلى بريطانيا.. وهناك تحول بحثي في الماجستير إلى دكتوراه لأهميته وبدأت فيما بعد بجمع عينات الصخور المختلفة في المملكة وعدت إلى بريطانيا وحللتها كيميائياً واشعاعياً وحصلت بذلك البحث على الدكتوراه من جامعة ليدز. العودة إلى جامعة الملك سعود بعد حصولي على الدكتوراه عدت إلى جامعة الملك سعود فعينت أستاذاً مساعد في قسم الجيولوجيا وخلال ذلك كنت أعمل في مجالات متعددة وأنشطة طلابية مختلفة والكشافة وعايشت إنشاء عشيرة الجوالة في جامعة الملك سعود في تلك السنة وأصبحت مسؤولاً عن عشيرة الجوالة ونشاطاتها وبقيت سنتين في جامعة الملك سعود ثم نقلت خدماتي إلى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عندما أصبح معالي الدكتور محمد عبده يماني مديراً لها.. فانتقلت إلى جدة وتدرجت في السلم الإداري في الجامعة أمين عام.. ثم وكيلاً للجامعة ثم مديراً للجامعة ولكنني لم أتخل عن التدريس على الاطلاق في أي سنة من السنوات كما استمريت في التدريس عملي ونظري ورحلات حتى أخذت أستاذاً مشاركاً ثم أخذت أستاذ كرسي عندما عينت أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي وكنت حريصاً على عدم ترك مجال تخصصي.. وخلال العشر سنوات التي أمضيتها في رابطة العالم الإسلامي كنت أواصل التدريس في الجامعة.. وكذلك خلال التسع سنوات التي قضيتها في مجلس الشورى كنت مستمراً في التدريس وحتى في وقت تقاعدي الآن.. ولكنني متطوع في الجامعة للتدريس. شغلت منصب رابع مدير لجامعة الملك عبدالعزيز وعن أهم الجوانب التي حرص على الاهتمام بها عندما تولى منصب مدير جامعة الملك عبدالعزيز يقول معالي الدكتور عبدالله نصيف: كما تعلم ان الجامعة وكل المؤسسات المشابهة تتميز بالاستمرارية.. وما يمكن إنسان يأتي فجأة ويدعي أنه عمل كل شيء.. ولابد ان يبني على ما قام به من قبله. وجامعة الملك عبدالعزيز تولى إدارتها قبلي معالي الدكتور أحمد محمد علي ثم معالي الدكتور محمد عبده يماني ثم الدكتور محمد عمر زبير ثم جئت أنا الرابع وما قمت به هو استمرارية لما قام به من سبقوني سواء في البناء العلمي أو البناء الأكاديمي. ويوضح معاليه في السنة التي توليت فيها إدارة الجامعة كانت سنة تحديات لأن عدد الطلاب الخريجين من الثانوية زاد والدولة وجهت بزيادة نسبة القبول وهذا اقتضى بناء فصول لاستيعاب اعداد المقبولين (مبان جاهزة) كما تم افتتاح كلية الطب والهندسة في سنة واحدة ثم تلتها كليات أخرى ولهذا كأن التوسع الأفقي والرأسي كان علامة بارزة. ويضيف الدكتور نصيف كما حرصت خلال إدارتي بالحرص على النوعية.. والاهتمام بها في أعمال الجامعة.. وشمل ذلك تدريب هيئة التدريس والإدارة العليا للجامعة من وكلاء وعمداء الكليات.. وأقيمت لهم دورات تدريبية وقد وجد هذا الاتجاه في البداية امتعاضاً من الأساتذة والعمداء.. للأنهم يرون انهم يعد أخذهم الدكتوراه لا يحتاجون لمثل هذه الدورات ويرونها انتقاصاً