اتفق المشاركون في دورة القانون الدولي الإنساني التي نظمتها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السعودي وبرعاية "الرياض" إعلامياً على أهمية مضامين الدورة التي تقام لأول مرة على المستوى العربي وتستمر لمدة عشرة أيام بمشاركة مجموعة من العاملين في المؤسسات المدنية والخيرية. "الرياض" التقت بعدد من المشاركين في هذه الدورة للتعرف على الحصيلة اليت خرجوا فيها خلال مشاركتهم بفعاليات الدورة. في البداية يقول المشرف على إدارة الرصد والمتابعة والتحقيق بهيئة حقوق الإنسان ممدوح بن محمد الشمري: العلاقة بين القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، هي علاقة تاريخية وطيدة فمن مظلة الإغاثة الإنسانية وعلى مدى عقود من الزمن نشأت البداية الأولى للقانون الإنساني الدولي في جنيف عام 1864م بهدف إيجاد قاعدة قانونية لتأدية الأعمال الإنسانية وإغاثة الجرحى والمرضى دون تمييز، والحد من المعانات البشرية وتوفير الحماية للمدنيين وكذلك احترام العاملين في الخدمات الطبية والمهام الإنسانية. ويضيف: هناك العديد من الاتفاقات الدولية التي يتكون منها القانون الإنساني من أهمها اتفاقية جنيف الأربع الإضافة وملحقاتها واتفاقية (لاهاي) عام 1954م لحماية الممتلكات الثقافية، حيث يوفر القانون لادولي الإنساني قواعد لحماية الأشخاص المدنيين أثناء النزاعات والمحافظة على حقوق الإنسان واحترام كرامت ي جميع الأحوال، مع التأكيد على الدول الموقعة لاتفاقيات جنيف الالتزام بتنفيذ أحكامها والعمل على احترامها والتعريف بها، وتفعيل ما ورد فيها من توصيات ولو طبق القانون الإنساني لما وصل العالم إلى هذا الحال، ولما استمر النزاعات المسلحة في مختلف أنحاء العالم. ويشير الشمري إلى ان القانون الدولي الإنساني يشمل مجموعة القوانين والقواعد التي تحمي المدنيين والتراث الثقافي أثناء الحروب وتقلل من المعاناة الإنسانية إلى أقصى حد ممكن، وقد عاش العالم بسلام ثلاثة قرون من أصل خمسين قرناً تقريباً موضحاً ان أهمية القانون الإنساني التي تبرز من خلال اعتماد جوهره على المبادئ الإنسانية وحسن النية، والضرورة العسكرية والتناسب والتقيد والتميز بين أهداف العسكرية والمدنية. ويؤكد الزميل أحمد باشا العواصي المشارك في دورة القانون الإنساني على ان أعظم ما دونه الإنسان القديم هي (الشرائع والقانون) والتي بنى عليها حضارته وأقام دعائم إنسانية، مازالت تقاس حضارات الأمم والشعوب على مدى احترامها لشرائعها وقوانينينها وعلى رقي هذه الشرائع والقوانين عندما تدرس بالقوانين المقارنة. وقال العواصي: خير دليل على هذا انحصار التمدد والنفوذ الروماني في كافة المجالات الا ان القانون الروماني هو الذي ازداد ولم ينقص على عكس ما حدث للجيوش الرومانية والأساطيل، فكان خير ما تركه الرومان هو قانونهم الذي بنوا عليه حضارتهم. وأضاف العواصي: القانون الدولي هو فرع من اربعة عشر فرعاً في القانون واذا كان القانون المدني هو (ابو القوانين) فقد يرى البعض بأن القانون الدولي هو تاج القوانين وذلك لشمولية واتساع نطاقه وإن كان ظهوره في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وانبثق منه واطلق عليه فقهاء القانون بالإنساني لأهميته وخصوصيته عما سواه من القوانين لأن جله يقوم على تكريم الإنسان وتنظيم معاملاته ومنع التجاوزات التي تلحق الضرر بالآخرين او على الاقل الحد منها، مشيرا الى ان المصدرين الأساسيين في القانون الدولي هما الاتفاقات والمعاهدات الدولية، والاعراف. وبين ان الإدارة ركزت على اتفاقيات ل(لاهاي) واتفاقيات جنيف لانها تعتبر اهم الوثائق التي عنيت بالقانون الدولي الإنساني وصادقت عليها 164دولة، مشيدا ببذل جمعية الهلال الأحمر السعودية والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر جهدا لإنجاح الدورة وتحقيق المغزى من انعقادها في دعوتهم لأساتذة القانون الدولي من دول عدة. ويرى مساعد راشد العنزي نائب مسؤول الإغاثة في جمعية الهلال الأحمر الكويتي ان هذه الدورة تعطي للهلال الأحمر الكويتي بعداً انسانياً كبيراً بالتنسيق والتواصل مع المنظمات الإنسانية في دول الخليج والدول العربية، مؤكد على ان هذا التعاون العربي لتطوير كفاءة وموهبة المتطوعين من الموظفين في جمعيات الهلال الأحمر عن طريق دورة القانون الإنساني تنظمها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السعودي بحضور عدد كبير من الإخوة والأشقاء من الدول العربية. وقال العنزي: الدورة التدريبية حول القانون الدولي الإنساني مهمة جدا لا سيما انها تساهم في نشر ثقافة القانون الدولي الانساني، ومفاهيمه الأساسية ودوره في حماية الإنسان اثناء النزاعات المسلحة والأشخاص، بالاضافة الى الاطلاع على اتفاقيات جنيف الأربع والى قيام المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها المحكمة الإجرائية التي تحاسب وتعاقب مرتكبي الجرائم الدولية ومعرفة الجرائم التي تدخل في نطاق القانون الدولي الإنساني. ويؤكد المشارك ايوب الحمادي من جمهورية اليمن انه استفاد من الدورة من خلال تبادل الخبرات مع المشاركين في الدورة من المحاضرين والمتخصصين في مجال القانون الانساني، مشيرا الى ان الجميع استفاد من الدور التي تواجد فيها اشخاص لهم خبرات من جامعة الدول العربية والدول العربية الأخرى من تونس ومن قطر ومن كثير المنظمات فيستغل هذا الفرصة الدارسون ان نتناقش ونتبادل ليزداد فهمنا للقانون الدولي الإنساني وهذا يخدم قضايانا ونحن ملزمون بنقل ما اكتسبناه إلى جمعياتنا الوطنية ونشره. ويشير ياسر كلزي الى الدورة التدريبية حول القانون الدولي الإنساني التي تعقدها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السعودي إلى أنها دورة هامة جدا في مجال نشر ثقافة القانون الدولي الإنساني من حيث مفاهيمه الأساسية ودورها في حماية الإنسان اثناء النزاعات المسلحة والأشخاص المهمشين ومنها اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولات الإضافية. وصولا الى قيام المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها الشق الإجرائي في محاسبة ومعاقبة مرتكبي الجرائم الدولية ومن بين الجرائم التي تدخل في نطاق القانون الدولي الإنساني. ويرى عبدالله تويتي من جامعة الدول العربية ان الدورة مفيدة والغاية من إقامة هذه الدورة هو تأسيس وعي المواطن قدر النظر عن المسؤولين والقادة بالقانون الدولي وبالجهود التي تقوم بها منظمات المعنية في هذا المجال، مشيرا الى ان القانون الدولي والإنساني ليس مطلوبا للتطبيق 100%.