قال معالي وزير التعليم العالي د. خالد بن محمد العنقري إن الرؤية المستقبلية لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي تنطلق من أن التطوير هو منظومة متكاملة ومترابطة من العناصر، لا يُغني تطوير أحدها أو بعضها عن تطوير بقية العناصر. جاء ذلك خلال حلقة نقاش حول تطوير التعليم العالي والبحث العلمي في الدول العربية فرص وتحديات ضمن فعاليات المؤتمر الثاني لتخطيط وتطوير التعليم والبحث العلمي في الدول العربية الذي نظمته جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وحضرها عدد من وزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الدول العربية. وذكر معالي د. خالد العنقري عدداً من العناصر المهمة التي تسهم في تحقيق التطوير المطلوب للتعليم العالي والبحث العلمي وقال إن المملكة تمر في الوقت الحاضر بمرحلة تخطيط وبناء واسعة وشاملة للتعليم العالي، وتضع الدولة تطوير التعليم العالي في أعلى سلم الأولويات، وتقوم بتهيئة كافة الإمكانات والدعم اللازم لبناء منظومة جامعية متطورة، اعتماداً على عدد من الأسس أهمها اعتماد التخطيط الاستراتيجي كأسلوب لرسم الطريق إلى تحقيق النتائج المستهدفة، تأسيس عدد كبير من مؤسسات التعليم العالي سواء جامعات متكاملة أو كليات جامعية ذات أهداف محددة، بناء المدن الجامعية الحديثة المجهزة بكافة البنى التحتية والعلوية التي تتطلبها، والعمل على تهيئة القوى البشرية المؤهلة تأهيلاً متميزاً لها، وتشجيعها على الارتباط بمؤسسات تعليمية متقدمة عند إعداد برامجها العلمية، الربط الوثيق للبرامج العلمية في هذه الجامعات والكليات بمتطلبات اقتصاديات المعرفة، ومتطلبات سوق العمل وبرامج التنمية في البلاد، التأكيد على تنويع مهام الجامعات: الجامعات البحثة، الجامعات الشاملة، الجامعات التعليمية، كليات المجتمع، الكليات المتخصصة، العناية بالجودة، فهي أساس النجاح والقدرة على المنافسة محلياً وإقليمياً وعالمياً، ويتم تشجيع الجامعات السعودية على عدد من الإجراءات منها تشجيع ودعم الاعتماد الخارجي الأكاديمي والمؤسسي، إعادة بناء البرامج العلمية، تطوير وإعادة تأهيل العاملين في المؤسسات الجامعية. ورفع معاليه خالص الامتنان والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظهما الله للاهتمام المتواصل والدعم المستمر لتطوير التعليم في المملكة و الانجازات الكبيرة التي تحققت في بلادنا بفضل من الله ثم بفضل هذا الدعم السخي والمتابعة الدائمة والجهود المخلصة من لدن حكومتنا الرشيدة. واتفق المشاركون في الحلقة النقاشية على أن التعليم هو أحد أهم وسائل النهوض بالمجتمعات العربية ولحاقها بركب التقدم التكنولوجي، وأضافوا إن ما يدعو إلى التفاؤل والأمل أن التاريخ المعاصر يقدم لنا أمثلة عديدة انتقلت فيها دول إلى مصاف الدول المتقدمة، ولم يتحقق لها ذلك إلا من خلال تطوير التعليم بشقيه الأساسي والعالي، وكذلك بالاهتمام الشديد بالبحث العلمي وتوظيف العلم لبناء اقتصاديات قوية ومنافسة عالمياً.