منهم.. لكنهم اكتشفوا بعد دخولهم تلك الدورات بأهميتها لهم.. فالأستاذ الذي يكون معتداً بنفسه عندما يسمع الشرح يكتشف انه بحاجة إلى تطوير نفسه.. لأن الجامعة احضرت لهذه الدورات أساتذة متخصصون من بريطانيا. ويوضح الدكتور نصيف تقويم الأداء في جامعاتنا لم يكن معروفاً والأستاذ له الحرية ان يعمل كما يشاء سواء كانت إنتاجيته جيدة أو سيئة.. بينما الجامعات في الغرب تضع الأستاذ تحت التجربة لفترة قد تصل إلى خمس سنوات.. ثم تثبته إذا اجتاز التجربة بينما رأيت ان استبدل نظام فترة التجربة بهذه الدورات التي مازال معمولاً في الجامعة. كما حرصت عند عملي مديرا لجامعة الملك عبدالعزيز على تقصير خطوط الاتصال.. وجعل الهيكل الإداري اقرب الى بعضه البعض من أعلى موظف إلى أصغر موظف. استفدنا من كل الخبرات في الداخل والخارج لوضع نظام المجلس يتحدث معالي الدكتور عبدالله نصيف عن تجربته في مجلس الشورى بقوله: عندما صدرت الموافقة الكريمة بإنشاء مجلس الشورى تم تعيين الشيخ محمد بن جبير رئيسا للمجلس ثم عينت انا نائبا لرئيس المجلس، ثم عين الدكتور حمود البدر امينا عاما للمجلس، ووجدنا الفرصة مهيأة قبل أن يتشكل المجلس بأن امامنا عدة شهور لوضع اللوائح والتنظيمات وطريقة عمل المجلس وأدائه.. وقد استفدنا من الخبرات البعيدة والقريبة.. واللوائح والأنظمة المعمول بها وتجارب الدول الشقيقة والصديقة العربية والإسلامية، وكذلك البلدان الغربية، والبرلمان البريطاني، والكونجرس الامريكي، واستفدنا منها كثيرا.. كما اطلعنا على ما عمله مجلس الشورى بنظامه القديم والذي تم تشكيله منذ عهد توحيد المملكة.. وهو قد أنجز الكثير من الأعمال المتقنة خلال الاربعين سنة الماضية. وقد كانت فترة عملي في المجلس بالنسبة لي تجربة ثرية من خلال التقاء هذا الجمع من المتخصصين والاكاديميين الذين مارسوا اعمالا كبيرة وكان تلاقح الآراء والأفكار والنقاش الذي يتم في جو تسوده المحبة.. وقد تعلمت من ذلك الكثير واستفدت.. كما ساهمت من جانبي بما استطيع. فكرة رائعة وعن مجلس الحوار الوطني وما حققه حتى الآن يقول معالي الدكتور عبدالله نصيف: فكرة الحوار الوطني فكرة رائعة، طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد وايده الأمير سلطان في ذلك الوقت ولا زال يؤيده - والهدف منها هو نشر ثقافة الحوار في المجتمع.. فالمجتمع تعرض لضغوط نفسية ان صح هذا التعبير انه يسمع الرأي الواحد وينفذ دون مناقشة!! ويضيف الدكتور نصيف: من هنا جاءت فكرة ثقافة الحوار وتوسيعها واشراك الجميع فيها.. لأنه في اي مجتمع مهما كان صغيرا فيه آراء مختلفة ومن هذه الآراء يمكن ان تخرج أفكار تساعد على إيجاد حلول للمشاكل، او اقتراح تطوير للأداء.. كما ان الحوار الوطني جاء من أجل تكريس وتعضيد الوحدة الوطنية.. لأن المجتمع مكون من فئات مختلفة وهذا يزيد من اختلافات الآراء لوجود مدارس فكرية متعددة ومن هنا فان الحوار الوطني هو لتأكيد اهمية الوحدة الوطنية، وأهمية ان تكون مرجعيتها شرع الله تعالى.. وايضا تبادل الآراء والأفكار واحترام الآخرين والرأي الآخر وهذه تحققت بنجاح كبير بفضل الله تعالى. هذا غير صحيح وعن اتهام البعض للحوار الوطني بانه اعتمد على أشخاص واستبعد الكثير ممن لهم رؤى وأفكار تستحق الطرح يقول الدكتور نصيف: الناس بطبيعتهم خاصة البعيد عن الموضوع ليس امامه الا الانتقاد.. وهذه اشياء ايضا تحتاج الى مناقشة فالبعض وظيفته فقط الانتقاد.. المجلس حرص على توسيع قاعدة الحوار.. ففي كل لقاء خلال الخمس سنوات الماضية يشارك فيه متحدثون وأشخاص جدد لم يشاركوا في اللقاءات السابقة.. طبعا الانتقاد قد يكون موجها للرئيس، ونواب الرئيس وهو انا والدكتور راشد، والدكتور عبدالله بن عبيد اننا ما تغيرنا.. وهذا لانه في البداية لابد من التأكد من الاستمرارية، لكن في المستقبل ممكن يصبح اختيار الرئيس ونوابه بالانتخابات كل ثلاث سنوات أو خمس سنوات.. وتجديدالمجلس بالكامل حتى تتسع الدائرة ونوعية الناس.. وهذا ما حرصنا عليه في كل اللقاءات الماضية.. وكانت المشاركة من مختلف التخصصات والمناطق حتى طلاب العلم شاركوا في هذه اللقاءات.. وكذلك جميع الأفكار والمذاهب الموجودة في المملكة. وأوضح الدكتور نصيف ان الناس تريد من مجلس الحوار الوطني توصيات وتنفيذ واصلاح المجتمع.. وهذا لا يتم من خلال هذه المؤسسة "ودور الحوار الوطني فقط المساهمة بأفكار جديدة للاصلاحات ولكنه ليس مسؤولا عن تطبيقها!! المرأة في المجتمع وعن قضية المرأة واختلاف وجهات النظر في تناولها والتعاطي معها يقول معالي الدكتور عبدالله نصيف: المرأة لها دور أساسي في المجتمع المسلم، والشريعة أعطتها كل الحقوق من الميراث الى الملكية الفردية.. والى غير ذلك.. ولا شك ان المرأة في عصور تخلف المسلمين تعرضت للكثير من حرمانها من حقوقها وواجباتها... والمرأة في المجتمعات الإسلامية عموما هي ليست في الوضع المرضي الذي كانت عليه في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.. ولكن هي ليست وحدها.. فحتى المجتمعات الغربية التي تدعى انها متقدمة تعاني فيها المرأة الشيء الكثير. وبيّن الدكتور نصيف انه يجب اليوم ان تحدد وتبين وظائف المرأة.. فالمرأة هي المسؤولة في بيتها وهي الراعية.. وعمل المرأة وسيلة وليس غاية.. ويجب ألا نندفع وراء أفكار الغرب التي جعلت من عمل المرأة غاية من أجل اخراجها من بيتها.. فهم اليوم يعانون من ذلك.. ويريدون عودة المرأة إلى بيتها.. والتزامها بتربية أولادها والعناية بهم.. وتساهم في الأعمال الاقتصادية والاجتماعية.. بالاسلوب الذي لا يتعارض مع مهمتها الأولى. ومع الأسف الشديد دعاة تقليد الغرب لأمور كانت مطلوبة قبل خمسين عاماً.. والغرب جربها وتراجع عنها.. فلماذا لا نعي ذلك ونفهم انه ليس بالضرورة أن نقلد كل ما يأتينا من الخارج وعلينا أن نأخذ ما يفيدنا ويتفق مع تعاليم ديننا الحنيف وننبذ ما يضرنا ويتعارض مع ديننا. وأن يكون عمل المرأة مرتبطاً بمحافظتها على أخلاقها بعدم الاختلاط والتبرج والتبذل في الحركة أو الكلام لحمايتها وصيانتها.. ولهذا لابد من وضع استراتيجية متقنة مبنية على الشرع.. مع الأخذ في عين الاعتبار التغيرات العالمية في مجتمعنا.. وينبغي ألا نتعجل في بعض الأشياء. البطالة بين الشباب.. لم تعالج بالشكل المطلوب وعن البطالة التي يعاني منها الكثير من شبابنا والتي قد تساهم في الانزلاق به نحو الانحراف أو التطرف يقول معالي الدكتور عبدالله نصيف: اعتقد ان هناك قصوراً في معالجة مشكلة البطالة بين الشباب.. والشباب هو المعدن الذي يصاغ ويكون لصالح المجتمع.. ولبناء المستقبل.. ونحن حتى الآن معتمدون فقط على المدارس.. والمدارس ينقصها الشيء الكثير لأن زحمة الأعداد الكبيرة، والرغبة في تخريج أكبر عدد ممكن.. فأصبح الطلاب يدرسون كيفما اتفق.. وهذه هي الحقيقة سواء في المدرسة أو الجامعة.. فيتخرج وعنده شيء من العلم.. لكنه يفتقد للمهارات التي تؤهله للعمل.. كذلك بعض الشباب عندهم شعور بالتعالي على الأعمال المهنية واليدوية.. وهذا يتطلب اصلاح وتوعية للشباب بأن جميع الأعمال لها قيمتها، ولها مكانتها وأهميتها في المجتمع. وأكد الدكتور نصيف انه لابد من وضع خطط شاملة وعلى المدى الطويل للاهتمام بالشباب تبدأ بتطوير التعليم وادخال برامج شبابية للتوجيه مثل البرامج الكشفية وغيرها.. وعدم ترك الشباب يسيح في الشوارع لأن هذا سيؤدي به إلى المفسدة.. ولابد من وضع برامج لاستغلال أوقات فراغ الشباب فيما هو مفيد.. وفتح مجالات أرحب أمامه للعمل.. والمجتمع بأسره يتحمل مسؤولية ذلك.. وإذا لم نعالج مشاكل الشباب بالصورة السليمة فإن المجتمع بأسره سيدفع ثمن ذلك!! وأضاف الدكتور نصيف: يجب أن نضع استراتيجية قوية عملية وليست نظرية ليكون لها الأثر المطلوب.. ويجب أن يكون اهتمامنا بهذا الجانب أفضل مما هو عليه الآن؟!. كيف نحمي اقتصادنا الوطني من الهزات؟! وعن واقع اقتصادنا اليوم.. وما ينبغي أن يتم للحفاظ على نمو بلادنا الاقتصادي وحمايته من أي انتكاسة يقول معالي الدكتور عبدالله نصيف: بلادنا اليوم تعيش طفرة اقتصادية جديدة، وتوفر المال ولله الحمد.. ولا شك ان الدولة وقيادتنا الرشيدة وضعت الكثير من البرامج والخطط للحفاظ على معدلات النمو في بلادنا دون أي تراجع بإذن الله.. ولعل بناء المدن الصناعية يعتبر وسيلة من الوسائل التي تسهم في عدم اقتصادنا في المستقبل بإذن الله.. وكذلك اصلاح البنوك والمؤسسات المالية، وإيجاد استثمارات متنوعة، والعمل على اشراك أفراد المجتمع في هذه الاستثمارات. وأوضح الدكتور نصيف ان وزارة التخطيط لديها خطط لا بأس بها.. ولكن هذا يتطلب تجديد الفكر وتجديد العزم، وإشراك الناس في التنمية الاقتصادية حتى يكون اقتصادنا مبنياً على قوة.. وألا نندفع في اتجاهات غير مفيدة وقد تضر اقتصادنا في المستقبل؟!.